دخل المعلم الفصل ومعه اناء بلاستيكي، اخرج من شنطته بعضا من كرات »البينج بونج» وملئ بها الإناء ذاته.. ثم سأل تلاميذه »هل الإناء ممتلئا؟»، فأجابوه »نعم انه ممتلئ»؛ ثم عاد الي شنطته العتيقة واخرج بعضا من المسامير وقام بالقائها داخل الإناء، ومن ثم اعاد علي تلاميذه السؤال: »هل الإناء ممتلئ الآن؟»، فاجابوه والدهشة علي وجوههم :» نعم هو كذلك» ؛عاد المعلم مرة اخري الي حقيبته واخرج كيسا مملؤا بالرمال وافرغه بالكامل داخل نفس الإناء ؛ وعاود سؤاله المعتاد: فضحك التلاميذ بسخرية واجابوه بصوت واحد: »نعم انه ممتلئ الان».. ثم اخرج المعلم زجاجة من العصير وفتحها وافرغ نصفها داخل الإناء البلاستيكي، ثم جلس المعلم علي كرسيه وقال: »هذا الإناء انه يمثل حياتكم؛ فكرات »البينج» تمثل الأشياء المهمة في حياتكم يا اولادي مثل اسرتك زوجتك واصدقائك؛ اما المسامير فهي الأشياء الأخري المهمة في حياتك مثل سيارتك ومنزلك وعملك، وبالنسبة للرمال فهي تمثل الأشياء الأخري الصغيرة في حياتكم». قام المعلم من مقامه وقال لتلاميذه: »الآن اذا ما وضعت الرمال في الإناء اولا فانك لن تجد مكانا لكرات »البينج» ولا حتي للمسامير وهذه هي حقيقتك في الحياة»، فإذا انفقت كل طاقتك ووقتك علي الأشياء الصغيرة فانك لن تجد الوقت لكي تنفذ الأشياء المهمة في حياتك والتي تهمك وتعنيك اكثر.. اعط انتباهك للأشياء المهمة لسعادتك.. اهتم بكرات »البينج» اولا؛ حدد اولوياتك لان كل شئ اخر ليس سوي مجرد حفنة من الرمال. قاطعه تلميذه من اخر ديسك في الفصل رافعا يده؛ وقال: »يا استاذنا ماذا كنت تقصد بزجاجة العصير التي افرغت نصفها؟»؛ ضحك الجميع وبعد ان صمتوا، رد عليه استاذه مبتسما: »سعيد بسؤالك يابني، زجاجة العصير تعني انه مهما كانت حياتك مشغولة فهذا لايهم.. حتما ستجد وقتا للاستمتاع بها»، ضحك التلاميذ وقالوا لأستاذهم: »شكرا جزيلا هذا هو أهم درس يمكن ان نتعلمه في الحياة».