يعني كان لازم رئيس الجمهورية بنفسه يطلب من محافظ القاهرة الاهتمام بصيانة مصابيح الإنارة في شارع المطار حتي يقوم بأبسط مهام منصبه!.. لم أفاجأ بذلك فقد سبق وحدث نفس الأمر مع مسئولين آخرين وكأنها عادة أدمنها الجميع.. وطالما الحكاية كذلك ياريت المحافظ يراجع مسئولي الأحياء العباقرة من أصحاب الذوق الرفيع الذين تفتقت أذهانهم عن اختراع لم يتوصل إليه أحد غيرهم باختيار أماكن عبقرية لتجميع القمامة وسط الميادين وعلي نواصي الشوارع الرئيسية! الكارثة لا تقتصرعلي سوء الاختيار لأماكن تجميع القمامة التي تشوه الشوارع والميادين ، فالكارثة الأكبر تقع يوميا عندما يأتي الزبالون إلي هذه الأماكن لفرز القمامة وانتشال ما يحتاجونه من بلاستيك وكرتون بعد تفريغ ما بداخلها من بقايا علي جوانب المكان الذي يتسع ساعة بعد أخري حتي يتحول الشارع كله إلي مقلب قمامة كبير بروائحه الكريهة! أقترح علي محافظ القاهرة أن يكلف خاطره ويقوم بجولة ليتأكد بنفسه من تلال القمامة التي تتناثر في كل الشوارع.. وبالقطع لا داعي لتفقد الأحياء الشعبية فربما يصاب بالإعياء والإغماء من مشهد وروائح جبال القمامة التي ترتفع يوميا.. ولا داعي لأن يطلب تجميل وإنارة الشوارع المحيطة بمسكنه فتلك آفة مزمنة يمارسها صغار المسئولين فور تولي أي مسئول مهام منصبه حيث يقومون بالواجب المقدس، وعندما يترك المنصب تعود »ريمة» إلي عادتها القديمة وإلي سيرتها الأولي!.. المهم أن تتأكد بنفسك ولا تكتفي بالتقارير أوالتصريحات التي يطلقها مساعدوك من رؤساء الأحياء.. ولا أخفيك سرا أنني سمعت بنفسي محافظا سابقا للقاهرة لا داعي لذكر الأسماء منعا للإحراج يقول بالفم المليان وأمام حشد من كبار رجال المال والأعمال إن شوارع القاهرة يتم رشها في ساعة مبكرة يوميا بالماء والصابون والديتول!.. إنني مازلت أتذكر همسات بعض المسئولين الذين كانوا يستمعون لكلماته فقد تراوحت بين الضحك المكتوم والاستهزاء لكن أطرفها تلك التي همس بها أحدهم لآخر قائلا: إن المحافظ نسي القول إن شوارع القاهرة يتم رشها بالماء والصابون والديتول والشامبو أيضا!.. لا تصدق كل ما يقال لك، فربما استمع المحافظ السابق من مساعديه إلي أكذوبة الماء والديتول ولم يتأكد بنفسه وتورط في الجهر بالقول بما لا يمكن تصديقه وهو الأمر الذي جعل كلامه مادة للفكاهة! كلمة أخيرة: هل يكتفي المحافظ بالفرجة علي الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والتصفيق لها بعدما تعيد وضع شارع مصطفي النحاس بمدينة نصر إلي ما كان عليه.. ألا تري أن إهدار 65 مليون جنيه يمثل جريمة كبري ويستدعي أن يهز ضميرك، الملايين التي بعثرها العباقرة عندما قرروا منذ عامين رفع قضبان المترو من وسط الشارع وتخصيصها للأوتوبيسات فقط وهو ما ثبت فشله ليتقرر إعادة الوضع القديم ولتذهب الملايين إلي التراب، وهو ما يتكرر في معظم شوارع القاهرة والمحافظات المنكوبة بالخبراء العباقرة.. ربما 65 مليونا لا تستدعي هذه الضجة الفارغة! إنني أكاد أسمع خطوات رجال الرقابة الإدارية في الطريق إلي المتهم العبقري!