لوكنت قد سمعت هذه الحكاية الهزلية من شخص آخر لم أكن لأصدقها فالراوي هوحفيد الشيخ أحمد الجداوي أحد أبرز علماء الأزهر الذين تتلمذوا علي يد الإمام محمد عبده .. إنه نبيل الجداوي وكيل أول الوزارة والمستشار الاقتصادي السابق بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة .. الحكاية باختصار تعني أن كل ما يطالب به وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة أئمة المساجد بأن تتناول خطبة صلاة الجمعة الحديث عن صحيح الدين والابتعاد عن الخزعبلات والدجل وكل ما لا يمكن تصديقه يذهب أدراج الرياح ولا يلتزم به البعض إن لم يكن معظم الأئمة .. وكأنه » يؤذن في مالطة » رغم جهوده التي لا تتوقف في مختلف المحافظات وفي كل الأوقات وإيمانه بما يطالب به ويعتقده من ضرورة أن تتركز الخطبة علي الأخلاق الطيبة وقبول الآخر والمواطنة وحسن المعاملة مع الجميع والابتعاد عن التشدد والتطرف ! روي لي نبيل الجداوي حكاية تقترب من حكايات ألف ليلة وليلة فقال إنه كان يؤدي صلاة الجمعة منذ أيام قلائل في أحد المساجد بمصر الجديدة ليفاجأ بالإمام خلال خطبته يحكي عن أن سيدة كانت تعيش في بغداد أصابها مس من الجن فأرسلت تستنجد بالإمام أحمد بن حنبل والذي كان يعيش بالمدينة المنورة لإخراج الجن من جسدها، فأرسل واحدا من أتباعه ومنحه حذاءه وعندما وصل إليها أمر الجن بالخروج من جسدها ملوحا بحذاء بن حنبل فامتثل الجن وبرأت السيدة، لكنها بعد فترة عادت تشكومن مس الجن مرة أخري فعاودت الاستنجاد من جديد بالشخص الذي بعث به ابن حنبل وبالفعل ذهب هذا الشخص إليها وأمر الجن بالخروج من جسدها لكنه رفض معللا ذلك بأن ابن حنبل قد مات .. قمة الدجل والاستهزاء بالدين وربطه بالأساطير التي لا يمكن أن يصدقها عقل طفل ! الطريف والخطير في نفس الوقت أن إمام هذا المسجد لم يكتف بهذه الخرافات بل أنهي خطبته بمطالبة جموع المصلين رجالا ونساء إلي سماع دروسه القيمة وحدد يوم الأربعاء من كل أسبوع للنساء بعد صلاة المغرب وللرجال بعد صلاة العشاء حتي يستزيدوا علما من خرافاته وخزعبلاته ! وحتي لا يؤذن وزير الأوقاف في مالطة، وحتي تؤتي مطالباته ثمارها فإن الأمر يحتم المتابعة المستمرة من مفتشي الوزارة المستنيرين لمختلف المساجد، وكذا الأمر يحتم أن يستمع المفتشون بأنفسهم لخطب الجمعة من تلك النوعية التي لا يمكن قبولها أوإغفال خطورتها، فإذا كان ذلك يحدث في أحد مساجد مصر الجديدة فما بالك بما يحدث من جانب أئمة مساجد وزوايا الأحياء الشعبية بالقاهرة ومختلف القري بالمحافظات خاصة النائية والتي يتم من خلالها مخاطبة البسطاء من المواطنين .. وأخطر ما في الأمر هوحشوعقول الشباب بمثل تلك الخزعبلات، وربما الأدهي هوترديد ما يؤدي إلي التطرف والانحراف والتشدد أوالاستهزاء بالدين الحنيف لا قدر الله !