د. أحمد الطيب - الشيخ صالح عباس قرّر الإمام الأكبر، د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تشكيلَ لجنةٍ مختصّةٍ بالشئون الإفريقية بالأزهر؛ وذلك بمناسبة تَوَلّي مصرَ الرئاسةَ الدَّورية لمجلس السلم والأمن الإفريقي، واستكمالًا لدَور مصرَ والأزهرِ في دعم شعوب القارّة الإفريقية، علي المستويات كافّة. وتختصّ اللجنةُ، التي قرّر الإمامُ الأكبر تشكيلَها، بالعمل علي وضْع البرامجِ والخُطط والأنشطة، التي من شأنها تدعيمُ أبناء دول وشعوب القارّة الإفريقية؛ من خلال بحْث زيادة عدد المِنَح المُقَدَّمة للطلاب الدارسين في الأزهر، وزيادة أعداد المبعوثين من المدرّسين في دول إفريقيا، وتكثيف البرامجِ التدريبية لتأهيل الأئمة والوعاظ بها، بالتوازي مع القوافلِ الدعوية التي يرسلها الأزهر لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تَبُثّها الجماعات المتشددة، ونشْر الفِكر الوسطيّ، فضلًا عن تَيسير القَوافلِ الإغاثية والطبية للدول الإفريقية الأشدّ احتياجًا، والتي بها عجزٌ في الطَّواقمِ الطبية لرفْع المُعاناة عنهم، والعمل علي ترتيب عِدّة زياراتٍ خارجية لشيخ الأزهر إلي غرْب إفريقيا، وبحْث إمكانية افتتاح مراكزَ لتعليم اللغة العربية بها، وتَبادُل الزيارات بين المؤسسات التعليمية والدعوية في الأزهر ودول إفريقيا. يأتي ذلك في إطار جهود الأزهر الشريف في دعم شعوب القارّة الإفريقية، وتَعزيز أَواصِرِ التعاون بين الأزهر الشريف ودول وعلماء إفريقيا في المجالات كافّةً؛ العلمية والفكرية والدعوية والإغاثية، بما يُساهِمُ في تحقيق التقدُّم والازدهار لشعوب القارّة الإفريقية. وأوضح الشيخ صالح عباس وكيل الأزهر أن جامعة الأزهر يدرس بها 33 ألف طالبٍ من دول العالم المختلفة، يمثلون 107 دول، منهم 35 دولة إفريقية من الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط، ويبلغ عددهم 6164 طالبًا وهناك زيادة مستمرة في هذه المنح.إلي جانب الطلاب الذين يدرسون في معاهد البعوث الإسلامية. وأوضح أن الأزهر جامعا وجامعة حريص علي الانفتاح علي قارتنا السمراء وتؤمن بأهمية التكامل مع دول وشعوب القارة وأضاف أن الأزهر الشريف يتشرف بتقديمه أنشطة مختلفة لكل دول إفريقيا علي مختلف العصور، مثل إرسال البعثات التعليمية والثقافية في مختلف العلوم والمعارف، والقوافل الطبية والمساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة، حيث بلغ عدد القوافل الطبية منذ عام 2011 إلي 2018 ما يتجاوز 13 قافلة، قدمت إلي سبع دول إفريقية، هي :السودان،و النيجر، والصومال، وتشاد، وإفريقيا الوسطي، ونيجيريا، وبوركينا فاسو) شارك فيها 124 طبيبًا، ووصل عدد المرضي إلي: 61385 مريضًا، ووصل عدد العمليات إلي 1430 عملية، ووصل وزن الأدوية إلي17طنًا. أما عن الإغاثة والمساعدات الإنسانية فقد وصلت إلي أربع قوافل إغاثة في السنتين الأخيرتين إلي أربع قوافل إغاثة بمساعدات وزنت سبعين طنًا إلي تشاد، إفريقيا الوسطي، نيجيرياالصومال. وأشار إلي أن الصندوق المصري للتعاون الفني مع إفريقيا التابع لوزارة الخارجية المصرية بأعضاء من هيئة التدريس بقسم اللغات الإفريقية بجامعة الأزهر لتدريس اللغة العربية ببعض الجامعات الإفريقية وتستعين الجامعات الإفريقية بشرق إفريقيا حتي الآن بأساتذة قسم اللغات الإفريقية في تقييم إمتحانات ومناهج اللغة العربية. وأضاف أنه نظرًا لأهمية وجود علاقات تواصل مع المجتمعات الإفريقية وما تتمتع به من تعدد للثقافات حرص الأزهر علي إنشاء قسم اللغات الإفريقية عام 1967م ليقوم بمهمة تدريس اللغات الإفريقية الأكثر انتشاراً في القارة وهي: السواحيلية، والهوسا، والأمهرية، والفولانية منذ النشأة وحتي وقتنا الحاضر، وذلك حتي يقوم القسم بتحقيق جزء من رسالة الأزهر الشريف وجامعته في هذه المجتمعات ومنها نشر صحيح الدين وتصحيح المفاهيم المغلوطة والخاطئة التي تضر بالإنسان في كل زمان ومكان، والتعرف علي آداب وثقافات الشعوب الإفريقية، ولم يقتصر القسم في التدريس علي أعضاء هيئة التدريس المصريين وإنما استعان ولا يزال يستعين في التدريس بمجموعة من أبناء اللغات الإفريقية ممن درسوا في الأزهر الشريف وأكد أن الدول الأفريقية احتلت مكانًا مهما في أروقة الجامع الأزهر، فهناك عدة أروقة أفريقية خصصت للطلاب الأفارقة الدارسين في الأزهر، وقد كانت لهذه الأروقة دور فريد في عملية التفاعل بين الحضارات والثقافات من خلال اشتغالها بالترجمة من العربية إلي اللغات المختلفة والعكس.