انتقلت »مني» للعيش مع خالتها بعد وفاة والديها، ولكنها أبدا لم تنس ماغرسته أمها بعقلها وقلبها من تعاليم دينية وأخلاق دمثة، ماجعلها تخلتف عن مثيلاتها من بنات الجيران، كانت إلي جانب ذلك تحمل وجهًا ملائكيًا بملامح بريئة تعلوها ابتسامة لاتفارقها جعلها محط أنظار شباب الحي الذي تسكن به. عكفت علي دراستها لتحقق حلم والدتها بأن تصبح طبيبة مشهورة، وبالفعل مرت السنوات وتخرجت »مني» من كلية الطب، وبدأت مرحلة أخري من حياتها، عملت بأحد المستشفيات الخاصة، وافتتحت عيادة خاصة بالاموال التي تركتها لها والدتها، وتقدم لخطبتها »مدحت».. كان يرقبها من بعيد ويعلم عنها كل شيء.. رفضت » مني» ولكن خالتها أقنعتها بأنه يحبها.. استسلمت لقدرها ووافقت علي الزواج منه حتي ترضي خالتها.. لم يكن الزواج حلما أساسيًا بالنسبة لها.. كانت تعشق مهنتها وحياتها الجديدة . تزوجت »مني» من »مدحت» وبدأ الزوج في الكشف عن وجهه الحقيقي وسقط قناع الحب الذي كان يرتديه.. واكتشفت الزوجة المخدوعة أنه تزوجها لثرائها المادي وطمعا في مالها. هنا بدأت الأفكار الشيطانية تتوالي علي الزوج الوغد فقد ذهب إلي محكمة الأسرة ببنها وقام برفع دعوي قضائية بالتطليق وأحضر أربعة من أصدقائه ليشهدوا زورا بأن الزوجة علي علاقة بآخرين وأن أحدهم رآها بصحبة أحد الرجال ليلا.. محاولا بهذه الحيلة ابتزازها ماديا ولم تطمئن المحكمة لشهادة أصدقاء الزوج ورفضت الدعوي. ولكنه لم ييأس واستأنف الحكم الصادر واستأنفت الزوجة أيضا والتي لم تعد تطيق رؤيته ولكنها فقط كانت تنشد العدل .. وفي محكمة استئناف الأسرة ببنها تم نظر الدعوي مرة أخري وخلا الاستئناف من أي جديد من قبل الزوج ولكن أحضر محامي الزوجة الكثير من الشهود لينفوا ماادعاه اصدقاء الزوج.. وشهد الجميع بحسن سلوك الزوجة وأخلاقها فرفضت المحكمة الاستئناف وأيدت حكم أول درجة برفض الطلاق.. وسط أصوات زغاريد أهل الزوجة وجيرانها ومحبيها.. وهنا أعطت الزوجة للمحامي إشارة البدء في إقامة دعوي طلاق من جديد لأنها هي مَنْ تريد الطلاق. صدر الحكم برئاسة المستشار حلمي محمد سيف النصر وعضوية المستشارين مرسي عيد ومالك مصطفي حنفي وبحضور محمد طاهر وكيل النيابة ومحمد رفعت أمين السر.