استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي العام الجديد بمبادرة جديدة من مبادراته العديدة.. عنوان المبادرة الجديدة »حياة كريمة» وهي تصب مع كل مبادراته السابقة في هدف واحد وهو أن تكون حياة المواطن المصري كريمة في وطنه وخارج وطنه. المبادرة الجديدة هي مظلة كبيرة لكل خطط السيسي ومشروعاته.. التي تهدف جميعها إلي وضع مصر علي طريق التنمية الحقيقية.. وهو ما يعني حياة كريمة لكل المواطنين.. فلا حياة كريمة لأي مواطن إلا في دولة قوية منتجة قادرة علي المنافسة.. دولة كريمة محترمة. وكتب الرئيس علي حسابه الرسمي بفيس بوك وتويتر: »في مستهل عام ميلادي جديد.. تأملت العام الماضي باحثًا عن البطل الحقيقي لأمتنا، فوجدت أن المواطن المصري هو البطل الحقيقي.. فهو الذي خاض معركتي البقاء والبناء ببسالة وقدم التضحيات متجردًا وتحمل كُلفة الإصلاحات الاقتصادية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. ولذلك فإنني أوجه الدعوة لمؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لتوحيد الجهود بينهما والتنسيق المُشترك لاستنهاض عزيمة أمتنا العريقة شبابًا وشيوخًا.. رجالًا ونساءً.. وبرعايتي المباشرة.. لإطلاق مبادرة وطنية علي مستوي الدولة لتوفير حياة كريمة». وصف الرئيس للمواطن المصري بالبطل.. يؤكد علي إحساسه بما قدمه كل مصري في السنوات الماضية.. فهو الذي ثار ضد حكم تجاهل حقوق الشعب.. وثار ضد حكم قتل طموح الشعب.. وها هو الآن يخوض معركتي البقاء والبناء.. هذا الشعب البطل تحمل الكثير خلال السنوات الماضية.. وهو مازال يتحمل أملا في تحقيق أحلامه التي بدأت تظهر بشائرها. لبي الشعب طلب قائده بتحمل فترة الإصلاح.. وهي فترة قاسية لابد منها.. حجم الإهمال والفساد والتسيب وانهيار المرافق والبنية التحتية كان هائلا.. والخلل الاقتصادي والتشريعي كان أيضا هائلا.. وإصلاح كل هذا احتاج إلي وقت ومازال يحتاج.. واحتاج أيضا إلي قرارات جريئة وشجاعة ربما كانت قاسية ولكن كل إصلاح يتطلب بعض الإجراءات القاسية وإلا سوف ندور في نفس الدوامة. الحياة الكريمة هي حق لكل مواطن.. بل هي أهم حقوقه.. فتلك الحياة الكريمة مقدمة علي كل الحقوق.. وتلك المبادرة التي أطلقها الرئيس في اليوم الأول للعام الجديد هي رسالة للعالم كله.. خاصة تلك الدول والمنظمات التي تتحدث عن حقوق الإنسان.. وتحصر تلك الحقوق في دائرة ضيقة.. بينما لا تدرك أن جانبا كبيرا من الشعب المصري يفتقد إلي الكثير من حقوقه المهمة وهي الحياة الكريمة.. وهؤلاء هم الفئات الفقيرة أو شديدة الفقر الموجودة بيننا.. نراهم ولا نفعل لهم شيئا.. نكتفي بالفرجة عليهم ولا نعمل من أجل رفع مستواهم. المهمة شاقة وثقيلة علي الدولة.. ولكنها من أهم واجباتها.. فنحن ننتظر حكومة جادة تخصص كل جهدها لتحقيق هذا الهدف.. حياة كريمة لكل مواطن. ولا يقل دور الجمعيات الأهلية عن دور الحكومة في إنجاز تلك المهمة.. هناك جمعيات أهلية كثيرة تساهم في مشروعات عديدة.. وتقدم المعونات لأبناء الوطن من الفئات غير القادرة.. وهي تعتمد طبعا علي المتبرعين من أهل الخير.. لكن هناك الكثير من المواطنين لا يثقون كثيرا في بعض تلك الجمعيات.. وربما لا يثقون في الدولة نفسها.. فيقومون بمبادرات فردية تحقق جزءا من الهدف.. ولكن الأوان قد آن كي تتحد تلك الجهود.. وتوضع خطة وطنية شاملة لها أهدافها ومراحلها وميزانيتها ومصادر تمويلها.. بحيث لا تكون مساعدة الفقراء مصدرا للتباهي والتفاخر.. بل يكون واجبا مقدسا يساهم فيه كل مواطن قادر بحسب قدرته.. وتنشطه الجمعيات الأهلية.. وترعاه الدولة بكل ما تملكه من أجهزة وتقوم بالتنسيق والتوجيه ومتابعة الإنجازات. نرجو أن تنجح تلك المبادرة في تحقيق أهدافها.. وتوفير حياة كريمة لمواطنين من أهلنا يستحقون منا أن نوفر لهم حياة كريمة.. صدق رسول الله الذي قال: »ليس منا ( أي ليس مسلما أو مؤمنا ) من بات شبعانا وجاره جائع ( أي يفتقد إلي حياة كريمة ).