لن أتعجب إذا قرأت يومًا الإعلان التالي: مطلوب شاجب ومستنكر ومندد ومعدد ونائح علي أن يكون مفوه الحديث طلق اللسان له القدرة علي إطلاق 3 استنكارات في الدقيقة». سبب عدم تعجبي أن الشجب والإدانة والاستنكار هي مهنة منتعشة جدا في العالمين العربي والإسلامي. إذا قتلت إسرائيل الفلسطينيين وهدمت بيوتهم واقتحمت المسجد الأقصي، دارت ماكينة الإدانات في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة شاجبون بلا حدود وجماعة »استنكروا بلا خوف» !! وكل منظمة وأي جامعة من الخليج الثائر إلي المحيط الهادر ومن غانا إلي فرغانة ( مدينة في أوزبكستان) ومن طنجة إلي جاكرتا. كل أعضاء هذه المنظمات وغيرها جاهزون بمجرد أن تخطو إسرائيل خطوة علي الأرض تهود بها القدس أو تبني مستوطنات، جاهزون علي الفور بأمضي سلاح عربي (الميكروفون) حتي إن بعضهم يترك بيانات شجب علي بياض خلال إجازته حتي إذا ارتكبت إسرائيل إحدي جرائمها كان البيان جاهزا حتي لا يفوته استنكار، والبعض الآخر من كثرة استغراقه في فعل الشجب أصبح يشجب علي روحه كعرض للشجب اللإرادي وعدل المثل: إذا عشقت اعشق قمر وإذا شجبت اشجب إسرائيل. لذا فإن الصهاينة أدركوا تماما رد فعل العرب والمسلمين علي أي جريمة يرتكبونها منذ أن اختبروهم في حريق المسجد الأقصي عام 1969. فقالت جولدا مائير يومها - كما جاء في موقع ويكيبيديا عربي - (لم أنم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل أفواجا من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا أن نفعل اي شيء نريده). ذاقوا لحمنا فوجدوه طريا فاستباحوه. نحتاج لإلغاء وظيفة الشاجبين. نحتاج مقاومين.