«كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلًا فلسطينيًا واحدًا على قيد الحياة».. كلمات قالتها أخطر امرأة في تاريخ الصهيونية بلا منازع «جولدمائير» رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، والمكرمة بوضع صورتها ضمن معرض «نساء رائدات» فى القرية الفرعونية المصرية. كارثة وضع صورة «جولدا مائير» فى معرض «نساء رائدات» خلقت حالة من الغضب والاستنكار لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتداولوا الصورة على صفحاتهم الخاصة، محملة بعبارات التنديد والرفض لما ارتكبته إدارة القرية الفرعيونية، الأمر الذى أجبر وائل سمير، نائب مدير عام القرية، على تقديم اعتذار للشعب المصرى، على وضع صورة «جولدا مائير» التى تحظى بكراهية شعبية داخل جميع الدول العربية وعلى رأسها مصر؛ لما ارتكبته من جرائم حرب فى حق أشقائنا الفلسطينيين. عُرفت «جولدا مائير» زعيمة حزب العمل الإسرائيلي ورئيس الحكومة الإسرائيلية في الفترة من 1969 وحتى 1974، بأنها أخطر امرأة في تاريخ الصهيونية بلا منازع، وواحدة من أكثر رموز هذه الحركة تطرفًا، يلقبها الغربيون ب"أم إسرائيل الحديثة"، و"المرأة الرجل" كما يلقبها بعض المؤرخين. كانت «جولدا مائير» من ألد أعداء السلام مع العرب، ولم يكسرها في حياتها شيء سوى حرب السادس من أكتوبر المجيدة، وانهيار أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يقهر، ورغم اعترافها بانتصار أكتوبر الساحق، وهزيمة إسرائيل النكراء، التي يجسدها بوضوح نص رسالة الاستغاثة العاجلة التي بعثت بها إلى وزارة الخارجية الأمريكية في التاسع من أكتوبر عام 1973، وكانت من كلمتين فقط هما "أنقذوا إسرائيل"، إلا أنها كانت تفضل الموت على ترجمة هذا الاعتراف – كرئيسة وزراء – على أرض الواقع بقبول وقف إطلاق النار. الدولة تقضى على المقاومة وتنشر ثقافة التطبيع مع الكيان الصهيونى يقول مدحت الزاهد، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن ما حدث بمعرض «نساء رائدات» ووجود صورة «جولدمائير» لا يعنى شيئا سوى الجهل وانتشار ثقافة التطبيع، ومحاولة القضاء على المقاومة، مؤكدا أن مكانها الحقيقى فى معرض «مجرمي الحرب» وليس غيره؛ لما ارتكبت من جرائم حرب فى حق أشقائنا ولكرهها للعرب وحلم إبادتهم. وأضاف "الزاهد" أن كل ما يحدث يعد محاولة من الدولة لنشر ثقافة التطبيع ووأد ثقافة «اعرف عدوك»، مؤكدا أن كل ذلك يعود لاتفاقية كامب ديفيد التى كانت سببا رئيسا للاعتراف بالكيان المجرم، ومحاولة نشر ثقافة السلام والوئام معهم. من جانبه، استنكر أحمد بلال، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع، وضع معرض «نساء رائدات» صورة «جولدا مائير» ضمن محتوياته، مؤكدا أن الاعتذار لا يكفى، وأن ما حدث يعد خيانة للوطن، وكان من المفترض محاكمة من ارتكب الجريمة، لكن للأسف الدولة لا تعتبر إسرائيل عدوا بدليل استمرار كامب ديفيد حتى الآن، فضلا عن غياب القوانين الرادعة لمن يرتكب هذه الأفعال، لافتا إلى أن الدولة شريك فى الجرم. وأوضح "بلال" أن الدولة تسعى جاهدة لنشر ثقافة السلام ومحو من الذاكرة ما ارتكبته ومازالت إسرائيل من جرائم، مطالبا بضرورة إعادة نشر ثقافة المقاومة فى وجه الكيان الصهيونى؛ حتى لا نُصطدم بجيل يعترف بإسرائيل ككيان مسالم، كما يقولون على أنفسهم، ويتناسوا كم جرائم الحرب التى ارتكبوها.