عاطف مدين علي مصطبة دار عم الحاج حسني في الشارع الرئيسي جلس.. أخرجها.. خاف من العنف في فتحها.. استعان بأسنانه.. مزق جزءا من البلاستيك .. ظهرت الشيكولاته.. انفرطت منه قطعة النقود.. تدحرجت أمامه.. تابعها بعينيه.. أسرع وراءها.. زحف علي ركبتيه.. التقطها.. جلس علي الأرض.. لا توجد مشكلة.. الجلباب متعود.. بكلتا يديه يقبض عليها.. هدأت دقات قلبه الصغير.. تنفس الصعداء.. هب واقفا.. عاود المسير.. حلقة من أقرانه.. توقف.. عندك عتيقة.. لا أنت مزوغي عديت الخط .. فك لي النتاية.. تاه مع اللعبة.. مد يده بالقطعة يشتري.. نظر إليها.. أرخي يده.. أحكم القبضة.. تركهم.. هناك الأهم.. خطوات يتبعها بأخري.. أصوات متداخلة تداعب خياله.. تسمع.. موسيقي وأغاني.. أصوات مدافع ورشاشات.. التفت.. محل كمبيوتر يعرفه جيدا.. وطأت قدماه أرضه مرة واحدة في العيد الكبير اللي فات.. أصابه رعب وهو يحاول أن يضغط خلسة علي زر فيه.. ارتعد.. فر هاربا.. ومن يومها لم يكررها.. يحدث نفسه.. أنا معايا القطعة والواد وليد جوة وهيعلمني.. ليه هو لايخاف؟.. يقولون فيه ألعاب حلوة خالص.. نظر إليها.. أحكم القبضة.. لوي عنقه.. تحركت قدماه.. البقال.. أخيرا وصل.. وقف أمامه.. تساءل ماذا سأشتري؟ ... تذكر.. - أنا لا أعرف إيه علاقة ماسأشتريه بعم التهامي؟.. - أمي قالت أنه أرخص.. يبيع حبة أكثر من الأجزخانة.. طال الوقوف.. سأله.. مد يده بالقطعة.. تلعثم في الكلام.. تركه ليبيع لآخر.. نظر الطفل ممسكاً بيده كيس كاراتيه.. هز رأسه.. - أنا لا أعرف فيه.. أكلته مرة من قبل.. احتار.. البقال في يده القطعة.. يستعجله.. بدون تفكير.. - حتة شيكولاته.. أخذها.. إنحني جانباً بجوار جدار منزل.. لايوجد صبر.. ينظر إليها في نهم.. يقلبها في يده.. يقسم.. والله لن أعطي منها أحدا.. ينظر إلي المارة في توجس.. بنت تراقب الموقف وتضحك.. أخرج لسانه ليغيظها ويبهرها وهو يتمايل برقبته يمينا وشمالا.. ينضم إليها طفلان .. يسخرون منه.. يحاول فتحها أمامهم.. تعالت الضحكات.. - صاح فيهم.. - أنا كل يوم آكل منها.. يريد أحدهم أن يساعده.. يرفض.. بيده النحيلة يحاول.. تفر من يده.. ترتطم بالأرض.. يسقط قلبه معها.. بأصابع مرتعشة يلتقطها.. يمسحها في الجلباب.. يدسها في السيالة.. يترك لهم المكان.. علي مصطبة دار عم الحاج حسني في الشارع الرئيسي جلس.. أخرجها.. خاف من العنف في فتحها.. استعان بأسنانه.. مزق جزءا من البلاستيك .. ظهرت الشيكولاته.. الأم في قلق.. الواد تأخر.. تمسك رأسها بيديها.. لم يفلح كوب الشاي .. تبحث عن الطرحة.. عقدتها حول رأسها بقوة.. تتساءل. - ليه يابني تأخرت كده.. ولايمكن الدكان نقلوه.. مفيش غير أبو ورقة خضرا هو اللي يقدر يبطل الخبط ده جسم الواحدة ما عدش يتحمل .. الخوف ليكون ضيعها.. يارب انت عالم هي الواحدة بتدق فلوس.. ابتسم ابتسامة المنتصر.. أخذ ينزع الباقي.. وضعها في يده.. ذهب بها الي اللذين ضحكوا عليه.. المكان خالي والمارة لايعبأون.. عاد حزينا إلي مكانه علي المسطبة بدأ يحس بلزوجة في يده أدرك أنها بدأت في الذوبان.. بسرعة تعامل معها.. أحس بانتعاش غريب.. أخذ نفسا عميقا.. تابعها بقضمة أخري.. انتهت الشيكولاتة. نظر في يده ليتأكد .. بقايا عالقة بأصابعه.. رفع يده يعلقها.. فرغ.. ذهبت النشوي.. يحاول أن يسترجعها.. أفاق علي الواقع المر.. صك وجهه بيديه.. ترقرقت عيناه بالدموع.. مشي مطأطأ الرأس.. يداه وراء ظهره.. يضرب حصي الطريق بأصابع رجليه بعنف.. العقل يستعجل ما سيحدث.. تحسن فخذيه.. هز رأسه مستسلما..