مجموعة من العمال أثناء البدء في إنشاء أحد أبراج الحمام • المواطن البدوي في صحراء مصر الغربية يعتمد علي مياه الأمطار التي بدأت في النزول هذه الأيام، والتي تساعده في حرفة رعي الاغنام والماشية وكذلك علي بعض الزراعات البسيطة كالقمح والشعير، ولا يمكن وصف الصعوبة التي يواجهها البدوي في حياته اليومية بصفة عامة من أجل مواصلة الحياة في التجمعات التي يعيش فيها، حيث تتنوع مصادر المعاناة، ويأتي في المرتبة الأولي المعاناة من قلة مياه الأمطار، والبعد عن أبسط الخدمات المقدمة له والتي تعينه علي مواجهة أعباء الحياة. وعلي تلك الخلفية قام مركز التنمية المستدامة التابع لوزارة الزراعة بإنشاء 155 برج حمام بقري ونجوع الصحراء الغربية لأهالي تلك التجمعات الصحراوية، ، كما يقول لنا الدكتور أحمد القط، مدير مركز التنمية المستدامة بمطروح التابع لوزارة الزراعة، فقد تم البدء بالفعل في تنفيذ مشروع أبراج الحمام ودخل الخدمة حاليًا بمنطقة الرابية، والتي تعد من أفقر المناطق السكنية علي مستوي محافظة مطروح بتمويل من الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، ، يشير الدكتور القط إلي أن المشروع انتهي من إنشاء تلك الأبراج، وعلي الرغم من أن تمويله بسيط إلا أنه لاقي قبولا شديدا ليس في منطقة الرابية فقط ولكن في قري براني والسلوم. ومن جانبه يوضح الدكتور علي حزين رئيس برنامج الغذاء العالمي أن منطقة الرابية بسيدي براني أصبحت تشتهر بأبراج الحمام لأكثر الناس وذلك لتوفير مصدر دخل دائم للسيدات المعيلات والأرامل بتلك المنطقة، يلفت إلأي أن تلك الأبراج تعتبر مصدر متجدد للغذاء يمكن الاستفادة منها في وجباتهم اليومية، كما أنهم يعتبرونها سلعة يمكن بيعها لتوفير الموارد اللازمة لشراء مستلزمات المنزل ويقول:»إنشاء أبراج الحمام يضمن توفير إحتياجات غذائية أساسية للأهالي»، مؤكدا أن برج الحمام يضمن مصدر دخل لكل أسرة، حيث يضم 450 عينا وكل عين تستوعب 450 زوج حمام، ويشير الدكتور حزين إلي أن السيدات البدويات ماهرات في متابعة وتربية الطيور، وهو ظهر ذلك بمنطقة الرابية، موضحا أن البرج الواحد ينتج ما يقرب من 900 فرد حمام، وهو ما يوفر لهم حوالي 2000 جنيه علي الأقل كدخل شهري، حيث يبلغ ثمن زوج الحمام 50 جنيهًا حاليًا. ويلفت حزين إلي أن الميزة في مشروع أبراج الحمام هي تكلفته المحدودة، ولا يحتاج لبدء المشروع سوي توفير تكلفة المباني و20 زوج حمام، مشيرا إلي أن الحمام في تلك المناطق يندر أن يصاب بالأمراض لأنه يعيش في بيئة صحراوية نظيفة، بخلاف الأرانب والدواجن تصاب بالفيروسات والأمراض ويحتاج لمتابعة شديدة ولا يحتاج لجهد في تربيته، ، يوضح أنه يتم من خلال المشروع تبطين مدخل البرج من الأسفل بالسيراميك، بحيث يكون ناعما ويقي الحمام من صعود الزواحف له، كما يستفيد الأهالي من »السبلة» الخاصة به في تسميد الزراعات في الأراضي الزراعية بالقرية، يقول: »إنه مشروع مربح ويخلق مصادر دخل لأسر معدومة».