أحد المواهب الفذة التي لاتنسي في تاريخ كرة القدم المصرية.. صال وجال داخل المستطيل الأخضر لمدة 16 عاما أحرز خلالها مايقرب من 160 هدفا محليا ودوليا انتزعت آهات وإعجاب الجماهير بمحتلف ميولها التي تغنت باسمه وعشقت أداءه ليصبح اسمه جنباً إلي جنب مع أساطير الكرة في مصر رغم أنه ظهر وسط جيل من العمالقة في ذلك الوقت. أنه الهداف حمد نوح الذي حصل علي وسام الرياضة من الدرجة الأولي من الرئيس الراحل محمد أنورالسادات، عقب اعتزاله كرة القدم إتجه للمجال التدريبي، وبدأ من الإمارات حيث عمل بها مدربا مايقرب من 10 سنوات، ثم عاد لوطنه ليقود قطاع الناشئين في قلعة ذئاب الجبل، لسنوات كثيرة تدرج في المناصب داخل النادي إلي أن أصبح رئيس قطاع الناشئين، ويشغل حاليا بحكم خبرته الكبيرة منصب مستشار فني لرئيس نادي المقاولون العرب، »أخبار الرياضة» ألتقت حمدي نوح الذي تحدث في كثير من الأمور في سياق الحوار التالي: كيف بدأت حكايتك مع كرة القدم؟ بدأت عندما شاهدني إبراهيم عزيز لاعب الزمالك السابق ألعب كرة شراب بقايتباي وأعجب بمستواي وأصطحبني للمرحومين حسني أبو زيد وأحمد شلش بنادي إسكو، ونلت إعجابهما من خلال تقسيمة بالكرة وطالبني كل منهما بالأنضمام لإسكو فوافقت وكان ذلك موسم 71 وعمري كان لايتعدي ال 17 عاما. وماذا حدث بعد ذلك؟ في نفس الموسم تم قيدي بقائمة فريق 18 سنة ولعبت لفريق 20 الذي كان يقوده عصمت قينون وتم تصعيدي في نفس الوقت للفريق الأول تحت قيادة سمير أبو السعود وشاركت مع فريق 18 في أولي مبارياتي الرسمية أمام الأهلي ثم لعبت ضمن التشكيل الأساسي للفريق الأول وكان معي مختار مختار وأحمد أبو رحاب ورضا هاشم وسمير سلامة وسامي السويسي وطلحة وسعيد سليمان وياسر المحمدي. الأهلي فاوضني وهل دخل ناد آخر في مفاوضات لضمك؟ يضحك ويقول مبتسما الأهلي فاوضني عن طريق عدلي القيعي الذي كان يعمل مساعدا لمدير الكرة أحمد سقراط وقال لي القيعي مستر هيدكوتي طلبك بالأسم قبل سفره في أجازة للمجر وقال إذا أنضم حمدي نوح للأهلي سيفوز الأهلي ببطولتي الدوري والكأس مدي الحياة في ظل وجوده مع الخطيب ومختا مختار ومصطفي عبده في الهجوم. ولماذا فشلت المفاوضات؟ المقاولون تدخل بقوة وضغط عن طريق وزير الصناعة في هذا الوقت لم تسعفني الذاكرة لتذكر اسمه وطلب من مسئولي إسكو بضمي للمقاولون. حدثنا عن البطولة الأفريقية التي فاز بها المقاولون؟ كانت موسم 81 وأحرزت خلال مشوار الفريق بالبطولة 6 أهداف وتعرضت للإصابة بمرض التهاب كبدي ويأتي من ناموسة نقلت لي المرض أثناء وجودي مع الفريق بساحل العاج وابتعدت عن الملاعب 7 شهور ثم رجعت وساهمت مع الفريق في الفوز ببطولة الدوري بعد إنضمام الحارس الشهير بل انطوان والغاني عبد الرزاق كريم. أول راتب هل تتذكر أول راتب حصلت عليه من المقاولون؟ كان 600 جنيه مكافأة الوصول لنهائي كأس مصر، وكان مبلغا كبيرا وقتها، وأنا دائما لا أنظر للماديات، وكل ماتمنيته أن أبقي لاعب كرة مشهور وأهلي فرحانين بيا، لأني كنت بدور علي الشهرة وليس علي المال. وماذا عن مشوارك مع الأسماعيلي؟ ارتديت فانلة الدراويش 6 مواسم وأحرزت خلال هذه الفترة 30 هدفا وكانت متعتي الحقيقية عندما كانت الجماهير تهتف لي وتقول »حمدي.. ياحمدي.. يابو العيون السود ياحمدي» و »حمدي نوح الله يديلوا وبيع له اللي بيريده» وكان معي نجوم كبار مثل حمادة الرومي ومحمد حازم وعلي أغا وعماد سليمان وعلي يونس ومحمود حسن ومحمود جابر. لماذا لم يذكر اسمك في المنتخب إلا قليلا؟ لعبت لمنتخب مصر مباريات قليلة، نحو 15 مباراة وكان يضم لاعبين مثل محمود الخطيب وكان لاعبا فذا وكبيرا، وكنت استمتع بطريقته وهو افضل لاعبي الكرة المصرية علي مدار تاريخها. ماهي ابرز ذكرياتك مع المنتخب؟ كان حصولي مع منتخب مصر علي وسام الجمهورية من الطبقة الثانية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات من أفضل الذكريات ولا أنسي مباراة الفراعنة أمام ليبيا الشهيرة والتي حققنا فيها الفوز حيث طالبنا الرئيس السادات عن طريق حسن حلمي رئيس البعثة قبل المباراة بتحقيق المكسب. وما الفارق بين الجيل الحالي من اللاعبين وجيلكم؟ كان جيلنا يلعب الكرة من أجل المتعة وتحقيق الشهرة فقط، أما الآن فالمادة هي الشغل الشاغل للاعبي هذا الجيل وأنا ألتمس لهم بعض العذر لأن الغلاء فاحش في الوقت الحالي، أما في زمننا فكانت الشقة ب 5 آلاف جنيه وكنت تستطيع شراء سيارة بألفي جنيه فقط لأن الحياة كانت رخيصة. صلاح والنني حدثنا عن تجربتك مع الناشئين في المقاولون، خاصة »صلاح» و »النني». ريعو رئيس قطاع الناشئين وقتها أول من منحني منصب المدير الفني لفريق 15 سنة، الذي كان يضم محمد صلاح ومحمد النني، وريعو قالي بالنص: »ياكابتن حمدي أنا بديلك الفريق، ده فريق تحت 15 فيه لعيبة موهوبة، وشايف إنه أحسن فريق تشتغل معاه» واشتغلت مع الفريق موسمين وفي الموسم التاني محمد النني أنضم للفريق بعد لما الأهلي تركه، وكان معاه وقت الاختيارات في النادي عمه عزت النني، وقالي ده ابن ناصر النني أخويا، هتعمل إيه معاه، فكلمني أبوه، وبلغته إلي هعمله إقامة كاملة في النادي، وتعالي وقع علي عقود انضمامه، وبعد سنتين ابنك هيلعب في منتخب مصر، والحمد لله خلال فترة صغيرة لعب في المنتخب مع محمد صلاح بعد ماصعدهما محمد رضوان إلي الفريق الأول مع علي فتحي وشريف علاء. وما الموقف الذي لاتنساه عندما كنت مدربا لصلاح في المقاولون؟ أول يوم لصلاح في المقاولون اتصل بي والده علي رقمي الخاص، بالرغم من أني لا أعرفه من قبل نهائيا، وأبلغني أنه لم يتحدث مع أي حد في النادي إلا أنا، وطلب مني أن أحرص علي رعاية ابنه دائما، وقال إنه مثل ابنك تماما، بعد هذه المكالمة دخل إحساس إلي قلبي لا أعلم من أين أتي بحب صلاح لأني بكيت من مكالمة والده، فأثناء وجوده كنت دايما أخشي إصابته، وكنت أوفر له كل احتياجاته، وفي مرة أثناء التدريبات جالي صلاح وطلب مني أن أعلمه اللعب بالرجل اليمني، لأنه كان يعتمد دائما علي اليسري، وبالفعل علمته والآن الكل يشاهده وهو يحرز أهدافا بقدمه اليمني في الدوري الإنجليزي، ومحمد صلاح لايناديني إلا بكلمة »بابا» نذهب إلي نقطة أخري.. ماهو تقييمك لمستوي ذئاب الجيل هذا الموسم؟ الفريق بدأ الموسم مع علاء نبيل الذي إستطاع أن يشكل فريقا جيدا، لكنه لم يحالفه الحظ في بعض المباريات، والآن الفريق أصبح يؤدي بشكل جيد تحت القيادة الفنية للمدرب الواعد عماد النحاس، والمقاولون يتمتع بأدارة محترفة بقيادة المهندس محسن صلاح، والمهندس محمد عادل فتحي المشرف علي الكرة. طاهر يستحق من وجهة نظرك.. هل يستحق طاهر محمد مبلغ ال 50 مليون جنيه الذي حددته إدارة المقاولون للاستغناء عن خدماته؟ نعم في ظل الأرقام التي نسمعها، طاهر لاعب مميز بدنيا وفنيا، وصغير في السن، كما أنه يتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، ولكن أنصحه بعدم العصبية والألتزام داخل الملعب وخارجه، وهو يفضل الاحتراف الأوروبي. أخيرا.. ما التجربة الأفضل بالنسبة لك؟ تجربتي كمدرب في قطاع الناشئين بنادي العين الأماراتي، قدمت لاعبين صاروا نجوما في الكرة الأماراتية، وحصلت علي تكريم من سمو الشيخ محمد بن زايد.
