اللجنة القضائية المشرفة على الجمعية العمومية لنقابة المحامين تعلن الموافقة على زيادة المعاشات ورفض الميزانية    وزير الاتصالات: تجديد رخص المركبات أصبح إلكترونيًا بالكامل دون أي مستند ورقي    وزير الاتصالات: فرص العمل الحر في التكنولوجيا قد تصل إلى 100 ألف دولار    اللمسات الأخيرة.. تفاصيل التجهيزات النهائية لافتتاح مركز الإسماعيلية التجاري    9 قتلى و10 جرحى فى حادث انقلاب حافلة بولاية بنى عباس جنوب غرب الجزائر    الاتحاد الأوروبى: سنركز على الوحدة فى مواجهة النزاعات العالمية    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. الحكومة البريطانية تبدأ مراجعة دقيقة لأنشطة جماعة الإخوان.. ماسك يدعو إلى إلغاء الاتحاد الأوروبى.. تقارير تكشف علاقة سارة نتنياهو باختيار رئيس الموساد الجديد    جيش الاحتلال يطلق قنابل ضوئية في محيط مخيم البريج وسط غزة    الرئيس السوري: إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة جوية و400 توغل بري على سوريا منذ ديسمبر الماضي    آخر مباراة ل ألبا وبوسكيتس أمام مولر.. إنتر ميامي بطل الدوري الأمريكي لأول مرة في تاريخه    وكيل بنتايج بعد فسخ عقده مع الزمالك: اللاعب لم يحصل على مستحقاته منذ 3 أشهر ونصف    أخبار × 24 ساعة.. متى يعمل المونوريل فى مصر؟    مصدر أمني ينفي وجود إضرابات عن الطعام بمراكز الإصلاح والتأهيل    أول صورة لضحية زوجها بعد 4 أشهر من الزفاف في المنوفية    أخبار مصر اليوم، نتائج ال19 دائرة الملغاة وجولة الإعادة في إطسا الخميس المقبل، موعد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول بالجامعات، الأرصاد تعلن درجات الحرارة غدا    تكريم القارئ الشيخ طه الفشني في الحلقة الثامنة من "دولة التلاوة"    الحق قدم| مرتبات تبدأ من 13 ألف جنيه.. التخصصات المطلوبة ل 1000 وظيفة بالضبعة النووية    محمد متولي: موقف الزمالك سليم في أزمة بنتايج وليس من حقه فسخ العقد    الوطنية للانتخابات: نتائج ال19 دائرة الملغاة وجولة الإعادة في إطسا الخميس المقبل    التحفظ على 5 مركبات تلقي المخلفات في الشوارع بكرداسة (صور)    ارتفاع سعر "هوهوز فاميلي" من 35 إلى 40 جنيهًا    خالد الجندي: الفتوحات الإسلامية كانت دفاعا عن الحرية الإنسانية    وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ يتفقد مستشفى دسوق العام    أصالة تحسم جدل انفصالها عن فائق حسن : «الناس صارت قاسية»    تأجيل محاكمة 25 متهما بقضية "هيكل اللجان الإدارية" لجلسة الغد    الجامعة اليابانية تبرز زيارة "أخبار اليوم".. شراكة لنموذج تعليمي فريد    جولة إعلامية موسعة لوزير السياحة بالولايات المتحدة لتعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية    شيكابالا يطالب مجلس الزمالك بالرحيل بعد أسوأ فترات النادي    أول ظهور فني لزوجة مصطفى قمر في كليب "مش هاشوفك"    محمد كريم على السجادة الحمراء لفيلم جوليت بينوش In-I in Motion بمهرجان البحر الأحمر    طالب يُنهي حياته شنقًا داخل منزل أسرته في قنا    بعد 4 أشهر من الزفاف.. زوج ينهي حياة زوجته بالمنوفية    هرتسوج معلقًا علي طلب ترامب العفو عن نتنياهو: إسرائيل دولة ذات سيادة    تعليق مفاجئ من حمزة العيلي على الانتقادات الموجهة للنجوم    «هيئة الكتاب» تدعم قصر ثقافة العريش بألف نسخة متنوعة    جامعة كفر الشيخ تنظم مسابقتي «المراسل التلفزيوني» و«الأفلام القصيرة» لنشر ثقافة الكلمة المسؤولة    الأزهري يتفقد فعاليات اللجنة الثانية في اليوم الأول من المسابقة العالمية للقرآن الكريم    قطر وسوريا تبحثان تعزيز التعاون التجاري والصناعي    أسلوب حياة    تقرير عن ندوة اللجنة الأسقفية للعدالة والسلام حول وثيقة نوسترا إيتاتي    بايرن ميونخ يكتسح شتوتجارت بخماسية.. وجولة مثيرة في الدوري الألماني    سكرتير عام الجيزة يتابع جهود رفع الإشغالات وكفاءة النظاقة من داخل مركز السيطرة    محافظ الأقصر والسفيرة الأمريكية يفتتحان «الركن الأمريكي» بمكتبة مصر العامة    الرئيس الإماراتي يبحث مع رئيس الإكوادور علاقات التعاون ويشهد توقيع اتفاقيات بين البلدين    الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة    عاجل استشاري أمراض معدية يحذر: لا تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الإنفلونزا    لماذا يزداد جفاف العين في الشتاء؟ ونصائح للتعامل معه    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    فيلم السلم والثعبان.. لعب عيال يحصد 65 مليون جنيه خلال 24 يوم عرض    وزير الصحة يشهد انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها ال32    مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه    السيسي يوجه بمحاسبة عاجلة تجاه أي انفلات أخلاقي بالمدارس    فليك يعلن قائمة برشلونة لمباراة ريال بيتيس في الليجا    اسعار المكرونه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى أسواق ومحال المنيا    الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050    الجزائر تواجه تحديًا جديدًا في كأس العرب 2025.. مواجهة قوية للسيطرة على صدارة المجموعة    مواجهة اليوم.. الكويت والأردن فى صراع النقاط الثلاث بكأس العرب 2025    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. هاشم بحري الطبيب النفسي ل »الأخبار« : لدينا 2 مليون مريض عقلي لا توجد
لهم مستشفيات أو عيادات وأدوية
نشر في أخبار الأدب يوم 10 - 11 - 2018

الدين بالنسبة للإخوان سلطة وليس إيماناً.. والشعب رفض لعبتهم
لم نشهد تعليما حقيقيا منذ خمسينيات القرن الماضي
الإعلام الورقي الأكثر استقراراً والمرئي فقد بريقه
الدراما النفسية أساءت للمرضي.. والعنف في الأفلام خلق رد فعل عكسيا
العنف بكل صوره سلوك يرفضه العقل لكن هذا الرفض اقترن بحالة قلق شديد لدي الكثيرين وهم يتابعون ما ألم بعض الأسر المصرية من جرائم صادمة دفعت البعض أن يصفها بالظاهرة وهذا ما رفضه بشدة د.هاشم بحري رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر موضحًا أنها ليست إلا جرائم يرتكبها مرضي العقل، ويؤكد علي أن ما يعانيه مجتمعنا شيء طبيعي لأن الثورات تحدث تغييرًا في الشكل المجتمعي، ويستنكر د.هاشم ما تقدمه الدراما من تعميم لتجربة العنف والتي أهانت قيمنا المجتمعية وخلقت عقلًا باطنًا جديدًا لا يرفض العنف.. وإلي نص الحوار:
من خلال متابعتك في الآونة الأخيرة لبعض الجرائم التي حدثت داخل بعض الأسر المصرية هل نستخلص منها أن هناك تغييراً طرأ علي مجتمعنا؟
- شيء طبيعي أن يحدث هذا بعد الثورات - وهنا لا أتحدث فقط عن ثورتي 2011، 2013 بل من بعد ثورة 1952 - لأن الثورة تحدث تغييراً في الشكل المجتمعي فنحن كان لدينا مجتمع راس علي الملكية ثم تحول إلي الجمهورية، شيء آخر عبد الناصر عندما جاء أزاح العائلة الملكية وكل رئيس يأتي يزيح تاريخ وتراث من سبقه ليكون هو في المقدمة.. هذه التغيرات العنيفة التي تحدث تجعل المجتمع غير مستقر ودائماً عدم الاستقرار يؤدي إلي العنف إذن العنف سببه الإحساس بأن الأرض ليست ثابتة مما يتولد عنه شعور بعدم الراحة التي يتولد عنها شيء اسمه الغضب، هذا الإحساس بالغضب يخرج من الإنسان علي هيئة عدوان والعدوان شقان: شق هو عدوان علي الناس فنري العنف في الشارع، والشق الآخر هو الاعتداء علي النفس فنري تزايد معدلات الإدمان.. إذن الأمور تسير بشكل تسلسلي.
هل من الممكن تحديد فترة زمنية حتي نتجاوز فيها هذه المرحلة المضطربة؟
- حسب الإحساس بالاستقرار فكلما استقرت الأمور وبدأ الشعب يشعر بالأمان نستطيع أن نقول إننا نقترب مثالاً : هناك أسرة فيها الأب والأم طوال الليل والنهار يتشاجران، بالتالي الأولاد سيشعرون بالإحساس بعدم الأمان فيصبحون أولادا تسيطر عليهم العصبية.
سامسونج بني سويف
وماذا عن قراءتك للمؤشرات من حولنا اليوم؟
- علي الأقل نحن نشعر بالاستقرار الأمني وهذا أهم شيء فلم تعد سيدة تخاف من النزول إلي الشارع في وقت متأخر من الليل وأظن أننا لم ننس صور الشباب في اللجان الشعبية وهم يمسكون بالطوب والعصي ليحموا منازلهم، أكيد هناك معدل أمان أعلي وأكيد هناك مشاريع أحسن وأكيد لدينا تنبؤ بالصناعات. أنا لست ممن يقتنعون بمشاريع البترول والغاز وهذا ليس لأنها كذب بل هي حقيقة لكن إذا عرفنا أن شركة سامسونج في كوريا حققت أرباحا قدرها 324 مليار دولار خلال السنة الماضية بمعني أن شركة واحدة تجاوزت كل دول الخليج إذن الصناعة هي الأساس فتحويل دولتنا إلي دولة غير مصدرة للخامات بل مصدرة للصناعة هذا هو الذي سيحدث فارقاً كبيراً معنا وأنا لدي عشم في ذلك خاصة وأن شركة سامسونج أنشأت أول مصنع لها في محافظة بني سويف وهذا معناه أن مصر بدأت تدخل في مجال صناعة وتجارة الإلكترونيات.
في عهد سابق كان الحديث يدور حول أن المجتمع يحتاج إلي مشروع قومي يلتف الشعب كله حوله اليوم ونحن نعايش إنشاء عدد كبير من المشاريع القومية العملاقة إلا أننا لم نلحظ اتفاقا جمعيا حولها.. فلماذا؟
- هنا لابد أن أشير إلي مقالة كتبتها مؤخراً السيدة جيهان السادات جاء فيها أن أكثر شخص يواجه صعوبات في الرئاسة منذ أيام الملك حتي اليوم هو الرئيس السيسي لأن زمان لم يكن موجود هذا الكم الكبير من وسائل التواصل الاجتماعي المليئة بالكذب والشائعات والناس فرحانة وهي تتناقل تلك الشائعات بينها ومن هؤلاء الناس حملة شهادات عليا وماجيستير ودكتوراة.
صراع السلطة
إذن ما تحليلك لهذا الكم المخيف من الشائعات والذي وصل إلي 21 ألف شائعة في ثلاثة أشهر؟
- نحن نعيش في دولة سلطوية وذلك من أيام الحكومة المركزية في عهد الفراعنة وحتي يومنا هذا بمعني أن الحكم في المركز والأوامر تصدر إلي من في الأسفل هذا النظام دائماً ما نجد فيه ما يسمي بصراع السلطة، أي كل من يريد أن يصل إلي درجة أعلي لابد أن يدفع من أمامه في السلطة ليحل محله. الناس كي تكبر في مكانها لابد أن تشعر بالاستقرار فتحصل علي وظيفة جيدة وتتزوج زيجة جيدة ويكون لديها مرتب جيد، هذا المفهوم للاستقرار ليس موجودا فالنتيجة أن الناس »تتخانق»‬ مع السلطة، أي الحكومة وبالتالي أي كلمة تقال علي الحكومة يصدقونها لأنهم غير مستقرين وهذا ليس ذنب الحكومة الحالية ولكن ذنب حكومات سابقة جعلتنا نعيش الوهم.
ولماذا نعاني من ظاهرة كثرة التشكيك والتخوين؟
- بسبب عدم الأمان والشعور بالخوف وعدم الثقة في القدرات الشخصية. مثالاً: من الأمور الكوميدية في امتحانات شهادة الدكتوراه عند الأساتذة أنهم لا يحبون أن ينجحوا الطلبة حتي لا يأخذوا منهم رزقهم لأن الحاصل علي الدكتوراه سيفتح عيادته الخاصة التي يعتبرونها منافسة لعيادتهم وهذا الخوف نتيجة الغباء لأن الأستاذ عندما يكبر الطالب ليحصل علي الدكتوراه هو ثابت في مكانه لا يتحرك وينسي أنه يكبر علمياً فلا يحضر مؤتمرات ولا يتابع ويقرأ الجديد في مجاله وبالتالي هو يخاف من تلميذه حتي لا يأخذ منه الزبون.. الخوف هنا نابع من عدم الأمان وهذا ليس معناه أنه لا يوجد أمان بل لأنه »‬ خايب »‬.
تلكيكة الحالة الاقتصادية
ما مدي مسئولية ظروف الحياة الاقتصادية علي ما نراه من سلبيات وجرائم في مجتمعنا اليوم؟
- لا شك أن الحالة الاقتصادية لها تأثير فهي تجعل الإنسان متوترا وفي علم النفس لدينا شيء اسمه »‬ الإسقاط »‬ وهو إحدي الوسائل الدفاعية النفسية غير الناضجة بمعني إذا سألنا موظفا كسلان لماذا لا يعمل يردد أن مديره سيئ!.. ثم منذ متي كانت مصر دولة ثرية إلا في عهد الفراعنة والدليل المعابد الفخمة التي رأيناها غير ذلك ففلاحو مصر طول عمرهم فقراء وغلابة وإلا متي رأينا الفلاح يركب مرسيدس حتي نردد دائماً كلمة الحالة الاقتصادية!
من وجهة نظرك ما الذي ينقص مبادرة بناء الإنسان المصري حتي يتحقق الهدف المنشود منها؟
- بدون تعليم وصحة لن يكون هناك أي بناء للإنسان وبالتالي لن تكون هناك دولة قوية.
ثقافتنا مستوردة
كيف تري الجهود المبذولة من قبل د.طارق شوقي للنهوض بالمنظومة التعليمية؟
- خطوة أولي علي الطريق الصحيح.. للأسف كل من سبقوا د.طارق شوقي وزير التعليم من القائمين علي العملية التعليمية خلقوا مساحة من الزمن من الخمسينيات إلي اليوم بدون تعليم حقيقي. كل الأجيال السابقة كبرت علي ما ورثته من الآباء والأمهات أما اليوم فنحن نصنع جيلاً يتعلم وهذا لن تظهر نتائجه لنا إلا بعد عشر سنوات. الذين يقودون الثقافة اليوم في مصر إما ادعياء ثقافة أو أناسا تلقت تعليمها في الخارج ورجعت إلي مصر، لا يوجد أحد في مصر مثقف والدليل إذا انتقدناه يغضب. المثقفون في مصر قليلون جداً وأغلبهم تعرض لثقافات غريبة وليس من التعليم المصري إلا نادراً جداً وتكون أصوله أسرة تعشق الثقافة والأدب فقامت بتعليمه.. كل من أوقع نظام التعليم في مصر افتري علي الشعب المصري وعلي التعليم.
ليست ظاهرة
جرائم الأسرة المصرية تصدرت المشهد الإعلامي في الآونة الأخيرة فما تفسيرك لها خاصة أن البعض ذهب إلي تسميتها ب »‬الظاهرة»؟
- هذه أمراض عقلية بمعني نحن لدينا جريمتان كبيرتان في الأسر المصرية واحدة هي قتل أفراد الأسرة والثانية هي زنا المحارم وهاتان الجريمتان موجودتان في شكلين فقط أحدهما الأمراض العلقية والآخر الإدمان بمعني أن من يقتل أباه أو أولاده إما هو مريض عقلي وللأسف هذه نسبتها عالية فنسبة الأمراض العقلية إحصائياً ثابتة علي مستوي العالم كله من 1 إلي 2 % وليس لها تعديل لكن متي تزيد النسبة ؟. عندما يزيد عدد السكان بمعني 1 % في 100 مليون عدد الشعب المصري هو مليون لكن الرقم زاد وأصبح لافتاً ولكنه لا يتعد أن يكون ظاهرة لأمرين أولا : أن مجتمعنا يرفض هذا النوع من الجرائم فإذا سمعنا أن أبا قتل ابنه، هذه جريمة مفزعة في مصر حتي لو كانت جريمة واحدة وليست ظاهرة مجتمعنا المصري يقدس الأبناء والدليل أننا أجرينا بحثا فاكتشفنا أن أكثر شيء يسعد الآباء والأمهات أن يكون أولادهم سعداء وأكثر شيء يحزنهم أن يكون أولادهم تعساء فجريمة أو جريمتان من هذه النوعية تبدل حال الشعب، ثانيا: أن هذا النوع من الجرائم سببه أن المخدرات والإدمان زادا كالأمراض العقلية الإثنان يفقدان الإنسان القدرة علي التفكير فيتصرف الإنسان وكأنه حيوان وفي رأيي الحقيقة أنا أراه أقل من الحيوان لأنه لا أحد يستطيع أن يأخذ قطة رضيعة من أمها لكن أبا يقتل أولاده تدل علي أن المخدر ضيع عقله جداً وأصبح كالمريض العقلي فاقد الأهلية.
وما السبب في ارتفاع معدلات الانتحار؟
- هذه لا يمكن أن تكون ظاهرة في مجتمعنا المصري أنا أري حالات مرض عقلي كثيرة جداً وكلهم يتحدثون علي أنهم متعبون جداً لكنهم لا يفكرون في الانتحار فهم لا يريدون خسارة الدنيا والدين فمن وجهة نظرهم أنهم لم يعيشوا دنياهم ولكنهم يرفضون فكرة الموت كفراً وبالتالي المصريون لا يحبون الانتحار.
المنتحر مسئولية أسرته
وما تفسيرك لتعدد حالات الانتحار تحت عجلات مترو الأنفاق؟
- جرائم الانتحار تختلف من رجل إلي امرأة فالمرأة بطبعها رقيقة تختار الانتحار عن طريق ابتلاع أقراص الدواء، أما الرجال فجرائم انتحارهم قوية وعنيفة إما باستخدام المسدس أو بإلقاء نفسه تحت عجلات وسائل النقل. عموماً المنتحر في رأيي أنه قد وصل إلي مرحلة اكتئاب عقلي فظيعة وبالمناسبة قرار الانتحار معناه أن صاحبه قد وصل إلي أقصي درجات اليأس في حياته ولا يجد مساعدة والمسئولية هنا تقع علي الأسرة لأن لا يوجد منتحر إلا وقد بلغ أسرته فهو يعطي بيانات طول الوقت قبل انتحاره بأسبوعين أو ثلاثة.. مثل ( مافيش فايدة، نفسي أموت.. ) لكن لا أحد ممن حوله يعيره انتباها فيتأكد أنه لا يوجد أمل فيقدم علي الانتحار.
وماذا عن الإلحاد؟
- رأيي أن في مصر توجد موجة وهي الظاهر أم الباطن والظاهر أصبح مخادعا جداً فنحن نري من خلال الدواعش والإخوان أنهم يرتدون عباءة الإيمان والدين ولكنهم في الحقيقة يكفرون المجتمع كله وأكثر شيء جعلني انقلب شخصياً علي الإخوان أنهم يقولون إنني لست مصرياً لست مسلماً وواحد »‬ متخلف علقياً »‬: يقول »‬اللهم أمتني علي دين الإخوان »‬ الدين بالنسبة لهم سلطة وليس إيمانا هذا الذي جعل الشعب يكفر باللعبة كلها فبما أن هناك استغلالا للدين إذا معناه أن هؤلاء يلعبون في الدين بالتالي أصبح هناك رفض لهذا الدين وخصوصاً أن الذين يسبونهم طوال الوقت ويتهمونهم بالكفر أحسن منهم ومتقدمون فهم من قال فيهم الإمام محمد عبده:»وجدت في أوروبا مسلمين بلا إسلام ووجدت في بلدي إسلاما بلا مسلمين».
المتطرف.. مريض عقلي
ما الشيء الجاذب في مشهد حرق إنسان وذبحه ليجعل شابًا يتطرف؟
- هذا الشاب مريض عقلي بحت وبالأمس القريب جاءتني سيدة منتقبة تحدثني عن ابنها الذي يبلغ من العمر 17 عاماً وهم عائلة مصرية تعيش في السعودية وعن طريق الإنترنت تم تجنيد ابنها وقبل عودتهم إلي السعودية قبل الابن أمه وأخته وترك لهما رسالة بأنه سيذهب ليستشهد عن طريق تفجير نفسه المهم نجحت الأسرة في التوصل إليه وتحدثوا معه واتفقوا جميعاً علي السفر إلي السعودية ولكن تم القبض عليه في المطار بناء علي معلومات.. المهم أن هذا الولد مريض عقلي وأسهل شيء في الدنيا أن نضحك علي مريض عقلي.. سبق أن ذكرت أننا لدينا 2 مليون مريض عقلي في مصر هذا العدد يحتاج مستشفيات وعيادات وأدوية والثلاثة غير موجودين.. هذا العدد يحتاج علي الأقل 50 ألف سرير في المستشفيات الحكومية عدد السرائر 4 أو 5 آلاف سرير فقط ولا توجد عيادات سوي القليل من العيادات (الهلكانة).. ولا توجد أدوية نهائي وعندما نعلن عن التبرع بأموال الزكاة للمستشفيات النفسية الناس تضحك علينا علي الرغم أن المسألة خطيرة كما أننا لدينا أيضاً نقص كبير جداً في الأطباء وفي التمريض وفي المتخصصين في علم النفس وعلم الاجتماع بالتالي هؤلاء المرضي لا يتلقون أي علاج ومن ثم يسهل الضحك عليهم.
ما هي صور المرض النفسي في مصر؟
- المريض النفسي يأتي إلينا علي هيئة ثلاث صور: إما يعاني من اضطرابات جنسية كالذي يشك في زوجته، أو اضطرابات دينية كالذي يعتقد أنه المهدي المنتظر، أو اضطرابات سياسية كالذي يقول عن نفسه إنه كمال أتاتورك.. أكثرهم الذين يعتقدون أنهم المهدي المنتظر وهذا لأننا مجتمع ديني وهذه النوعية طريقة إيقاعها بأنه لن يستطيع أن يتحدث إلي الناس كلها ولكنه إذا فجر نفسه خلايا جسمه ومسامه ستطير في الهواء فيستنشقها الشعب وبالتالي الدعوة التي يحملها ستصل إلي الشعب بأكمله !
الدين ليس كهنوتًا
ونحن مازلنا في إطار الحديث عن تجديد الخطاب الديني هل تري خطوات تمت بشأنه؟
- لا أري شيئاً لأن رجال الدين يرون في الدين أنه كهنوت أي ممنوع الاقتراب أو التصوير وبالرغم من أن هناك برامج تهاجم الكثير من الأئمة الكبار وناقلي الحديث ومفسري القرآن وهذا وارد لأن التفسير كان من عدة قرون وكان له وجهة نظر ونحن لنا وجهة نظر مختلفة وأقصد أن التفسير السابق يكون له تعديل الآن فالرؤية منذ 500 عام أو أكثر غير الرؤية اليوم.. فتكون النتيجة أن من يهاجم غير مؤمن بالله والأمر عكس ذلك لأننا لا نتحدث في العقيدة الإسلامية بل نتحدث في الشريعة التي هي تفسيرنا للعقيدة.
من المشاكل التي تعاني منها الأسر المصرية زيادة معدل الطلاق فما تحليلك لهذه الزيادة؟
- أسباب الطلاق كثيرة لكن نحن لدينا مشكلة اسمها عدم الإعداد والذي يعجبني في الكنيسة المصرية أنها تعد الشاب والفتاة للزواج لتري هل هما مناسبان لبعضهما البعض أم لا. الفتاة تريد في العريس أن تكون شخصيته مكملة لشخصيتها هكذا ينجح الزواج لكن هل الفتاة في الأصل تعرف ما هي شخصيتها ؟..لا، هي تختار عشوائيا وبالتالي يحدث الخلاف عشوائيا. أغلب زيجات مصر تستمر لأسباب العشرة والأولاد فقط.
ما تقييمك للإعلام اليوم بشتي صوره وهل تراه يؤدي دورا فعالا ؟
- الإعلام أيضاً يعاني من عدم الاستقرار لكن المستقر الوحيد فيه هو الإعلام الورقي أما القنوات التليفزيونية فلقد رأينا كثيرا من مقدمي البرامج يتنقلون بين القنوات ثم اختفوا لأنهم هم فقدوا البريق هم قاموا بتهييج شديد للمجتمع وكل واحد منهم يتحدث علي أنه الوحيد الذي يحب مصر غير مدركين أن نبرة الصوت العالية دائماً مزعجة.. الثورة انتهت - كما قال الشيخ الشعراوي - إذن لنبحث عن حلول لكن هم مازالوا يعيشون في الثورة بالتالي الناس لفظتهم ويبدو أن الأمر كان صعبا عليهم فتنقلوا بين القنوات في النهاية اكتشفوا إنه لا فائدة وما سمعته أنهم أقيلوا كلهم وفي رأيي أنهم من أقالوا أنفسهم.
رد فعل عكسي
وماذا عن الدراما المصرية وخاصة الدراما النفسية وتأثيرها في المجتمع؟
- بعض منها كان جيدا ففي رمضان الماضي كان هناك 3 أو 4 مسلسلات جيدة وهادفة وكانت بها كوميديا مثل مسلسل أكرم حسني. أما بالنسبة للدراما النفسية فعندما كان صفوت الشريف وزيراً للإعلام اتصلت بمكتبه وقلت لهم اسخروا من الطبيب النفسي فمنهم فعلا أطباء مرضي كما تريدون فلا أحد سيغضب لكن لا يصح السخرية من المريض النفسي يجب ألا نظهر المريض وهو يضع علي رأسه »‬كسرولة» وملابسه ممزقة وغيرها من المشاهد التي تزعج أهله فتجعلهم لا يريدون رؤيته بسبب سخرية الشارع الشديدة منه أو يخافون أن يذهبوا به إلي الطبيب لعلاجه بسبب السمعة.. لقد أهانوا الطب النفسي جداً وأساءوا للمرضي النفسيين بطريقة فظيعة لقد كانت الناس تحنو عليهم أصبحت اليوم تضربهم بالطوب. هناك أيضاً الدراما التي تحض علي العنف فنجد كل الأبطال تجار مخدرات أو يمسكون بالسيوف بدأها بأحمد السقا في إبراهيم الأبيض ثم محمد رمضان.. ما هذا الكم من الدماء.. حتي لو كانت هذه المشاهد موجودة في المجتمع فلنلمه ولكن يجب ألا يكون هو القدوة، هذه المشاهد انعكست علي وسائل التواصل الاجتماعي فرأينا الأولاد الصغار يمسكون السيوف ويرقصون بها في الشوارع. ما الذي ندرب الشعب عليه ولا أحد يقول لي إن هذا هو الموجود في الشارع هذا افتراء في حق الشعب المصري وإهانة لقيمنا المجتمعية ثم إن تعميم التجربة هو خلق لعقل لاواعي جديد لا يرفض العنف. ثم أين المنافسة؟ نحن اليوم نري منافسة بين السبكي وأحمد السبكي لا ثالث لهما!
أخيراً ما هي الروشتة التي تصفها للشعب المصري لتعينه علي مواجهة التحديات الراهنة؟
- التعليم ثم التعليم. التعليم يؤدي إلي الفكر النقدي والفكر النقدي هو الذي يعرفني كيف أحدد أهدافي وكيف أصل إليها وكيف أتغلب علي العقبات حتي أصل لهدفي وكيف أري الخبرات السابقة وأتعلم منها ومن ثم كيف أخطط للمستقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.