الأحد.. النواب يعقد ثانى جلساته بالعاصمة الإدارية    25 أبريل.. انطلاق دورة إعداد المدربين TOT بجامعة بنها    «معيط»: استراتيجية متكاملة لإدارة الدين والنزول بمعدلاته لأقل من 80% في 2027    استقرار أسعار النفط بعد انخفاض حاد بسبب مخاوف إزاء الطلب العالمي    توقيع مذكرة تفاهم لتطوير البنية الفوقية وإدارة وتشغيل ميناء برنيس بالبحر الأحمر مع إحدى الشركات الكويتية    توريد 593 طن قمح بكفر الشيخ حتى الآن    فيديو.. مسئولة بوكالة أونروا: المساعدات الإغاثية التي تصل إلى غزة غير كافية    مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: «لا نتوقع ضرب إيران قبل عيد الفصح»    نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر إلى نحو 8310    عاجل| تصريح جديد ل جيش الاحتلال عن العملية البرية في رفح الفلسطينية    جوارديولا: لا أشعر بأي ندم على خروج مانشستر سيتي من دوري الأبطال    مصرع شاب إثر انقلاب دراجة نارية بطنطا    فيديو.. الأرصاد تناشد المواطنين عدم تخفيف الملابس ليلا: الأجواء باردة على أغلب الأنحاء    فى اليوم العالمى للتراث.. دار الكتب تعلن عن خصم 30 % على الإصدارات التراثية    ردد الآن.. دعاء الشفاء لنفسي    دعاء العواصف.. ردده وخذ الأجر والثواب    مستشفى أهناسيا في بني سويف يستقبل 15 مريضا فلسطينيا و32 مرافقا    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وتسليم الوحدات السكنية بمبادرة «سكن لكل المصريين»    "كنترول إس"، مشروع تخرج لطلاب إعلام حلوان يستهدف الحفاظ على الممتلكات العامة    3 مصابين في حريق مخبز بقنا    النشرة المرورية.. خريطة الكثافات والطرق البديلة بالقاهرة والجيزة    عالم هولندي يثير الرعب مجددا، تحذير من زلزال مدمر خلال أيام    وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع منظمة "الألكسو"    شعبة المستوردين تطالب بتبني سياسات مختلفة لزيادة معدل الصادرات    ليفربول يواجه أتالانتا في الدوري الأوروبي    عاجل...غياب حسين الشحات بدء محاكمة لاعب الأهلي في قضية التعدي على الشيبي    احذروا الذباب الصحراوي، ضيف ثقيل على مصر يسبب لدغات مؤلمة وحكة شديدة    18 أبريل 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية    انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي بواحة الفرافرة في الوادي الجديد    عاجل.. شوبير يفجر مفاجأة مدوية بشأن فشل انتقال سفيان رحيمي ل الأهلي    "ريمونتادا" ومفاجآت فى ربع نهائى دورى أبطال أوروبا    كواليس جلسة محاكمة حسين الشحات بتهمة التعدي على لاعب بيراميدز    بلدية النصيرات: غزة تحوّلت إلى منطقة منكوبة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية    الرعاية الصحية: 10 مستشفيات جديدة ومجمع الفيروز الطبي يدخلون الخدمة 30 يونيو المقبل    انطلاق فعاليات ورشة الديكوباچ بثقافة الإسماعيلية (صور)    التموين تزف بشرى سارة عن أسعار السندويتشات في المحلات بسبب الرغيف السياحي    هولندا تعرض على الاتحاد الأوروبي شراء "باتريوت" لمنحها إلى أوكرانيا    بعد ثوران بركان روانج.. إندونيسيا تصدر تحذيرا من تسونامي    بالتواريخ| عدد إجازات الموظفين في عيد العمال وشم النسيم    فيلم «عالماشي» يحقق إيرادات ضعيفة في شباك التذاكر.. كم بلغت؟    «الرقابة الصحية»: وضع ضوابط ومعايير وطنية لتدعيم أخلاقيات البحوث الطبية    «كن فرحًا».. مؤتمر لدعم وتأهيل ذوي الهمم بالأقصر    علي جمعة: الرحمة حقيقة الدين ووصف الله بها سيدنا محمد    مهيب عبد الهادي يكشف مفاجأة صادمة عن كولر    «تعليم البحر الأحمر» تجري تعديل على موعد امتحانات الصف الثاني الثانوي بسبب احتفالات عيد السعف    تفاصيل المذبحة الأسرية فى الغربية ..المتهم والضحايا يقيمون فى منزل العائلة بكفر الزيات    السفارة الأمريكية تنظم فعاليات لدعم التدفق السياحي إلى الأقصر    «صحة مطروح» تطلق قافلة طبية مجانية لقرية سيدى شبيب الأسبوع المقبل    منة عدلي القيعي: بجمع أفكار الأغاني من كلام الناس    «تموين بني سويف»: حملات مستمرة لمتابعة إنتاج رغيف خبز يليق بالمواطنين    وزارة الطيران المدني توضح حقيقة انتظار إحدى الطائرات لمدة 6 ساعات    ما حكم نسيان إخراج زكاة الفطر؟.. دار الإفتاء توضح    شاب يتحول من الإدمان لحفظ القرآن الكريم.. تفاصيل    مدير أعمال شيرين سيف النصر: كانت عايزة تشارك في عمل ل محمد سامي ( فيديو)    الصين قادمة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    إبراهيم نور الدين: كنت أخشى من رحيل لجنة الحكام حال إخفاقي في مباراة القمة (فيديو)    حسام عاشور: حزين من كولر بعد القمة.. وقررت دخول مجال التدريب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصاد زيارة الرئيس السيسي لروسيا
نشر في أخبار الأدب يوم 20 - 10 - 2018


■ جولة السيسي وبوتين فى منتجع سوتشى
توجت الزيارة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلي جمهورية روسيا الاتحادية والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام بما حققته من نتائج مثمرة، سبعة عقود ونصف من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ إقامتها في عام 1943..فقد جاءت الزيارة امتدادا لسياسة تنويع التحالفات التي كان بمثابة الشعار الذي تبنته مصر منذ بداية حقبة 30 يونيو، فكان التوجه نحو الشرق، وخاصة روسيا والصين، هو النهج الدبلوماسي للقاهرة، دون التخلي عن علاقتها مع الحلفاء الآخرين..توقيت الزيارة جاء مواكبًا لليوبيل الماسي للعلاقات بين البلدين، والذي شهد زخمًا تاريخيًا للمواقف الروسية تجاه مصر والمواقف المصرية تجاه روسيا
تخطت نتائج الزيارة مجالات التعاون الثنائي إلي اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع روسيا تكتب فصلاً جديداً علي طريق التعاون بين البلدين وفتح آفاق كبيرة، للارتقاء بمستوي العلاقات الثنائية، وتقنينًا للتعاون القائم بين مصر وشركائها الدوليين وزيادة التعاون الاقتصادي وحجم التبادل التجاري بينهما،
تفاعلات خاصة واستثنائية شهدتها الزيارة التي كانت ثرية باللقاءات والمباحثات الودية بدأت من العاصمة موسكو وانتهت في مدينة سوتشي الساحلية التي احتضنت مباحثات منفصلة متصلة بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين فور وصول السيسي بجولة لقائدي البلدين ثم عشاء مطول بأحد مطاعم المدينة، وحتي قمة الاربعاء في سوتشي. كما كانت الزيارة فرصة لعرض السياسات والمواقف المصرية سواء بشأن العلاقات الثنائية أو الملفات الإقليمية علي نحو ماعبر عنه الرئيس السيسي في كلمته أمام المجلس الفيدرالي الروسي وفي المؤتمر الصحفي مع الرئيس بوتين. بالإضافة إلي بحث العديد من الملفات والقضايا المهمة الأخري التي شملت جميع الأصعدة، المحلية والعربية والعالمية .
قمة الكبار في سوتشي
يمكن القول ان لقاء الرئيسين السيسيي وبوتين في مدينة سوتشي الساحلية وما أعقبه من نتائج يمثل الحصاد الاكبر لاربعة اعوام من اللقاءات والزيارات المتبادلة بين الرئيسين وتتويج لتطورات إيجابية هائلة وخطوات كبيرة تحققت في مسيرة العلاقات المصرية الروسية منذ عام 2014، كما أنها تمثل ما طرأ من تطورات إيجابية ملموسة علي مكانة مصر الإقليمية والدولية، ومدي الثقة فيها وفي دورها وأهميتها وقيادتها، نتيجة ماتحقق من استقرار سياسي وأمني، ومن تطور وإصلاح اقتصادي، ودور إيجابي يتعاظم تأثيره في مختلف القضايا علي المستويات الإقليمية والدولية.
قبيل الزيارة ارسل الرئيس بوتين عدداً من الاشارات الإيجابية الودية والتي عبرت عن مدي الترحيب والتقدير الذي تحمله روسيا لمصر ولزعيمها، فقبل أسبوع من الزيارة استبق الرئيس الروسي الزيارة بالحديث عن حرصه علي إهداء الرئيس السيسي بعضاً مما يفخر به من إنتاج روسيا الزراعي خاصة التفاح الروسي في مناسبة زيارة بوتين لأحد المشروعات المتطورة هناك. واثناء الزيارة دعا الرئيس السيسي لإلقاء كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسي وهو الغرفة الأعلي للبرلمان هناك، وكان أول رئيس لدولة أجنبية يمنح هذه الفرصة.
كما تنوعت أشكال الود والضيافة رفيعة المستوي من الرئيس بوتين للرئيس السيسي في مدينة سوتشي سواء في الجولة المشتركة في طرقات وعلي كورنيش المدينة، أو في حلبة سباق السيارات، أو اصطحاب الرئيس الروسي للرئيس السيسي في سيارته التي قادها بنفسه وعبر عن سعادته بشرح مزاياها كمنتج روسي لضيفه الكبير، كما كان الاهتمام السياسي والاعلامي الروسي في أعلي درجاته طوال أيام الزيارة. وهي حفاوة كبيرة قابلها الرئيس السيسي
بالاعراب سعادته البالغة بلقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنتجع سوتشي، والاعراب عن شكره العميق للرئيس الروسي بوتين علي حفاوة الاستقبال، مؤكدا أن المباحثات تعكس روح التعاون والتنسيق بين البلدين، والممتدة إلي نحو 75 عاماً.
هذه لم تكن القمة الاولي في مدينة سوتشي الرائعة والواقعة علي البحر الأسود والتي يطلق عليها اسم المدينة الأنقي في العالم نظرًا لمناخها الرائع باعتدال مناخها ليلاً ونهارًا،والتي يفضلها الرئيس الروسي للا حتفاء بمن يريد من الزعماء بعيدًا عن صقيع موسكو... والتي ذاعت شهرتها عالميا، منذ استضافتها دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية قبل اربعة أعوام، واسمها أصبح مألوفا واستضافتها الدائمة لمؤتمرات الحوار الوطني السوري الذي تستضيفها المدينة. ففي القمة الاولي التي جمعت بينهما 13 أغسطس عام 2014 في المدينة ذاتها تجول الرئيسان داخلها، وشاهد الرئيس السيسي حينها الطراد الروسي الضخم موسكفا، الذي يضم أقوي الأسلحة العسكرية في روسيا وعقدت بينهما مباحثات استمرت 12 ساعة أعادت الحياة للعلاقات المصرية الروسية بعد سنوات طويلة من الجمود
اللقاء الاخير في سوتشي أطلق مرحلة جديدة، وفصلاً أكثر تطوراً بين مصر كدولة كبري في منطقتها وأمتها وقارتها، وروسيا الدولة العظمي التي تتعاظم مكانتها ويتعزز دورها في السياسة والاقتصاد العالميين من خلال عدد من التطورات الهامة علي رأسها التوقيع علي اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين مصر وروسيا والتي ستحدث طفرة كبيرة في علاقات البلدين علي كافة المستويات خلال الفترة المقبلة
كما تمت مناقشة موضوعات خاصة بالتعاون المصري الروسي، منها مشروع إنشاء المحطة النووية في الضبعةو إجراءات إنشاء المنطقة الصناعية الروسية شرق بورسعيد، كذلك اتفاق توريد وتصنيع 1300 عربة قطار بتكلفة 1٫2 مليار يورو، وسبل زيادة التبادل التجاري الذي بلغ حجمه 6٫7 مليار دولار وآفاق التعاون علي اتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي الذي لم يتم التوقيع عليه بعد أيضا الاتفاق علي اعتبار عام 2020 عاما للتبادل الثقافي والإنساني واستئناف الرحلات الجوية بين روسيا وكل من شرم الشيخ والغردقة
كما شمل اللقاء توقيع وزيري خارجية روسيا ومصر علي مذكرة تفاهم لآلية المشاورات السياسية والإستراتيجية بين وزارتي الخارجية في البلدين، وتلي ذلك المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين وإعلان عام 2020 عامًا ثقافيا بين مصر وروسيا، بحيث يشهد العديد من المناسبات الاحتفالية التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني بين البلدين والشعبين الصديقين
تعزيز التعاون بين روسيا والقارة الأفريقية في ضوء رئاسة مصر المرتقبة للاتحاد الأفريقي لعام2019
ملفات اقليمية ودولية
كما تم في اللقاء مناقشة الملفات الاقليمية والدولية الهامة منها دعم جهود التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل علي القضاء علي الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، وتوسيع مناطق خفض التوتر، بهدف تهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات السياسية، بما يحافظ علي وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية حيث أشاد الرئيس الروسي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في تسوية الأزمات القائمة بمنطقة الشرق الأوسط
وتناولت المباحثات ايضا تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث أوضح الرئيس السيسي لنظيره الروسي رؤية مصر للحل السياسي في ليبيا وجهودها من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، لتمكينها من القيام بمهامها علي نحو فعال، وأكد السيد الرئيس أن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس أوضحت خطورة الاعتماد علي الميليشيات في توفير الأمن، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني، مؤكداً أهمية التزام المجتمع الدولي بالتنفيذ الكامل لمبادرة المبعوث الأممي »غسان سلامة« للحل في ليبيا بجميع عناصرها.
وحدث توافق وجهة نظر البلدين بشأن القضية الفلسطينية، حيث تم تأكيد ضرورة التوصل إلي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، علي أساس حل الدولتين ووفقًا لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.. وتناولت المباحثات أيضاً مناقشة جهود مكافحة الإرهاب، في ضوء ما يمثله من خطر كبير علي المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار ظاهرة الإرهاب علي كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية، مستعرضاً نتائج العملية الشاملة سيناء 2018 والنجاحات الكبيرة التي حققتها في مكافحة الإرهاب.
مرحلة جديدة علي طريق تطوير العلاقات الاقتصادية
كتبت مروي حسن حسين:
سجلت الزيارة الرابعة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلي روسيا واللقاء التاسع مع الرئيس الروسي فلاديميربوتين تطورا هائلا تمثل في خطوات عديدة في مقدمتها التوقيع علي اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين مصر وروسيا والتي تنقل علاقات البلدين الثنائية نقلة كبيرة خلال الفترة المقبلة، وهو مستوي متميز من العلاقات بين الدول يعكس عمق التفاهم المشترك والرغبة المتبادلة في تعزيز هذه العلاقات إلي آفاق بعيدة. يعد الجانب الاقتصادي من ابرز جوانب الزيارة،فقد شهد القاء بين الرئيسين، بحث عدد من ملفات التعاون الثنائي، خاصة في المجالات السياحية وتوطين الصناعات والتعاون في مجال السكك الحديدية والطاقة وزيادة التبادل التجاري، وفرص الاستثمارات والصناعات الروسية الكبيرة حاليا للتواجد في السوق المصري والاستفادة من البنية التحتية الحديثة في مصر وللنفاذ منها إلي الأسواق الإفريقية.
بداية بمشروع التعاون الضخم بين البلدين، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية بالضبعة، التي تبنيها شركة »‬روس آتوم» الروسية، وهو المشروع الذي يعد عنوانا لنقلة نوعية في مستوي التعاون بين البلدين، والذي تم التوقيع عليه في 11 ديسمبر 2017 في القاهرة، وهو أكبر مشروع مشترك بين القاهرة وموسكو منذ مشروع السد العالي، كما أن له أبعاداً اقتصادية ومالية واستثمارية فضلاً عن نقل التكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال الذي تحتاجه مصر في إطار استراتيجية متكاملة في مجال الطاقة ستجعل من مصر مركزاً إقليمياً وعالمياً لإنتاج وتداول الطاقة بكل مكوناتها ومصادرها المتجددة وغير المتجددة.وتستوعب محطة الضبعة إنشاء 8 محطات نووية تتم علي 8 مراحل، المرحلة الأولي تستهدف إنشاء محطة تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء، بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، ويتم تمويل مشروع المحطة النووية بالضبعة من خلال القرض الروسي والذي يقدر ب 25 مليار دولار علي مدي 13 دفعة سنوية متتالية ومن المقرر أن يبدأ التشغيل التجريبي لأول مفاعل نووي في المشروع في عام 2022 ويكتمل الإنجاز في عام 2028.
هذا بالإضافة إلي مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، الذي ينقل التعاون الاقتصادي بين البلدين، من مرحلة التبادل التجاري إلي مرحلة التعاون في التصنيع، والذي سيفضي إلي طفرة حقيقية، في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة في مصر.وفي إطار هذا المشروع ستضخ استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار، وستؤمن المنطقة قرابة 35 ألف فرصة عمل جديدة.، كما تعمل شركات روسية رائدة في مجال التنقيب عن النفط والغاز في مصر. وعلي صعيد التجارة بين البلدين، اكد الرئيس الروسي أن التبادل التجاري شهد زخما بين البلدين خلال الفترة الماضية، وارتفع خلال العام الماضي بأكثر من 60%، وخلال الأشهر الستة الأولي من العام الجاري بنسبة 28%. لهذا فإن ما ينتظرها هو المزيد من التطور الإيجابي بعد أن وصل حجم التبادل التجاري إلي نحو 6.5 مليار دولار سنوياً الأمر الذي يضع روسيا ضمن أكبر شركاء مصر التجاريين مثل الصين والإمارات العربية وإيطاليا والولايات المتحدة.
وأكد الممثل التجاري الروسي في مصر نيكولاي أصلانوف، أن الحدث الأهم في التعاون التجاري والصناعي الاقتصادي الروسي المصري، هو توقيع العقد المبرم بين مصر والشركاء من روسيا وهنجاريا لتوريد 1300عربة قطار للسكك الحديدية الوطنية المصرية بقيمة مليار يورو. وهو أكبر عقد في تاريخ السكك الحديدية المصرية.
كما وقعت شركة »‬روسنفت» الروسية المنتجة للنفط والغاز صفقة تمنحها 30٪ في امتياز حقل الغاز المصري الضخم »‬ظهر» في البحر المتوسط، قامت علي إثرها باستثمار 1.575 مليار دولار أمريكي. وسوف تستثمر الشركة أكثر من ملياري دولار في الحقل خلال 2018-2022.
وخلال الزيارة أشار بوتين إلي قرب استئناف رحلات الطيران من روسيا إلي شرم الشيخ والغردقة، ما يعد مؤشرا إيجابيا لقطاع السياحة المصري.كما اجتمع الرئيس السيسي مع تيجران ساركسيان رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي، الذي يضم في عضويته دول روسيا، وكازاخستان، وقرغيزستان، وأرمينيا، وبيلاروسيا، حيث بحث معه اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسي.
2020 عام الثقافة بين البلدين
كتبت سميحة شتا:
تعد العلاقات الثقافية المصرية الروسية جسر التواصل في العلاقات الثنائية بين البلدين لذلك اتفق كل من الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين علي إعلان عام 2020 عاما ثقافيا بين مصر وروسيا.
ويأمل الجانبان أن يشهد هذا العام العديد من المناسبات الاحتفالية التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني بين البلدين والشعبين الصديقين حيث تأثر المصريون بالتجربة الروسية في مجال القصة والرواية والشعر وذلك منذ بداية العقد الثالث في القرن التاسع عشر، بالاضافة إلي تأثرهم في مجال المسرح والاوركسترا والموسيقي بالروس، وتعد روسيا بلدا متميزا في كافة المجالات، فمنذ بداية التعاون الثقافي بين البلدين والتي في المقابل بدأت معها حركة الترجمة للعديد من الكتب الروسية والكتاب الكبار إلي اللغة العربية مما ساعد المثقف المصري علي تحديد نقاط التقارب والاختلاف بين الثقافة المصرية والروسية.. ومن المنتظر أن يكون 2020 عامًا شاملًا لكل المجالات الثقافية بين مصر وروسيا، عن طريق تنظيم فعاليات ثقافية روسية في كل محافظات مصر وليست القاهرة فقط، وكذلك فعاليات ثقافية مصرية في جميع أقاليم روسيا بعيدًا عن العاصمة. ومن شروط نجاح العام الثقافي المصري- الروسي توقيع بروتوكول ثقافي جديد وشامل بين مصر وروسيا، بدلًا من الاعتماد علي البروتوكول القديم الذي تخطي عمره الأربعين عامًا ويجب أن يكون التعليم من المجالات التي يمكن أن يشملها العام الثقافي، عن طريق المنح الدراسية بين البلدين، وتبادل الدارسين. كما يجب دعم حركة الترجمة حكوميًا لإنعاش الحركة الثقافية بين البلدين، حيث أن جميع محاولات الترجمة من العربية للروسية والعكس مجرد محاولات فردية لا تلقي دعما حكوميا، لذلك تظل محدودا للغاية، لافتا أن القارئ المصري لايعرف الروائيين الروسيين الحاليين بسبب تجمد حركة الترجمة، وتوقفها علي أدب القرن ال19، وكذلك الحال بالنسبة للأدب المصري الحالي الذي لا يصل للقارئ الروسي. ويجب أيضا مشاركة مصر في المهرجانات الروسية الكبري، خلال العام الثقافي الروسي المصري 2020، حيث ان مصر لا تشارك إلا في مهرجان كازان ولا تشارك في مهرجان موسكو السينمائي، وكذلك مهرجان المسرح الروسي، علي الرغم من دعوة مصر الدائمة لروسيا للمشاركة في مهرجاني القاهرة السينمائي والمسرح التجريبي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.