حديث ودي بين الزعيمين السيسى وبوتين على هامش مباحثاتهما فى موسكو تفاعلات خاصة واستثنائية شهدتها زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الي جمهورية روسيا الاتحادية والتي اختتمها مساء أمس الأول بعد ثلاثة ايام ثرية باللقاءات والمباحثات الودية بدأت من العاصمة موسكو وانتهت في مدينة سوتشي الساحلية التي احتضنت مباحثات منفصلة متصلة بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين فور وصول السيسي بجولة لقائدي البلدين ثم عشاء مطول بأحد مطاعم المدينة، وحتي »قمة الاربعاء» وما شهدته من ملفات مهمة تم حسمها والإعلان عنها خلال المؤتمر الصحفي المشترك علي رأسها توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع روسيا،ثم مأدبة الغداء وزيارة معرض وحلبة سباق السيارات. الشراكة الاستراتيجية وأكد تقرير أعدته هيئة الاستعلامات إن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع روسيا ستكتب فصلاً جديداً علي درب التعاون بين البلدين وستفتح آفاقاً ممتدة، للارتقاء بمستوي علاقاتنا الثنائية، وشراكتنا الاستراتيجية»، بهذه الكلمات في المؤتمر الصحفي م-ع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي الروسية، لخص الرئيس عبد الفتاح السيسي جانباً من نتائج زيارته التاريخية بالغة الأهمية إلي روسيا، حيث يؤكد حصاد هذه الزيارة أنها بالفعل أطلقت مرحلة جديدة، وفصلاً أكثر تطوراً بين مصر كدولة كبري في منطقتها وأمتها وقارتها، وروسيا الدولة العظمي التي تتعاظم مكانتها ويتعزز دورها في السياسة والاقتصاد العالميين. ويقول تحليل سياسي أعدته الهيئة العامة للاستعلامات عن حصاد زيارة الرئيس السيسي إلي روسيا والتي استمرت ثلاثة أيام من 15 إلي 17 أكتوبر الجاري، إن هذه الزيارة تختلف في وقائعها ودلالاتها ونتائجها عن الزيارات السابقة للرئيس السيسي علي مدي الاعوام الأربعة الماضية، لسبب جوهري، وهو أنها كانت بمثابة حصاد لمجمل ماحققته هذه الزيارات، وتتويج لتطورات إيجابية هائلة وخطوات كبيرة تحققت في مسيرة العلاقات المصرية الروسية منذ عام 2014.. ورصد تقرير هيئة الاستعلامات عدداً من البوادر الإيجابية الودية من الجانب الروسي التي عبرت عن مدي الترحيب والتقدير الذي تحمله روسيا لمصر ولزعيمها، بدأت هذه اللمحات قبل أسبوع من الزيارة عندما استبق الرئيس الروسي الزيارة بالحديث عن حرصه علي إهداء الرئيس السيسي بعضاً مما يفخر به من انتاج روسيا الزراعي خاصة التفاح الروسي في مناسبة زيارة بوتين لاحد المشروعات المتطورة في هذا المجال. ثم كانت الدعوة الروسية للرئيس السيسي لإلقاء كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسي وهو الغرفة الأعلي للبرلمان هناك، كأول رئيس لدولة أجنبية يمنح هذه الفرصة. ثم تعددت أشكال الود والضيافة رفيعة المستوي من الرئيس بوتين للرئيس السيسي في مدينة سوتشي سواء في الجولة المشتركة في طرقات وعلي كورنيش المدينة، أو في حلبة سباق السيارات، أو اصطحاب الرئيس الروسي للرئيس السيسي في سيارته التي قادها بنفسه وعبر عن سعادته بشرح مزاياها كمنتج روسي لضيفه الكبير، كما كان الاهتمام السياسي والاعلامي الروسي في أعلي درجاته طوال أيام الزيارة. في المقابل أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن سعادته البالغة بلقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنتجع سوتشي. حفاوة الاستقبال كما أعرب الرئيس السيسي، خلال القمة، عن شكره العميق للرئيس الروسي بوتين علي حفاوة الاستقبال، مؤكدا أن المباحثات تعكس روح التعاون والتنسيق بين البلدين، والممتدة إلي نحو 75 عاماً. علي الصعيد السياسي والاستراتيجي يقول تقرير هيئة الاستعلامات إن الزيارة سجلت تطوراً هائلاً تمثل في خطوات عديدة في مقدمتها التوقيع علي اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين مصر وروسيا والتي ستنقل علاقات البلدين الثنائية نقلة كبيرة خلال الفترة المقبلة، وهو مستوي متميز من العلاقات بين الدول يعكس عمق التفاهم المشترك والرغبة المتبادلة في تعزيز هذه العلاقات إلي آفاق بعيدة. في الوقت نفسه كانت الزيارة فرصة لعرض السياسات والمواقف المصرية سواء بشأن العلاقات الثنائية أو الملفات الإقليمية علي نحو ماعبر عنه الرئيس السيسي في كلمته أمام المجلس الفيدرالي الروسي وفي المؤتمر الصحفي مع الرئيس بوتين. تفاهم سياسي وقد عبر الرئيسان عن مدي التفاهم السياسي بين البلدين طوال الزيارة، فأكد الرئيس الروسي أن العلاقات المصرية- الروسية تتمتع بقوة كبيرة، وأن الدولة الروسية احتفلت في أغسطس الماضي بمرور 75 عاما علي بدء العلاقات وأكد الرئيس بوتين علي »المستوي المتميز للعلاقات الثنائية، وما شهدته من دفعة قوية خلال الفترة الماضية، وخاصة مباحثات وزيري خارجية ودفاع روسيا ومصر بصيغة »2+2 » من جانبه أكد الرئيس السيسي علي »قوة العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين مصر وروسيا.. معرباً عن بالغ سعادته، بالزخم الكبير الذي اكتسبته العلاقات المصرية الروسية، علي مدار الأعوام الأربعة الماضية، والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات». علاقات وطيدة وفي كلمته أمام المجلس الفيدرالي الروسي أكد الرئيس السيسي علي أن »العلاقات الوطيدة بين مصر وروسيا، التي نحتفل هذا العام بمرور خمسة وسبعين عاماً علي تأسيسها، دائماً ما تميزت بالعمق والخصوصية، وهو ما تجلي في وقت الأزمات والشدائد، فقد كانت روسيا دائماً، شعباً وحكومةً، أول من قدم يد العون لمصر لاستعادة الأرض المحتلة، كما أن مصر لن تنسي مساهمة روسيا في معركتها للبناء والتعمير، حينما ساعدتها علي بناء السد العالي، وغيره من المشروعات الكبري، خلال حقبة مهمة من تاريخها الحديث»، مؤكداً أن» هذه المواقف التاريخية الداعمة، ستظل دائماً عالقة في أذهان المصريين، وأن هذا الإرث القيم من التعاون المشترك ، سيظل محل تقدير بالغ من الشعب المصري». وشدد الرئيس السيسي خلال الكلمة علي »أن الزخم الذي تشهده مختلف مجالات التعاون بين مصر وروسيا، علي مدار السنوات الخمس الأخيرة، لهو خير دليل، علي ما تنطوي عليه علاقات مصر وروسيا من عمق ورسوخ، وهو الأمر الذي انعكس في مستوي التنسيق والتشاور المستمر، بين المسئولين في البلدين، وفي إطلاق الحوار الإستراتيجي بينهما». وفي الإطار السياسي أيضاً، وبالاضافة إلي مباحثات الرئيس السيسي مع الرئيس الروسي فقد أجري مباحثات مهمة أيضاً مع ثلاثة من أبرز القيادات الروسية حيث عقد الرئيس السيسي، جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف في موسكو لبحث مشاريع اقتصادية مشتركة كبري بين البلدين كما بحثا الحالة الراهنة والآفاق المستقبلية للتعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي مع التركيز علي تنفيذ مشاريع مشتركة كبري في قطاعات الطاقة والصناعة والزراعة وغيرها. وقال رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف، إن مصر هي الشريك الرئيسي لروسيا في الشرق الأوسط.. مؤكداً علي عمق العلاقات بين البلدين، مشيراً إلي أن حجم التبادل التجاري بين البلدين زاد هذا العام بمقدار الثلث عن العام الماضي، مضيفاً أن البلدين يرتبطان بمشروعات كبيرة، معربًا عن أمله في أن تؤدي زيارة الرئيس السيسي للمزيد من المشروعات والارتباط بين مصر وروسيا. الاتحاد الأوراسي كما اجتمع الرئيس السيسي مع تيجران ساركسيان رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي، الذي يضم في عضويته دول روسيا، وكازاخستان، وقرغيزستان، وأرمينيا، وبيلاروسيا.. حيث بحث معه اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسي. وأشار الرئيس السيسي في بداية اللقاء إلي أهمية العلاقات التي تربط بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي علي المستوي السياسي والتاريخي والثقافي والاقتصادي، معربا عن تطلع مصر لتنمية وتطوير هذه العلاقات ويضيف تقرير هيئة الاستعلامات: إن الجانب الاقتصادي كان من بين أبرز جوانب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا، حيث أكد البيان الرسمي أن مباحثات الرئيسين تناولت أهم ملفات العلاقات الثنائية ودفعها في إطار العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين مصر وروسيا، وتوسيع التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والتبادل التجاري والاستثمار والقطاع السياحي وتوطين الصناعة. كما أشار الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي إلي »مشروع التعاون الضخم بين البلدين، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة، وهو المشروع الذي يعد بدون شك، عنواناً لنقلة نوعية في مستوي التعاون بين البلدين، بالإضافة إلي مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، الذي ينقل التعاون الاقتصادي بين البلدين، من مرحلة التبادل التجاري إلي مرحلة التعاون في التصنيع، والذي أثق أنه سيفضي إلي طفرة حقيقية، في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة في مصر». محطة الضبعة من جانبه قال الرئيس بوتين إن الجانبين ناقشا بالتفصيل التعاون في مجال الطاقة، وخاصة مشروع بناء محطة الضبعة النووية بمصر، التي تبنيها شركة »روس آتوم» الروسية، وأشار الرئيس الروسي إلي أن اللقاء بحث فرص التعاون العسكري. وعن المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس، قال بوتين إنه في إطار المشروع سيتم ضخ استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار، وستؤمن المنطقة قرابة 35 ألف فرصة عمل جديدة. وعلي صعيد التجارة بين البلدين، قال بوتين إن التبادل التجاري شهد زخما بين البلدين خلال الفترة الماضية، فقد ارتفع خلال العام الماضي بأكثر من 60%، وخلال الأشهر الستة الأولي من العام الجاري بنسبة 28%. كما تمت مناقشة مسألة استئناف رحلات الطيران بين البلدين، حيث أشار بوتين إلي قرب استئناف رحلات الطيران من روسيا إلي شرم الشيخ والغردقة، ما يعد مؤشراً إيجابياً لقطاع السياحة المصري.