وتوجت الزيارة التاريخية لروسيا، بتوقيع الرئيسين السيسي وبوتين اتفاق الشراكة الاستراتيجية، لتدخل العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة من النمو والازدهار، بما يحمل الخير للشعبين والبلدين وتجاربنا مع السوفييت في الستينيات أثمرت السد العالي ومصنع الحديد والصلب وغيرها من المشروعات الكبري، التي كانت سندا للبلاد في أوقات الحروب والأزمات. باكورة الخير إنشاء المنطقة الصناعية الروسية شرق بورسعيد لتتحول المنطقة إلي قلعة صناعية، والتصدير في الأسواق العربية والإفريقية والآسيوية، كما يحسن وضع ميزان المدفوعات، ويخلق آلاف من فرص العمل، ومن المتوقع ان يجذب أكثر من 7 مليارات دولار. الرئيس بوتين أكد أن بلاده تولي التعاون العسكري مع مصر أهمية خاصة، استنادا إلي العلاقات الممتدة منذ قرون، ويحسب لمصر في سنوات حكم الرئيس السيسي، انها تحصل علي الأسلحة من مختلف الدول الشرقيةوالغربية المتقدمة جدا في هذا المجال، مما يحفظ للجيش المصري قوته وقدرته. سوتشي المدينة الساحلية علي البحر الأسود، تذكرنا بشرم الشيخ، ولكنها نموذج للمدن التي تأتلف مع الجبال، في البنايات والشوارع والفنادق والمتنزهات، علاوة علي كميات الأشجار الكثيفة التي تجعلها كالغابة، والتي كان الرئيس بوتين حريصاً علي استضافة الرئيس السيسي في هذا المنتجع الرائع، الذي يقضي فيه أوقاتاً طويلة من السنة. الزيارة تعتبر الانجح لأي رئيس مصري، لما حظيت بها من الحفاوة والترحاب علي كافة المستويات، واعادت إلي الأذهان الزيارة التاريخية للرئيس جمال عبدالناصر لموسكو في الستينيات، وتمتد آثارها لسنوات قادمة، وتلقي ظلالها علي علاقات مصر المحترمة مع كل دول العالم. النتائج الايجابية والرسائل كثيرة علي كافة الأصعدة: أولا: أثبتت أن الدولة المصرية تقف علي أرض صلبة، بعد ان استعادت مؤسساتها، وابتعدت تماما عن حزام النار المعروف بالربيع العربي، وقضت علي آثاره السلبية في أربع سنوات. ثانيا: مصر تتمتع بأقصي درجات الأمن والاستقرار، وتمضي في تثبيت أركان الدولة، وبناء معالم دولة حديثة، تعلي شأن العدالة وسيادة القانون. ثالثا: تتوافر في مصر فرص استثمارية هائلة، تدعمها بنية اساسية قوية، تتمثل في الطاقة والطرق والمدن الصناعية الجديدة، وتمنح حوافز استثمارية وضمانات كبيرة للمستثمرين. رابعا: أسفرت عملية »سيناء 2018» عن نزع مخالب الإرهاب، والقضاء علي خطورته، وحصره في منطقة صغيرة، يجري الآن تطهيرها، بعد ان حققت العملية نجاحا كبيرا، تلقي تقدير العالم. خامسا: استعادت مصر مكانتها العربية والإقليمية والدولية وأصبحت كل الدول والقوي المؤثرة في العالم، تلجأ إليها للحوار والمشورة حول الأوضاع المتفجرة في العراق وسوريا وليبيا، بعد ان نجحت في فرض تجربة مصرية فريدة، واجهت بها مخطط الجحيم العربي. سادسا: اثبتت مصر في كل المحافل الدولية تمسكها بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، ودون حل الدولتين فلن يتحقق السلام في منطقة الشرق الأوسط. سابعاً: ارساء مبدأ الاحترام في التعامل بين الدول، وعدم قبول سياسة التدخل في شئون الآخرين، والانفتاح علي كل دول العالم، ما دام ذلك يحقق المصالح الوطنية العليا. ثامناً: تنويع مصادر السلاح من مختلف المدارس الغربيةوالشرقية، والسلاح بالذات لا تبيعه الدول الكبري لمن يمتلك الثمن فقط، وإنما لحجمها وقوتها ومدي تأثيرها. العالم لا يعترف إلا بالأقوياء، ولا يمد يده إلي الضعفاء، ومصر تكتسب احترام الشرق والغرب من قوتها.