»أستاذة مديحة صباح الخير.. بمناسبة تجديد ما يسمي بالخطاب الديني فنحن للأسف حتي الآن لم نحرك ساكنا لتفعيل هذه المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي منذ عدة سنوات وخاصة المؤسسات الدينية المعنية بالأمر.. والحقيقة التي علينا الاعتراف بها هي أنه لايزال هناك فارق بين التصريحات العنترية وما يجري بالفعل علي أرض الواقع.. فخطباء الجمعة لا يلتزم معظمهم بنص الخطبة أو حتي موضوعها ويقولون للمصلين ما يحلو لهم بالذات في مساجد الأرياف والتي أصبحت الخطب بها سداح مداح وبها من الخرافات والأساطير وما يتم روايته دائما في إطار »أحد الصالحين» ما يكفل البعد بالمستمع عن صحيح الدين تماما.. كذلك فإن من بين خريجي الأزهر عدد كبير من السلفية والجماعات الإسلامية من ذوي الفكر المتشدد والذي يضر الإسلام بأكثر مما ينفعه.. وأري من وجهة نظري المتواضعة أن المواجهة الفكرية للإرهاب لم تبدأ بعد متوازية مع المواجهة العسكرية والتي نشهد لها جميعا بالإخلاص والتفاني لحماية البلاد من أخطار الإرهابيين.. ولعلك سيدتي لازلت تذكرين برنامج ندوة للرأي الذي كان يقدمه في ثمانينيات القرن الماضي المذيع المحترم حلمي البلك رحمه الله وكان يستضيف فيه مجموعات كبيرة من الشباب وكذلك الصفوة من العلماء والأساتذة وليجري حوارا بينهم لا يخلو من طرح الأسئلة وتلقي الإجابات في مناخ متحضر ويتحلي بكل الصدق والصراحة.. وقد أتي هذا البرنامج ثماره وهدي الله الكثير من الإرهابيين سابقا علي أيدي ضيوف البرنامج وصاروا دعاة مستنيرين مثل ناجح إبراهيم.. فما المانع أن يتبني التليفزيون المصري إحياء هذا البرنامج الرائع من جديد علي أن يستضيف عددا كبيرا من الشباب من مختلف الأعمار والثقافات والمستويات الاجتماعية والتعليمية في مقابل عدد من العلماء من ذوي الفكر الديني الراقي والمتحضر، لعلنا بذلك نكون قد أضأنا شموعا وليست شمعة واحدة لنبدد بها ظلام الجهل والضلال.. ومن ناحية أخري فعلي المسئولين بوزارة الأوقاف أن يقوموا بزيارات فجائية للمساجد وبالذات في الأرياف ليتأكدوا بأنفسهم مما يحدث بها لعلهم يستطيعون أن ينقذوا ما يمكن إنقاذه.. خصوصا ونحن شعب طيب نقبل الدعوة من أي إنسان له لحية وذو جلباب أبيض قصير.. ولايزال الكثير من سكان الريف البسطاء يعتقدون أن الإخوان ناس بتوع ربنا فقط لمجرد وجود اللحية والجلباب القصير.. الموضوع كبير والقضية خطيرة ولن نقضي علي الإرهاب إلا بالمواجهة الفكرية.. هذه الرسالة تلقيتها عزيزي القارئ من المهندس أشرف فتحي شرف من بلبيس شرقية.. ربما يأتي من غيرها أما الدكتور محمد أبو زيد الفقي عميد كلية الدراسات الإسلامية سابقا فقد أرسل لي معلقا علي مقال الأسبوع الماضي والذي نشر تحت عنوان »لا تجادل ولا تناقش يا أخ علي».. أنه ربما يأتي تجديد الخطاب الإسلامي من خارج المؤسسات وليس من داخلها لأن الذين بالداخل يقدسون ما يحفظون ويعتبرون أن استخدام العقل هو والزندقة سواء ويتساءل الدكتور أبو زيد »هل تعتقدين سيدتي أن مثل هؤلاء يفهمون آية »تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون».. لقد هجروا القرآن واستراحوا لهجره، وصدق الله حين قال »وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا» فهل بعد ذلك يمكنهم أن يقودوا الأمة إلي خير؟.. ما قل ودل: مش كل اللي راح كان كويس، ما يمكن كويس إنه راح..