عشقها للرسم وولعها بالألوان وهيامها بثقافة الإبداع.. صفات منحت هذه الشابة الجميلة رؤية مشرقة مرحة.. ونظرة إيجابية وطموح جياش وإصرار علي النجاح والتألق والأهم شعور تنطق به لوحاتها وتسافر به عبر الزمان والمكان بكل حرية لا تحكمها قيود وتبدع به علي بياض اللوحة كيفما تشاء.. وتبرهن عليها مسيرتها الفنية التي لطالما كانت ومازالت تقتفي أثر ضالة واحدة هي التميز.. الذي صنعته أنامل تلك الفنانة التشكيلية المبدعة أمينة محمد سالم منذ أن ورثت الموهبة عن جدها الصاغ صلاح سالم أحد أهم ضباط ثورة يوليو.. وقد لا يعرف الكثيرون أنها مزقت قيود السائد والمألوف كي تحقق أمنيتها بالعودة للدراسة في كلية الفنون الجميلة بعد أن تركتها لدراسة الإعلام في إحدي الجامعات الخاصة، وها هي الآن مستمرة في التحليق بين الزمان والمكان وأبعادهما الحسية ترصد تفاصيل واقعها الفني المعاصر إما بتجريدية خالصة أو تعبيرية وواقعية وبتجارب إبداعية ممتعة ومشوقة جعلتها تقف في طليعة أعظم الفنانين التشكيليين علي الساحة العربية بل والعالمية. "بدايتي مع الرسم كانت منذ الصغر.. حيث أحببت الفن بشتي أنواعه خاصة الرسم الذي أعشقه حتي النخاع، فالألوان حياتي والبساطة عشقي"، هكذا قالت الفنانة أمينة سالم مضيفة: كثيرا ما جعلني هذا السبب أواصل مشواري فيه خلال دراستي في الثلاث مراحل: الابتدائية والإعدادية والثانوية بمدارس الميردي ديو الفرنسية "بحاردن سيتي..بهذا عبرت الفنانة المبدعة أمينة سالم عن نفسها كما كشفت عن العديد من الأمور التي تتعلق بها وبهذا اللون من الفنون التشكيلية حيث تقول إنها بعد حصولها علي الثانوية العامة التحقت بكلية الفنون الجميلة وظلت بها لفترة قصيرة.. قررت بعدها دراسة الإعلام في جامعة خاصة وبعد حصولها علي البكالوريوس شعرت بالندم علي تركها الفنون الجميلة.. وسرعان ما نصحتها والدتها خريجة الفنون والفنان مجد السجيني نجل الفنان الكبير جمال السجيني بالعودة لدراسة الفنون.. وبالفعل لم تكذب خبرا واستكملت دراستها الحرة فيها.. وتألقت وصقلت موهبتها وتعلمت منه أشياء كثيرة ساعدت في تكوينها الفني، كما منحتها تعلم بعض فنون التعامل مع اللوحة أو البياض وبالتالي كان لمجد السجيني وكلية الفنون الجميلة وقع في فكرها ومخيلتها وأحبت كثيرا هذه المدارس الفنية سواء الكلاسيكية وغيرها أو الحديثة من دون أن يعني ذلك استغناءها عن اللمسة الإبداعية الساحرة في أعمالها.. وقد عبرت عن ذلك بقولها: أهتم بمختلف المدارس والحركات الفنية لكن بما أننا في زمن العصرنة كان اختياري هو الفن المعاصر وبالضبط مدرسة "ما فوق الواقعية" في الرسم.. ولأن لكل فنان مواضيع يتناولها ويعكسها في لوحاته سواء واقعية أو تجريدية أو تشكيلية حسب فكره وتأثره بفنانين عالميين أو حتي بيئته أو محيطه، لكن الفنانة أمينة سالم استقرت في أعمالها بشكل كبير علي رسم البورتريهات والشخصيات المختلفة من واقع نسيج المجتمع.. التي تصور الحياة وتحكي أفراحها وأحزانها وغضبها ومعاناة الناس فيها.. ما يعكس بصورة دقيقة واقع المجتمع بما فيه وما عليه.. الأمر الذي يقودك إلي تشبعها بالمدرسة فوق الواقعية كما ذكرتها.. خاصة أن أمينة عاشقة الرسم والألوان المأخوذة بسحرها تعلمت أن تستقي من عدتها اللونية المبهجة معاني رائعة للحياة.. وأن تجعل منها زادها في مشوارها الإبداعي.. حتي باتت انعكاسا لها بعد أن كانت لوحاتها انعكاسا لها.. علاقة تبادلية ملفتة أفصحت عنها عبارات أمينة سالم المشبعة بالبشاشة والإقبال علي الحياة والإيجابية.. فأمينة ترسم بفرحة وتتحدث عن لوحاتها بغبطة كبيرة وتستهدف أن تكون أعمالها الفنية باعثة للأمل والفرحة والسعادة والسلام في النفوس. وتضيف الفنانة أمينة: أحببت التصاميم المختلفة والمميزة عن باقي أصدقائي وذلك من حيث الألوان والإطلالة المختلفة والأهم حملها للبصمة التي تميزني.. وهذا ما تعلمته من دعم أقرب الأقربين لي وهم والداي وزوجي وجميعهم دائمو التشجيع والمساعدة لي في استخراج كنوز هواياتي الفنية التي ورثتها عن جدي الصاغ صلاح سالم وأكدت أنها كانت تحب أن تبتكر ألوانا جديدة مختلفة عن المعتاد حتي عانقت النجاح في هذا الشغف الذي يسكنها منذ الصغر.. واسترسلت متغنية بالألوان في لوحاتها سواء الزيتية والجواش بالإضافة إلي خامات الكولاج بقولها : " الألوان متعة لا تضاهي في حياتي".. ولكنها عادت وقالت: "لا أشتغل علي اللون بحد ذاته بل علي نكهات اللون وجزئياته والهدف من وراء ذلك هو إلقاء الضوء علي فكرة العمل ككل من خلال "الهارموني" التي تجعل المشاهد يسلسل الأفكار علي عكس التناقض اللوني الذي يراد من خلاله التركيز علي تفصيل واحد وإبرازه ليكون المحور الأساسي ويسرق جزءا من مشاعر المشاهد للوحة فيؤثر فيه ويحركه وهو ما أريده من لوحاتي التي يصبح شأنها كشأن الموسيقي ترتقي بكل إنسان لتخاطب حواسه". وعن عشقها لإدخال الخط العربي في بعض لوحاتها أشارت أمينة إلي أن الفن الخطوطي أكثر غني من الفن الحروفي.. وقد درست جميع أنواع الخطوط العربية من الثلث والديواني والنسخ والفارسي والرّقعة والتي تعمدت من خلالها التحليق مع المثقفين أو الإبحار في حالة فنية تغذي ارتقاء الإنسان.. وتؤكد أمينة أنها سعيدة للغاية في حياتها الأسرية مع زوجها الأديب وصاحب أرقي دور نشر علي مستوي العالم العربي جمال خالد جمال عبدالناصر.. حفيد الزعيم جمال عبدالناصر.. وتعترف بفضله في مساعدتها في رحلتها الفنية.. وتربية أجمل زهور عمرهما الأمور خالد بالصف الأول الإعدادي والأمورة "ديما" بالصف الرابع الابتدائي.. وكلاهما بالمدرسة الأمريكية.. وتشير أمينة إلي أنها تعشق الموسيقي خاصة الشرقية وتحب التأمل منذ الصغر وتري أن الفن والإبداع عموما ينطلقان من هذه الصفة وتعشق من خلال ذلك عمل معرض متميز كل سنة.. والأجمل أنها رغم عرض لوحاتها خارج مصر.. إلا أن أغلب من يبتاع لوحاتها جميعهم من خارج حدود الوطن.. وأخيرا فهي تؤمن بالحكمة القائلة الحياة جديرة بأن تعاش بشرط أن تحتوي علي القيم الإنسانية مثل قيمة الحب والعمل والإخلاص والعطاء.