عينان كلما نظرت بين ضفتيهما وجدتني جدا قد غازل المشيب شعر رأسه ونامت فوق وجهه تلال من الأحزان كنت كلما نظرت في عينك وجدت وجهك البشوش أخاف أن يصيبك انكسار قلبي المسن فكنت أنزوي بيني وبيني لو أردت أن أفرغ الأحزان آه يا صغيرتي لو تعرفين لوعة انكسار القلب حين تهزم الرجال كيف يصبح الفؤاد متعبا أخاف حين يبدأ الكلام أحرفا عرجاء علي ملامس الشفاه أن تنام في حروفك مرارة الأيام آه يا صغيرتي وقطتي وقبضة من الفؤاد لو ملكت أن أضمها وأغلق العينين لعلني أعود للطفولة التي تركتها علي ضفاف النهر كنت كلما أردت أن أراوغ الأوجاع أن أضمك وأملأ العيون من براءة رأيتها تجري في شرفة الفؤاد آه لو ملكت ريشة لكنت قد رسمتني علي ظهور الخيل شاهرا سيفي وتاركا خوفي وكل ما يهزني ومسرجا من صهوة الأيام آه لو ملكتني ما كنت قد خسرت كل ما خسرت وما تركتني فوق الجدار عالقا محطم الأوتار آه لو يعيدني الزمان شدني بكاء قطتي فرحت أرتمي في حضنها وبعت كل ما حملته في رحلتي الاعتذار للحفيدة بعد أن بكيت بين يديها هل تقبلين ياصغيرتي إذ ما اعتذرت عن صلافتي وقسوتي وغضبة الرجال وكل ما نثرته من الأحزان حين جئتك بغير موعد قد كنت لا أجيد ما أقوله إذ ما نظرت في عيونك فرحت أشتكي مرارة الأيام أي قسوة يا أيها المسن حين تخلع القناع كنت كلما بكيت واشتكيت تصبح الأحزان مثل طائر محطم الجناح فكيف لي وأنت لم يكن في عينك الخضراء أي من الأسي فلو بكيت مرة فدمعك الشهي روضة الأزهار كان لي بأن أنظف العينين من شوائب الأيام قبل أن أجيئك انتظرت علني أبدل الأحزان غير أنني كلما مضيت ما وجدت غير قسوة فلو علمت كل ما علمت ما بدأت رحلتي أنا الذي حاولت أن أبدل الأيام أن أنيرها لعلني إذا التقيتك أكون مشعلا تركت بعضاً من مرارتي وحزني الشجي وانكسار قلبي المذل وقلت لو أتيتك كما ولدت فربما سنلتقي أنا الذي ملكت كل ما ملكت غير أنني حين انتهيت كنت خالي الوفاض آه كم تعبت يا صغيرتي وهدني الإعياء فالقلب لم يعد كما عهدته فكنت كلما سقطت عدت واقفا يا لوعة الفراق والمساء عالق كما عهدته في مهجتي ممزق الأهداج فلتقبلي يا طفلتي اعتذار جدك المسن ولتسكني في مهجتي.