فؤاد بدراوي الحياة الحزبية.. إلي أين؟ »2 -2» بعد أن طرحنا بالأمس في الحلقة الأولي كيفية خروج الأحزاب المصرية من مرحلة »الدكاكين» إلي الشعب وأجاب عن هذا السؤال المهم كل من هاني سري الدين سكرتير عام حزب الوفد والسيد عبدالعال رئيس حزب التجمع وسيد عبدالغني رئيس حزب العربي الناصري والمهندس اشرف رشاد رئيس حزب مستقبل وطن.. نعيد طرح السؤال مرة اخري علي ممثلي احزاب آخرين لنعرف كيفية عودة الأحزاب إلي ريادتها مرة أخري وكيف يمكن أن تعبر عن رجل الشارع المصري وتلتحم مع الجماهير وتعبر عن قضاياهم ومشاكلهم وينخرط فيها الشباب لممارسة الحياة السياسية السليمة.. الأخبار تحاور ممثلي الأحزاب في السطور القادمة. قيود سابقة عزلت المواطن عن الأحزاب.. والساحة مفتوحة الآن للتواصل مع المواطنين الخطاب السياسي الحزبي يجب أن يتفق مع هموم المواطن ويجب أن يعبر عن نبض الشارع..والقيود السابقة علي العمل الحزبي زالت والممارسات السياسية يجب أن تتسم بالوضوح والمصداقية. بهذه الكلمات عبر فؤاد بدراوي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد في حواره ل »الأخبار» عن رؤيته للحياة الحزبية وكيفية تفعيلها واندماجها في المجتمع. ما تقييمك للتجربة الحزبية المصرية وتخطي عدد الأحزاب حاجز المائة حزب؟ التجربة الحزبية المصرية مرت بعدة مراحل وكانت هناك قيود مفروضة علي الحركة الحزبية وهذا بتأييد ودعم من السلطة الحاكمة وكان هناك تزوير للانتخابات وتقييد علي اتصال الاحزاب بالمواطن وهذه الفترة شلت يد الاحزاب المصرية بسبب هذه القيود ثم في المرحلة الحالية البعض ينتقد كثرة الأحزاب والحكم هو المواطن ولكن هناك علي الساحة عدد قليل من الأحزاب يدور حوله العمل السياسي. وما مسئولية الأحزاب في الفترة المقبلة ؟ الان ليس هناك اي قيود وعلي الاحزاب ان تتحرك وتتواصل مع المواطن ويكون لها خطاب سياسي واضح ومتفق مع هموم المواطن وطموحاته وعلي مسئولي الأحزاب أن يكون صوتهم معبرا عن نبض الشعب. من المسئول عن زيادة عدد الأحزاب لهذا الحد؟ قانون الأحزاب اتاح الفرصة واي فرد من حقه تشكيل حزب والشعبية هي قرار المواطن وهو فيصل في الأمر وهذا جيد ألا يتم وضع قيود لتأسيس الاحزاب والمسألة ليست في تأسيس الأحزاب لكن في شعبيتها. الشعب المصري ليس بعيدا عن السياسة لكنه بعيد عن الأحزاب السياسية.. لماذا؟ لان القيود عزلت المواطن عن الاحزاب..لكن الان ليس هناك حجة لهذه العزلة في رأيك تراجع الحياة الحزبية في مصر ضعف إمكانيات أم كوادر؟ السبب الرئيسي المناخ السائد سابقا.. وليس هناك شك أن اي حزب في حاجة إلي امكانيات مادية لمواجهة الأعباء الواقعة عليه والمعارك الانتخابية في حاجة إلي تمويل.. وبالنسبة لمسألة التمويل فكل حزب له شأنه الداخلي في ذلك. كيف تري الدافع وراء تكوين التحالفات وهل فشل أغلبها بسبب نزاع الزعامة؟ في اي عمل سياسي التحالف وارد والتنسيق وارد بالأخص في القضايا القومية وقضايا المصلحة العامة فهذا محبب في السياسة ولا مانع منه. هل الاندماجات الحزبية هي الحل؟ أرفض فكرة الاندماجات لان هناك اختلافاً في البرامج والتشكيلات الداخلية.. وقد تكون هناك قضايا قومية تتطلب التحالف لكن فكرة الاندماجات بعيدة عن التطبيق علي ارض الواقع لان هناك قواعد مختلفة الترتيب في الاحزاب لا تقبل الاندماج. هل المناهج التعليمية تفتقر إلي ما يحفز الطلاب للمشاركة السياسية؟ اعتقد ان المناهج التعليمية بعيدة تماما عن العمل السياسي والحزبي ولا تهيئي الشباب للعمل السياسي واضافة ابعاد توعوية للطلاب بأهمية العمل السياسي ودوره في رفعة الأمة ضرورة لتثقيف الطلاب وحثهم علي المشاركة في الحياة السياسية ويمكن اضافة هذا لمناهج مادة التاريخ لتعريف الطلاب بتاريخ الحياة الحزبية حتي لا نتركهم فريسة لدعاة التطرف وربط الدين بالسياسة.. فقبل عام 52 الطلاب كانوا يشاركون في العمل السياسي والحزبي وهذا واقع والوفد كان له لجان للطلبة. لماذا لا يتفاعل الشباب مع الأحزاب وما أسباب عزوف الفئة العمرية الشبابية عن المشاركة الحزبية؟ في السنوات الأخيرة بدأ الشباب يشارك بشكل ايجابي واتوقع زيادتها الفترة المقبلة وأصبح للشباب دور في مجلس النواب وسيكون لهم دور في المحليات ولا شك ان ثورتي يناير ويونيو الفضل فيها يعود إلي الشباب. في رأيك ما التجربة الحزبية الخارجية تصلح للتطبيق علي المجتمع المصري؟ نحن ننسي فالتجربة الحزبية في مصر ليست تجربة وليدة فمصر سباقة عن دول أخري ونظرا للظروف فهذه التجربة أصيبت ونسبق العديد من الدول والوفد يحتفل علي مرور 100 عام علي قيامه. ما هي الإيدلوجية السياسية التي تسببت في نفور الشعب المصري من الحياة الحزبية؟ الغاء الأحزاب السياسية بعد قيام ثورة يوليو وتدهور الحياة السياسية بعدها وقانون الطواريء وتحكم الحزب الواحد لمدة 3 عقود متتالية.