مسلسل العنف ضد المرأة والتحرش مازال عرضا مستمرا خاصة فى المناطق العشوائية التى تكثر فيها البلطجة، وتنعدم بها الثقافة المجتمعية الراقية فى كيفية التعامل مع المرأة التى مازالت تعانى الى وقتنا هذا من بعض المواقف الخادشة للحياء والتى تهين كرامتها، وفى الغالب يمتد أثر هذه الافعال الشاذة لتؤثر نفسيا ومعنويا علي الفتاة حتى تصل لمرحلة رفض تقبل الطرف الاخر الارتباط بها, من هنا جاءت الفكرة التي تبدو غريبة نوعا، بتخصيص أول منطقة صديقة للنساء فى محافظة الجيزة فى محاولة للوقوف ضد الظواهر غير المقبولة مجتمعيا..تحدثنا مع السيدة أقبال السمالوطى رئيس جمعية حواء المستقبل وإحدى المشاركات فى أطلاق المشروع..... فى البداية نريد أن نعرف الهدف من هذه المشروعات؟ الهدف الاساسى والرئيسى من انشاء تلك المنطقة المخصصة للنساء فقط فى أمبابة هو مواجهة التحرش بكل أنواعه سواء اللفظى أوالجنسى أو حتى المعنوى ومحاربة كافة أشكال العنف ضد المرأة والهدف أيضا تمكين النساء والفتيات اجتماعيا خاصة اللاتى تعرضن للعنف بشكل مباشر من أجل أستعادة ثقتهن بأنفسهن، ودمجهن فى المجتمع بشكل أمن. ما هى نوعية الأنشطة الموجودة بالحديقة الخاصة بالمرأة؟ الانشطة متعددة ومختلفة هدفها أدماج المرأة والفتاة فى التطوير العمرانى لجعل المدن والمساحات العامة أكثر أمانا دون خوف أو رعب من شىء, وهذا بالطبع يأتى فى أطار الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030 التى أعدها المجلس القومى للمرأة بالتعاون مع هيئة الاممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة فى مصر ... ومن أهم الانشطة الموجودة أنشاء مسرح ومعروضات يدوية وورش عمل مختلفة تناسب الجميع والرسم على الزجاج ولعب أطفال الى جانب تدريب السيدات على المشغولات وأقامة ندوات ثقافية. من أين أنطلقت الفكرة؟! الفكرة أطلقتها الوكالة الدولية للتنمية الأمريكية وهيئة الاممالمتحدة للمساواة بين الجنسين بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة بحثا عن مكان آمن للمرأة خاصة فى العشوائيات والمناطق الشعبية لذلك من المفترض اقامة حديقتين مماثلتين فى منشية ناصر وعزبة الهجانة ضمن برنامج "مدن أمنه خالية من العنف ضد النساء والفتيات". أليس غريبًا انشاء هذا المكان فى منطقة تمتلأ بالتحرش والعنف ضد المرأة؟! بالعكس تماما هذا مقصود، أن ننشأ منطقة صديقة للنساء والفتيات بالجيزة وتحديدا فى امبابة بجوار مدرسة باحثة البادية فى أطار برنامج مدن آمنه خاليه من العنف ضد المرأة، فهذه المنطقة مهجورة وعشوائية عبارة عن مقلب قمامة يستغلها الشباب فى معاكسة الفتيات والتحرش بهن حيث سجلت أكثر وقائع تحرش فى تلك المنطقة القريبة من مدرسة باحثة البادية ولان أيضا هيئة الاممالمتحدة تركز على قضايا المرأة خاصة من هذا النوع تم الاختيارعليها، وتتولى إدارة الحديقة جمعية حواء المستقبل. كم تكلف المشروع بعد تطويره؟! تكلف 4ألاف جنيه بأسعار 2015 سنة، وتعطل ادخال المرافق به بعض الوقت حتى يكون متكاملا، فلدينا برنامج متكامل للبحث عن أماكن داخل الأحياء الشعبية مثل الطالبية والعمرانية وبولاق لان المشكلة الحقيقية أننا نعانى من عدم وجود قطع أراضى فضاء تابعة لمحافظة الجيزة لإقامة تلك المشرعات عليها وجار التنسيق أيضا بشأن مشروع تمكين اقتصادى عبارة عن تطوير سوق " زنين" بحى بولاق حيث يوجد بها أكبر نسبة عنف ضد المرأة ولايوجد حمامات لهن والسوق غير أدمية وسيتم تطويرها بمنحة الوكالة الأمريكية وتنفذه الأممالمتحده للمرأة فى مصر. ربما تواجهون اتهامات بالعنصرية؟! أطلاقا لاتوجد أتهامات من هذا النوع لان "أول منطقة صديقة للفتيات والنساء" تبحث فى الأساس عن الأمان لهن بعيدا عن التحرش والمضايقات من جانب الرجال، ومن زاوية أخرى ليس الهدف منها عزل المرأة بقدر السعى لتمكينها فى المجتمع اقتصاديا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا فى الأماكن العامة من خلال بيئة مناسبة لتنمية مواهبها.