خلال 48 ساعة فقط، مرة في الكويت وأخرى باليونان، سطر الصيادون المصريين ملوك البحار ملاحم بطولية تحدث عنها العالم كله، "جدعنة المصريين" أبهرت الجميع في مشارق الأرض ومغاربها، عرضوا أنفسهم لخطر الحريق من أجل انقاذ أناس لايعرفوهم ولم تربطهم بهم سابق معرفة، في الكويت قفز صياد مصري داخل مركبه الصغير بعد أن ربطه بلنش مشتعل في الميناء، وباحتراف كبير سحبه في قلب الخليج بعيدًا عن باقي المراكب التي كانت محملة بكميات كبيرة، ليلهب مشاعر الأشقاء في الكويت وتحتفي بشجاعته وسائل الإعلام هناك، وفي قلب البحر المتوسط لمح مجموعة من الصيادين المصريين دخان كثيف وألسنة لهب تطول السماء خارجة من أراضي يونانية، وكان القرار التوجه بمركبهم مباشرة إلى قلب النيران مخترقين سحب دخانية كثيفة مانعة للرؤية تمامًا، لينقذوا بجسارة أكثر من 70 يونانيًا ألقوا بأنفسهم داخل الماء ربًا من الجحيم، كما نزل مجموعة منهم إلى المدينة المشتعلة لينذوا العديد من النساء والأطفال المحاصرين داخل المدينة اليونانية. البداية في الكويت عندما استقبل طارق القونى، سفير مصر بالبلد الشقيق بمقر السفارة المصرية، الصياد المصرى "فوزى الجزيلى"، الذى أنقذ مراكب الصيد الكائنة أمام سوق السمك بمنطقة شرق من حادث حريق محقق نشب قبل أيام، القونى أعرب عن تقديره البالغ لهذا الموقف البطولي الذى عكس شجاعة وإخلاص المواطن المصري، مشيرًا إلى أن ما قام به يعتبر فخرًا لكل المصريين المقيمين بدولة الكويت الشقيقة، فقد تلقى اتصالات من مسئولين وشخصيات كويتية للإعراب عن تقديرهم لذلك الموقف. الجزيلى قال أنه كان داخل سوق السمك عندما نشب حريق فى أحد مراكب الصيد المستقرة فى مرسى مراكب الصيد أمام السوق بمنطقة شرق، هرع إلى مكان الحريق وربط المركب المشتعل بمركبه وسحبه إلى داخل الخليج بعيدًا عن المراكب المحملة بجالونات من السولار والبنزين وغيرها من المواد القابلة للاشتعال، والتى كانت ستؤدى إلى كارثة حقيقية فضلاً عن موقع السوق إلى جانب مجمع تجارى ضخم وملاعب أطفال وأماكن ترفيهية. "الجزيلى" أكد أنه لم يقم إلا بواجبه، قائلًا: »أصول البحربتقول شايف غريق، أو حريق لازم تنقذه، واللي قمت بيه واجب«.معربًا عن سعادته البالغة باهتمام سفير بلاده بالتواصل معه هاتفيًا عقب الحادث، واستقباله في مكتبه لتهنئته على موقفه الشجاع، وأشاد السفير القونى بالجالية المصرية بالكويت التى تعد أحد أبرز وأهم عناوين العلاقات بين البلدين، وتزخر بالعديد من النماذج المشرفة مثل المواطن فوزى الجزيلى، داعيًا أبناء الجالية المصرية بمختلف فئاتهم العمرية والمهنية إلى الاستمرار فى العمل بجد وإخلاص لرفع اسم بلادهم مصر عاليًا فى جميع المجالات. ملحمةٌ بطوليةٌ أخرى سجلها مجموعة من الصيادين المصريين في اليونان، تمكنوا من إنقاذ 70 شخصًا، أثناء الحريق الذي حدث في مدينة nautical near making والتهم 90% من المدينة. كانت قد أصدرت وزارة القوى العاملة بيانًا قالت فيه، إنه رغم الظروف القاسية في البحر وأثناء عودة مراكب الصيد من عملها، قرر مجموعة من الصيادين المصريين الدخول إلى أقرب مكان من المدينة المحترقة، لإنقاذ الأشخاص الهاربين من النيران سواء بإلقاء أنفسهم أو الهروب إلى المناطق الصخرية. وارتفعت حصيلة الحرائق حول أثينا إلى 74 قتيلا وفقًا لما أعلنته أجهزة الإطفاء، فيما تعيش البلاد صدمة بعد العثور على أكثر من 20 شخصا متفحما، بينهم أطفال، وأفادت المتحدثة بإسم جهاز الإطفاء ستافرولا ماليري أن الحرائق خلفت 74 قتيلًا موضحة أن هذه الحصيلة غير نهائية وما زال نحو مئة عنصر إطفاء يواصلون البحث عن ضحايا محتملين في الساحل الشرقي من منطقة إتيكي التي أتت عليها النيران مساء الاثنين، وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن ستين قتيلا. وتعد هذه الحرائق هي الأشد ضررًا منذ تلك التي أسفرت عن 77 قتيلًا في 2007، ومن بين القتلى والدة بولندية وابنتها، كما ذكرت وارسو التي لم تقدم مزيدا من التفاصيل، وأعلن رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس، الحداد الوطني لمدة 3 أيام على القتلى الذين سقطوا في الحرائق، وقال في كلمة بثها التلفزيون: "تمر البلد بمأساة لا توصف، تعيش اليونان اليوم حالة حداد، ونعلن الحداد الوطني 3 أيام على من فقدوا أرواحهم".