الشائعة هي الخيط الأول للجريمة بكافة أشكالها، تسري وتنتشر بسرعة البرق، تهدم وتقتل وتخرب البيوت، تدفع البعض أن يتشاجر، وآخرون يقتلون بعضهم بسبب كلام سمعوه، وجرائم ترتكب تحت مسمي الشرف، التي تدفع الأخ لقتل أخته والزوج لقتل زوجته بسبب كلمة ليس لها أي أساس، وكشفت لجنة اتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب عن رصد، 53 ألف شائعة تم إطلاقها خلال أربعة شهور فقط، من خلال وسائل اتصال مختلفة كانت النسبة الأكبر من خلال السوشيال ميديا، هدفها تصدير الإحباط للمصريين. كما كشفت دراسة أخرى أن 50 % من حالات الطلاق سببها استخدام مواقع التواصل الإجتماعي، ونشر الأخبار الكاذبة، لهذا يجب التعامل مع هذه الأزمة، لأن لها أثر سلبي على الأسرة والمجتمع، نعرض فى التقرير التالي لبعض الجرائم التي تقف الشائعة ورائها، إضافة إلى التعرف على الحلول. شائعة على الانترنت.. تسببت فى مشاجرة انتهت مشادة كلامية بين شخصين عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" إلى عبارات خادشة للحياء، وألفاظ مسيئة لكل من الطرفين، وتوعدا بعضهما البعض، وتحولت بعد ذلك إلى مشاجرة بالأسلحة البيضاء، أسفرت عن جروح قطعية نقل الطرفان على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج وذلك بسبب شائعة، عاتب أحدهما الآخر على نشرها على صفحته على "الفيس بوك". كانت البداية عندما تلقى اللواء محمد حجى، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من العميد محمد شرباش، مدير المباحث الجنائية، بورود بلاغ لضباط مباحث مركز شرطة منية النصر، من مستشفى ميت سلسيل المركزى بوصول، محمد.ع، 16 سنة، عامل ومصاب بجرح قطعى بالذراع الأيسر، أحمد.م، 30 سنة، عامل ومصاب بجرح نافذ بالصدر من الجهة اليسرى، وتم تحويلهما إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة، انتقل ضباط مباحث مركز شرطة منية النصر إلى المستشفى وبسؤال المصاب الأول، اتهم الثانى بإحداث إصابته بسكين كانت بحوزته على إثر مشاداة كلامية بينهما، بسبب تعدى كلا منهما على الآخر بالسب والشتم على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وبسؤال المصاب الثانى، اتهم شقيق الأول ويدعى خليل.ع، 19سنة، عامل بالتعدى عليه بالضرب بواسطة سكين وإحداث إصابته لمناصرة شقيقه، والسبب فى هذا شائعة كانت تدوي بالمنطقة التي يسكنون فيها حول أحدهم وتناقلها الطرف الأخر عبر صفحته بموقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك، وفجرت المشكلة. قتل صديقه بسبب شائعة سيطر الغضب على عقله، أعمى بصيرته، حينما سمع، شائعة تتردد حول وجود علاقة شاذة بينه وبين صديقه، فأمسك بشاكوش واتجه إلى منزل صديقه، وحطم رأسه به، أثناء نومه، بسبب أن الأهالي بمنطقته بقرية الوسطاني التابعة لمركز كفر سعد بدمياط، رددوا تلك الشائعة، فقرر تنفيذ جريمته. بعد ارتكاب أحمد.ي، عامل يقيم بالمنيا، جريمته، بقتل زميله، سلم نفسه إلى الشرطة، وتولت النيابة التحقيق معه. إشاعة حب كان ينوي خطبة حبيبته، عشقها بجنون، ولكن قرر صديق عمره إنهاء تلك العلاقة، بقتله، بسبب شائعة. الضحية، إسلام.ع، والذي قُتل على يد صديقه ومجموعة من البلطجية، بميدان لبنان، بعد أن طعنوه بسلاح أبيض عدة طعنات، بسبب شائعة حب بينه وبين فتاة كان ينوي الارتباط بها. وقال والد إسلام 26 سنة، صديقه قام بخطبة هذه الفتاة، وابنيوكان ينوي خطبة فتاة أخرى عقب إنهائه الخدمة العسكرية، ولكن تلك الشائعة التي ترددت على الألسنة كانت سببا في قتله. بسبب كلام على الفيس بوك.. قتلت جارتها لم تتمهل وتعطي نفسها لحظات للتفكير، حتى لمجرد أن تأخذ حقها بالقانون، ولكن فور سماعها شائعة بين جيرانها فى منطقة عين شمس، أنها سيئة السمعة وليست عذراء، ونشر هذه الشائعة عبر صفحة جارها على موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك، لم تتردد للحظات وتحتكم للقانون، أستلت سكينا من المطبخ، وضعتها فى حقيبتها، وانتظرت جارها الذي روج لتلك الشائعة، وفور رؤيته انقضت عليه وطعنته ب5 طعنات قاتلة أودت بحياته قبل وصوله إلى المستشفى لإسعافه. اعترفت المتهمة، ن,ك، 31 سنة، والحزن يرسم وجهها، وأشارت بيدها إلى أعلى، وكأنها تمثل الجريمة أمام رئيس المباحث قالت، دافعت عن شرفي ولست نادمة على مافعلت. وبعدها حرر رئيس المباحث محضرا بالواقعة، وأحيل إلى النيابة التى تولت التحقيق، وبعد الكشف على جثة المجني عليه، وجد بها آثار طعنات فى البطن والصدر واليدين وقررت النيابة انتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة، لمعرفة سبب الوفاة وطلبت تحريات المباحث، التي أكدت على كذب رواية المجني عليه، كما أن الفتاة طلبت العرض على الطبيب الشرعي حتى يتأكد أهلي وجيراني والناس بالمنطقة أنني عذراء. قنبلة في المول الشهير بأكتوبر لا يمكن أن ننسى تلك الواقعة الشهيرة التى وقعت داخل مول شهير بأكتوبر، حينما نشبت مشاجرة داخله، مما أدى إلى حالة من الذعر والهلع، وذلك بعد انتشار شائعة بين الرواد تفيد بالعثور على قنبلة، مما أدى إلى خروج عدد كبير من الرواد من المول وسط حالة من الفوضى بالمكان. ونفى وقتها مصدر أمني، وجود قنبلة داخل المول، وماتردد حول اقتحام المول من قبل مجهولين، وتم السيطرة على أطراف المشاجرة، التى حدثت داخل المول الشهير، وعادت الأمور وقتها لطبيعتها. معركة بالشوم بين أهالي قريتين بالسويس كما نشبت مشاجرة، بين أهالي قريتين، بالشوم بحي الجناين بالسويس، بسبب شائعة، وتسببت فى وفاة سيدة، ونجح الأمن فى السيطرة على المشاجرة وتم ضبط 9 أشخاص، وأصيب شخصان. وأكدت التحريات حينذاك، أن المشاجرة بسبب شائعة، وانتقل الأهالى للانتقام من أحد الأشخاص، الذي أطلق شائعة، وحينما انتقل الطرف الأول للانتقام من صاحب الشائعة تدخل أهالى منطقته، ونشبت مشاجرة مما نتج عنها وفاة أم الشاب الذي أطلق الشائعة، وتمكن رجال الشرطة من السيطرة على الموقف وإعادة الأمن للمكان، وتم ضبط 9 أشخاص من الطرفين. تأليف علاقة عاطفية تتسبب فى مشاجرة بين عائلتين كما نشبت مشاجرة، بين 14 رجلا، بين عائلتين بمنطقة أبوقير بالإسكندرية، بسبب شائعة، حول وجود علاقة عاطفية بين شاب وفتاة. وأبلغ الأهالي بالمشاجرة، بين عائلة "طوبة"، وطرف ثان خميس.م، و3 أخرين، بسبب تردد شائعة بين أهالي المنطقة عن وجود علاقة بين نجل الأول وإحدى الفتيات، وتبادل خلالها الطرفان التراشق بالطوب والحجارة والزجاج، وتطور الأمر الى إطلاق النار بين الطرفين وسقط مصابين، وتم ضبط طرفي المشاجرة، وتحرر محضر بالواقعة. الشك نهايته الطلاق تقدمت الزوجة، س.م، إلى محكمة الأسرة بالمنصورة، تطلب الطلاق، من زوجها ش.غ، 47 عاما، وقالت فى دعواها أن زوجها لم يعد يثق فيها ودائم الشك في تصرفاتها بعد أن قامت إحدى أقاربه بهدم حياتنا الزوجية ببث شائعات حولي وأنني أخذ أموال زوجي وأعطيها لأسرتي، وأنفق بها على والدي، وفى مرة أخرى تدعي أنني على علاقة بأحد أقاربي، وأضافت فى دعواها أن زوجها دائم الشك فيها والتشاجر معها، لم يثق فيها، فأصبحت الحياة مستجيلة بينهما، مما اضطرها للانفصال وطلب الطلاق، وفى النهاية باءت محاولات مكتب حل المنازعات الأسرية بالمحكمة للصلح بين الطرفين، بالفشل وقضى قاضي محكمة الأسرة بالطلاق للزوجة مع حفظ كافة حقوقها الزوجية. الطب النفسي والعلاج قالت الدكتور سوسن فايد، أستاذ علم النفس السياسي، فى المركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية، أن الشائعات لم تأت من مجهول، ولكن مخطط لها، فهي ضمن محاور حروب الجيل الرابع، والهدف منها إسقاط الدولة، على المستوى الإجتماعي، وهذا يؤدي إلى بلبلة وإضطرابات على جميع المستويات. وأضافت: أن نشر الشائعات والأخبار الكاذبة يساعد على أن يكون هناك أفكار مغلوطة تؤدي إلى عدم الثقة فى النظام، وهذا يهدد كيان الدولة، كما أن انتشار الشائعات يؤدى إلى ارتكاب جرائم فى مناحي مختلفة، اسرية واجتماعية وفى العمل، وهذا كله يهدد كيان الدولة ايضا، ومن أهم أسبابه، عدم الوعي وغياب المعلومة، وعدم التثقيف، فى مجتمع يعاني من تخلف ثقافي، وحروب الجيل الرابع تلعب فى كافة محاور الأسرة والفرد والمدرسة...، للتوصل إلى الهدف التى تلعب لأجله وهو إسقاط الدولة، بانتشار الجريمة، فلابد أن تكون هناك مراجعة لكل شيء، وانتقاء وتصحيح للمفاهيم بالشكل الذي يحمي المجتمع من الوقوع فى التأثير السلبي للمجتمعات والتشكيك فى كل شيء، فيجب أن تكون هناك ثقافة مضادة ضد هذه الثقافة الهدامة.