عادل السيوى أنا غير خائف من الإخوان لأن المجال الذي أعمل فيه ليس مجالا جماهيرياً. هذا علي مستوي شخصي، ولكن انطباعي أنه ليس هناك أية رؤية ثقافية طرحها الإخوان، وطبعا ولا أي تيار آخر. موضوع الثقافة هامشي جدا عند جميع القوي السياسية، ولكن الإخوان والسلفيين يتميزون فضلا عن هذا بعداء واضح للثقافة. أعتقد أن الإخوان يريدون خلق وضع أكثر تخلفاً من النظام السابق، فليس لديهم أفق واضح ولا مراجعات أفكار ولا منطق نظري قوي. كنت أتخيل أن الكوادر العلمية في الجماعة سوف تغير الوضع، مثل أبو الفتوح ومحمد حبيب والشاطر والكتاتني، ولكن هذا لم يحدث. لم يحدث تجديد فكري. هم متخلفون فعلا ومتمسكون بهذا التخلف نظرا لقصر قيمتهم الثقافية. سوف يدخلون في عداء مع الثقافة لأنها أكبر من قدرتهم علي التحليل. هناك ثلاث مراحل مرت منذ الثورة -1- تم إسقاط العصابة التي كانت تحكم مصر، لم يكن هذا نظاما حاكما وانما شبكة مصالح ضيقة -2- تلت هذه المرحلة مرحلة قبضة العسكر ومصالحهم -3- والان نمر بمرحلة الاستبداد الديني. علينا الآن أن نخوض معركتنا في وجه هذا الاستبداد، سواء كان موضوعه المرأة أو المجتمع أو الأقباط أو الأفكار، وهي معركة طويلة لأنها معركة بيننا وبين بعضنا، معركة مجتمعية. التيار الديني يتسلح بأدوات سهلة مثل النصوص المقدسة، وأنا لا أريد التحاور من خلال النص المقدس وإنما من خلال حريتي في تبني المرجعية التي أريدها. وبالتالي ففكرتنا يجب أن تكون أنه ليست هناك مرجعية أفضل من غيرها. لو انجررنا كمثقفين للحوار من خلال النص الديني فسوف نفشل. سلاحي في هذه المعركة هو ثورة 25 يناير بهتافات الحرية التي ترددت فيها. ظهرت طاقات شبابية تريد أن تفتح مصر علي العالم ولديها أشواق وطموحات متناقضة جذريا مع أشكال الوصاية. هؤلاء الشباب يخلقون لديّ الأمل في حدوث طاقة معاصرة حقيقية بدلا من الحداثة العرجاء التي كنا نمشي في طريقها. الثورة لم تكن من أجل ترسيخ سلطة ما وإنما لترسيخ مفهوم الحرية.