خلال لقائه السفير الفرنسي.. البابا تواضروس: الكنيسة القبطية ترفض تمامًا ظاهرة المثلية الجنسية    أبرزهم نادية الجندي وأمير المصري.. نجوم الفن يتألقون على ريد كاربت مهرجان البحر الأحمر    البورصات الأوروبية تغلق على ارتفاع رغم الأزمة السياسية في فرنسا    متابعة حالة الزراعات الشتوية في مركز أبشواي بالفيوم    محافظ حمص: اتخذنا كل الإجراءات لحفظ الأمن بالمحافظة    في إطار الريادة المصرية لملف إعادة الإعمار في إفريقيا.. نشاط مكثف لمركز القاهرة الدولي بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي وشركاء دوليين    جياني إنفانتينو يعلق على الشكل الجديد لبطولة مونديال الأندية    مدافع أرسنال: سعيدٌ بالفوز على مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي    إصابة 14 شخصا في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالفيوم    يسرا ونبيلة عبيد وإلهام شاهين.. النجمات يخطفن الأضواء في افتتاح «البحر الأحمر السينمائي» (صور)    وكيل أوقاف الفيوم يطلق مبادرة "عودة الكتاتيب" في القرى والأرياف    نابولي في اختبار جديد للحفاظ على الصدارة بالدوري الإيطالي    جامعة الزقازيق تشارك في اللقاء الرياضي للطلبة ذوي الإعاقة بالمدينة الشبابية في الإسكندرية    خلاف على "كوباية شاي" ينتهي بقتيل في الإسماعيلية    أودي تطلق سيارتها A6 الكهربائية في الأسواق.. أسعار ومواصفات    استثمار المبانى ذات الطابع المميز بالقاهرة التاريخية :مقترح لتطوير منطقتى هضبة الأهرام والمنصورية    برج الثور.. محمد رمضان يروج لأغنيته الجديدة بشخصية محمد أنور السادات (فيديو)    محافظة الأقصر تشارك الطلاب ذوي الهمم احتفالهم باليوم العالمي    ختام فعاليات الأسابيع الثقافية بالإدارات الفرعية بالفيوم بعنوان: "كان خلقه القرآن"    وزير الصحة: مصر تشهد تحولا ملحوظا في نظام الرعاية الصحية    مراسلة «القاهرة الإخبارية»: بن غفير هدد نتنياهو حال الاتفاق على صفقة بشأن غزة    إعادة الحركة المرورية بطريق "بنها - المنصورة" بعد تصادم سيارتين بكفر شكر    محافظ الإسماعيلية يناقش التصور الكامل لتطوير ورفع كفاءة ميدان السلام    وزير الأوقاف يعلن اقتراب اعتماد مدونة السلوك الوظيفي وتطبيقها على كافة المديريات    بروتكول تعاون بين «حماة الوطن» و«إيدينا مع بعض» لتوفير أطراف صناعية مجانية    مايكل دوجلاس وكاثرين زيتا جونز مفاجأة افتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولي    على طريقة أنور السادات .. محمد رمضان يروج لأحدث أغانيه "برج الثور"    للتحقيق معه في جرائم فساد .. القضاء الإسرائيلى يقرر مثول نتنياهو أمام المحكمة 3 مرات أسبوعيا لمدة 6 ساعات    تأكد غياب لاعب ليفربول أمام إيفرتون في ديربي الميرسيسايد    دي بروين: لا صحة لخلافي مع جوارديولا.. وأحاول استعادة لياقتي    هل يجب حلق شعر المولود والتصدق بوزنه ذهبا؟ المفتي يجيب    أعظم آية فى القرآن    «الدفاع الأوكرانية» تخطط لتزويد الجيش ب30 ألف مسيرة بعيدة المدى عام 2025    جامعة الفيوم ضمن أفضل الجامعات العربية بتصنيف التايمز لعام 2024    لجنة الإعلام بالقومي للمرأة تعلن جوائز مسابقة "شباب بيغير صورة"    رئيس الوزراء يؤكد دعم مصر الكامل ل "لبُنان" خلال الفترة المُقبلة    ضبط منشأة مخالفة لحيازة أسمدة مغشوشة ومحظور تداولها بالمنوفية    نتائج مباريات اليوم الخميس بمجوعتي القاهرة في دوري القسم الثاني    هاري كين يعود للمشاركة فى تدريبات بايرن ميونخ    "الأهرام" تطلق النسخة الثامنة من مؤتمرها السنوي للطاقة 16 ديسمبر    محافظ الإسماعيلية يشارك في فعاليات المؤتمر الأول للصيدلة الإكلينيكية بهيئة الرعاية الصحية    صدور عدة قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة    هل يجب رد "نقوط الفرح" فى المجاملات؟.. أمين الفتوى يجيب    رئيس وزراء فلسطين يبحث مع بن فرحان تطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة    وفق المركز القومي للامتحانات.. وزارة التربية والتعليم تكشف عن مواصفات واسئلة امتحان اللغه العربية للشهادة الإعدادية    تعرف علي قائمة الموبايلات التي تدعم خدمة ال «e sim»    فاسيليو يعالج أخطاء لاعبي الاتحاد السكندري    محافظ كفرالشيخ يصدق على تعديل المخططات الاستراتيجية لعدد من المدن    غدا.. قصور الثقافة تطلق "الملتقى العاشر لمناهضة العنف ضد المرأة" بأسيوط    مدبولي: تحويل المباني التاريخية لفنادق دون المساس بقيمتها الأثرية    مصر وإسبانيا تبحثان سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية    رئيس وزراء فرنسا يصل قصر الإليزيه لتقديم استقالة الحكومة إلى ماكرون    انطلاق فعاليات مبادرة وزارة الشباب والرياضة "صحتك بالدنيا " بالشرقية    القصة الكاملة لشحوط باخرة سياحية بالمنيا.. 59 سائحا كملوا الرحلة    محافظ الدقهلية يستقبل وفد مجلس نقابة الأطباء    وزير الإنتاج الحربي: المركز الطبي يقدم خدمة صحية متكاملة لجميع المواطنين.. ونشارك في المبادرات الرئاسية    الصحة تطلق قافلة طبية بالمجان لأهالي العاشر ضمن المبادرات الرئاسية    السكة الحديد تعدل مسار القطارات على خط طنطا/ السنطة لصيانة السكة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
بين الخوف والأمل
نشر في أخبار الأدب يوم 25 - 06 - 2012

علي مدار الثلاثين عاما الذي حكم فيها مبارك مصر ظل الخوف مسيطرا علي عقول المصريين. فنظرا لافتقاده لأي رؤية مستقبلية عمل مبارك علي تعزيز الشعور بالخوف لدي المصريين، وأخذ يعمق قلقهم علي حاضرهم ومستقبلهم، ويذكرهم دوما بأن الدولة الأمنية التي أنشأها هي وحدها التي تستطيع أن تحميهم من الأخطار المحدقة بهم.
وفي رأيي أن الثورة التي قمنا بها في يناير 2011 كانت، في جانب مهم منها، ثورة علي ثقافة الخوف هذه. بالطبع كنا نثور ضد الفساد والقمع وسوء توزيع الثروة والانتهاكات المنهجية لحقوق الآنسان الذي كان يرتكبها نظام مبارك. وقد تجسد كل هذا في هتاف "عيش، حرية، كرامة إنسانية" التي رددناه في ميادين التحرير. ولكني أظن أيضا أن وراء هذه المطالب المشروعة كان رفض ثقافة الخوف التي انتهجها مبارك كثقافة حاكمة لمجمل سياساته. وكأننا كنا نقول له إننا لا نقبل أن نعيش دوما في خوف من حاضرنا، وأنه يحق لنا أن نتطلع لمستقبل ننعم فيه بالحرية والرخاء إضافة إلي الأمن والأمان. وكأننا كنا نقول أيضا إننا كمجتمع متجانس متماسك وكدولة ذات مؤسسات قادرون علي مواجهة التحديات التي توهم هو ورجاله أننا لانستطيع مواجهتها.
ولكن بعد عام ونصف من اندلاع الثورة ما يزال الشعور بالخوف مسيطرا علي كثير من المصريين، وقد استطاعت الثورة المضادة اللعب علي هذا الشعور واستخدامه لاستعادة ما فقدته. فمجريات الأسابيع القليلة الماضية وما شهدته من أحداث سريعة متلاحقة أوضحت كيف تمكنت قوي الثورة المضادة من إزكاء الشعور بالخوف والقلق من المستقبل للانقضاض علي القليل من منجزات الثورة.
فالانتخابات البرلمانية وما أسفرت عنه من فوز للتيار الإسلامي جري عرضها علي أنها تهدد كيان الدولة المدنية، والجمعية التأسيسية بتشكيليها الأول والثاني نُظر إليها علي أنها ستكرس هيمنة فصيل واحد علي مستقبل البلاد، ثم علت أصوات عديدة تؤكد أن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية (التي ستكون قد حسمت عند نشر هذا المقال) تظهر خطورة انفراد الإسلاميين بمقاليد الأمور.
وقد استخدم المجلس العسكري هذا الشعور بالخوف من الإسلاميين لاتخاذ خطوات سريعة متلاحقة استطاع بها أن يحل مجلس الشعب المنتخب، وأن يقلص من سلطات رئيس الجمهورية، وأن يستحوذ علي السلطة التشريعية، وأن يضمن لنفسح حق كتابة الدستور، وأن يعطي لشرطته العسكرية حق الضبطية القضائية، وأن يحمي نفسه من الملاحقة القضائية.
وبالرغم من خطورة هذه الخطوات التي يمكن وصفها بأنها تشكل انقلابا عسكريا باستخدام القانون وليس الدبابات، إلا أن قطاعا كبيرا من المصريين أصبح مقتنعا بضرورتها وبأنها وحدها هي التي ستضمن له مستقبله.
إن ما نشهده في هذه الأيام العصيبة يمكن وصفه بأنه صراع بين مرشحيّ الرئاسة، الأول ذي الخلفية العسكرية والثاني ذي المرجعية الدينية، كما يمكن وصفه علي أنه صراع علي المعني الحقيقي ل"مدنية" الدولة: هل المقصود بها غير عسكرية أم غير دينية؟ وباختصار فما نشهده الآن يمكن وصفه علي أنه صراع بين العسكر والإخوان.
كل هذا صحيح، فقد شاءت الأقدار أن تفجّر الثورة في نفس الوقت السؤالين الرئيسيين الذين شكلا تاريخ مصر الحديث: ما هو دور الدين في السياسة؟ وما هو دور الجيش في السياسة؟ ولكني أري أننا أيضا نشهد صراعا بين عقلية مهجوسة بالخوف والقلق، وأخري مفعمة بالأمل والثقة. فعلي مدار السنة ونصف الماضية كان الخوف هو ما يحرك كلا من المجلس العسكري والإخوان: الخوف علي مصالحهما وشبكات علاقاتهما، وكان القلق علي ما تحمله الأيام لرجالهما هو ما يفسر قراراتهما. وفي نفس الوقت كان الأمل والثقة في النفس هو ما يحرك الجماهير في ميادين التحرير: الأمل في بناء بلد يتسع للجميع ويتمتع فيه الجميع بالأمن والكرامة معا، والثقة في أننا قادرون علي تحقيق ذلك الآن وليس غدا.
وستثبت الأيام القليلة القادمة أي من هذين الشعورين سينتصر في النهاية: الخوف أم الأمل؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.