»الغربية».. ياسمين »نجريج» وصلت شهرته لأوروبا قري مصر رمز الاصالة والعراقة ولكل منها تاريخها الذي ارتبط بزراعة أو حرفة أو صناعة ومنها ما وصل الي العالمية ورفع اسم المحافظة عاليا. فتجد قري تزرع المحاصيل الخضرية وأخري الفواكه وثالثة العطرية وهناك المحاصيل التي ارتبطت بتاريخ قدماء المصريين كالبردي. »بحري والصعيد» ذهب إلي المزارعين في تلك القري للاستماع لهم حول كيفية الزراعة والانتاج والتصدير والعائد المادي وابرز الطقوس المرتبطة بجني المحاصيل والمشكلات التي يواجهونها. زراعة الياسمين المهنة الأساسية لسكان قرية نجريج مركز بسيون بالغربية منذ أكثر من 40 عاما ويعمل بها الشيوخ والرجال والنساء وحتي الأطفال بأعمارهم المختلفة من سن 5 سنوات فقط فهي لا تحتاج سوي أن تقطف زهور الياسمين الناضجة.. النشاط والهمة هما اهم ما يميز اهل تلك القرية ممن يعملون في زراعة وحصاد زهور الياسمين حيث يبدأ يومهم في العمل بعد منتصف الليل بساعات قليلة حيث يستيقظ العاملون واغلبهم اسر باكملها ويذهبون الي الحقول او مجمعات الياسمين ليقوموا بقطف الزهور ووضعها علي الميزان ثم تجهيزها في اقفاص للذهاب الي المصانع. يقول الحاج مبروك غالي احد مزارعي الياسمين منذ وقت طويل إن زراعة الياسمين بدأت منذ عام 1976 بالقرية علي مساحات صغيرة وتطورت المهنة علي مدار السنوات الماضية ويقوم الفلاح بشراء كميات كبيرة من أعواد الياسمين بسعر 3 جنيهات ونصف للعود الواحد وتعتبر من الأشجار المتسلقة وتبدأ الزراعة في شهر مارس وفي العام التالي يتم جمع الإنتاج بداية يونيو وتنتهي في ديسمبر وبعد انتهاء موسم زراعته يقوم صاحب الأرض بتقليم الأشجار بشكل دائري لتنبت الشجرة مرة أخري بشكل جيد وتنتج أكبر قدر من الزهور ويتمكن الأنفار من قطفها بسهولة ويسر. وأشار الي أن جمع الياسمين في الفترة من شهر سبتمبر يواجه صعوبة في العمالة نظرا لبدء المدارس وانشغال الأطفال بالدراسة وهو ما يتسبب في تأخر الجمع خاصة أن تلك المهنة تعتمد علي الأطفال بشكل أساسي وفي تلك الفترة يعمل الأطفال في فترة ثانية في الجمع من العصر حتي المغرب ويقومون بجمع زهرة الياسمين قبل أن تتفتح وتسمي »بجما» ويتم فرشها علي الأرض في المساء وفي صباح اليوم التالي تتفتح الزهرة ويتم تجميع كميات ونقلها للميزان تمهيدا لنقلها للمصانع، وأضاف أن الياسمين أصبح من الأساسيات في دخل المواطن وتدر دخلا مناسبا للعاملين في تلك المهنة وتزداد الأرباح بزيادة الكميات التي يتم جمعها. ويقول عبد الرحمن محمد احد الاطفال الذين يعملون في جمع محصول الياسمين انه في ايام اجازة المدارس يذهب برفقة والده ووالدته الي الحقول منذ الساعة الثانية مساء ويقومون بجمع زهور الياسمين من الحقول ويشعر بسعادة عارمة اثناء قيامه بهذا العمل لانه يشعر بانه يساهم في مصاريف البيت ويقول ان اجره يتم قبضه كل مدة مثالا كل اسبوع او اسبوعين وفي ايام المدارس يذهب لجمع المحصول بعد العصر وهي مهنة جميلة وتدر عليه واسرته الاموال متمنيا عندما يتخرج من الدراسة ان يكون لديه الحقل الخاص به. اما والدته فتقول انها تستيقظ هي وزوجها وابناؤها في الثانية صباحا ويذهبون الي الحقل ويقومون بجمع المحصول مشيرة الي ان هذه المهنة هي بسيطة وسهلة وتدر عليهم دخلا معقولا وتساعدهم في تحمل تكاليف ونفقات الحياة بالرغم من بعض الصعوبات التي تواجههم مثل التعرض لامراض الحساسية في الصدر من كثرة التعرض لروائح الياسمين وقالت اتمني ان تهتم الحكومة بهذه الصناعة والنظر الي العمالة من اجل رفع اجورهم والاهتمام الصحي بهم. اما محمد اكرم ويبلغ من العمر 12 عاما فقال إنه يعمل مع والدته في جمع الياسمين منذ 3سنوات ويأتي إلي الأرض فجرا لجمع الياسمين ونغادر الأرض في العاشرة صباحا ثم نعود عصرا لجمع »البجم»، وأضاف أن جمع الياسمين يوفر لهم نقودا معقوله حيث انه يحصل علي 11 جنيها في جمع الكيلو الواحد وهو ما يساهم في تحمل نفقات الاسرة ولكن المشكلة انه في ايام الدراسة تكون هناك صعوبة في الموازنة بين المذاكرة والدراسة والذهاب الي الدروس وبين العمل في حقول الياسمين ولكن ماذا سنفعل فالعمل لا يمكن رفضه لانه يساعدنا في مواجهة اعباء الحياة ومساعدة الاسرة.