الليلة سيُهذب البردُ سمعته السيئة لن يدخر ريحا أو مطرا كي يتوسل برق الجسد. الليلة يدعوني بردٌ مباغت إلي بيتي وغرفتي وداخلي مختصرُ الكون وكل الممنوعات المحمومة. عشاءٌ تحت ضوء الشمعة الوردية المعطرة روايةُ "إحدي عشر دقيقة" أبرعُ سرديّات الجسد مداعباتُ الرذاذ ذات الملمس الذكوري لزجاج نافذتي امرأةٌ خرجت للتو من حمام ساخن معطرا بالياسمين والخُزامي هيأته بسخاء أنثوي يشبه فجر الأشياء وصباحات وجوه نامت كما يجب. الليلة سأُدخلُ علي ابن حزم بهجة يحتاجها في قبره وأطلبُ من حمامته حمل البريد المتراكم حمامةٌ من مجازفة تُضاهي امرأة تُطلق الضحكات الطويلات علي قبيلتها المتنكرة في سيارات من أربعة خيول. الليلة هيأتُ جسدي أجنحة سأستدين ما يكفي من فضول وأهمُ بكأس ليلي كما يفعلُ اليساريون القدامي وحبيباتهم أشرب الرحيق حتي أصبح مؤهلة للحديث عن الحرية. الليلة يُدرك جدي الميتُ منذ عقدين خطايا حاجبيه المعقودين وأنه كان يتقن صنع الخوف وتوزيعه تماما كما تجيد جدتي صنع حلويات اللوز سأعرف ُ كيف أثير غضبك وأستدرجك إلي ليلة البوح وأنت تجر أذيال حياة بلا مطر من الضروري استئذانُ حارس المقبرة للقيام بنزهة لا موت دونها. غادر قبرك الضيق وأطلب الصفح من أجنحة لم تطر ومن سماء صيرتها سقف القفص جرابك تتدلي مُقفرة : لا مغامرة تليق بمخاض امرأة لا عناق للمعني في الأزقة يُعلن زيجة الماء بالنار في حفل بهيج العناصر لا قبلة متخيلة لشيء يسمي الحب تُحرر الأطراف من الذاكرة ومن سلالة يقظة تنام في ترابنا القلق. لا صداقة عابرة مع المجاز وتناص حيوات البشر لا نشوة طويلة الزمن مؤجلة الندم. ثقيلة عاهة الخرس وحزين جسد لم ينعم بفاكهة. مضي العمر في الطمس المتعمد في إحياء الموتي الجالسين علي أريكة الحاضر وقتل الأحياء وهم يُجيبون إكسير الحياة خلسة فاتحةُ كلامك لا تتغير: يُحكي أن عن فلان عن فلان هباءٌ عمرُك دون حكاية تُشبهك ورواية أنت الراوي فيها والهامشي البطل. هل طرت لحظة إلي أبعد نقطة في خلاء ذاتك؟ وهل تكبدت عناء حوار موحشةٌ مداراته؟ هروبٌ انتحاريٌ إلي حيث العدم حيث لا شيء وحيث كل شيء يلبس الفاجعة. روايتُك الرديئة تراود فحولتك الخام وتُخيط الخريف للآتي ووسط تشابك الأنفاس واختلاء الماء بالماء والنار بالنار والتراب بالتراب والهواء بالهوي يبلغُ الحوارُ وجه الماء المستحيل ويُمسك بالفرو الأبيض المبعثر ما بين الزرقة والسماء. الليلة صارت الروايةُ الرديئة جديرةً بالقراءة ومليئةً بما يكفي من الأخطاء.