من أسوأ عيوبنا الأزلية الانتقال في ثوان معددوات من النقيض إلي النقيض، قبل يوم الثلاثاء الماضي كان هيكتور كوبر ولاعبو المنتخب يعاملون معاملة الفاتحين وما إن انطلقت صفارة الحكم »انريكي كاسيرس» معلنة فوز الروس وهزيمة المصريين حتي أصبح كوبر مدربا علي قد حاله واضحي صلاح- فاتح روسيا قبل شهور قليلة- ورفاقه من لاعبي المنتخب مجرد هواة لا يصلحون إلا للعب في الدورات الرمضانية! من أسوأ عيوبنا ايضا أننا لا نعرف جيدا الحدود الفاصلة بين الأمنيات والواقع، نصنع الاوهام ونصدقها، نهول دون حدود ففي حياتي لم أر جمهورا يفرح عندما يهزم نحن فعلنا وبالغنا في الفرحة بالهزيمة من اوراجواي بهدف وحيد وكأننا صعدنا للمربع الذهبي فكان من المنطقي أن تهزمنا روسيا بالثلاثة. لدي سؤال اإلي السادة الذين سلخوا وجلدوا لاعبي المنتخب وجهازهم الفني وفقا لامكاناتنا البشرية والفنية وتاريخنا الكروي ماذا كانوا ينتظرون هل كانوا يعتقدون مثلا أننا قادرون علي الفوز بكأس العالم؟ نحن نضحك علي انفسنا ولا نواجهها بالحقائق ونحصد في النهاية الإحباطات وخيبات الامل! من أسوأ عيوبنا ايضا التي فضحها مونديال روسيا أننا ما إن تقع الكارثة حتي نبحث سريعا عن الشماعات التي نعلق عليها اخفاقنا وكانت الشماعة هذه المرة رحلة الفنانين إلي روسيا لتشجيع المنتخب وكأن الفنانين هم من وضعوا الخطة ولعبوا وانهزموا، يبقي تساؤل مهم: ماذا لو فزنا بالمباراة هل كانت ليلي علوي وشريف منير وفيفي عبده هم السبب في الفوز؟! لا أريد المشاركة في المأتم المنصوب من قبل مدمني الجلوس علي الفيس بعد هزيمتنا من روسيا فخروجنا من المونديال ليس نهاية العالم، قوي كروية عظمي انهارت وآخرها الارجنتين التي هزمت بالثلاثة في وجود ميسي أعظم لاعبي الكون وألمانيا بطلة كأس العالم السابق مهددة بالخروج ولكن ما أريده حقا ان نعي جيدا درس روسيا وهو أن الكرة الآن علم واحتراف وليست مجرد وسيلة لإلهاء الناس عن أزماتهم التي لا تنتهي!!