حلقات يكتبها المعماري الدكتور احمد صدقى خبير إدارة العمران والتراث "ماريو روسي " بنى مسجد مرسى أبو العباس ثم أجهش بالبكاء وأعلن إسلامة وبعدها شارك فى بناء الحرم المكى ترأس المكتب الفنى للأوقاف مهندس إيطالي شاب يدعى ماريو روسي عشق الفن و العمارة الاسلامية و مارسها ليبدأ اشهر مساجد الاوقاف و مصر فى أغنى حقبة فنية فى مصر، عهد الملكين فؤاد و فاروق. و لكن يابى هذا الفن كرسول لحضارة هى الاعظم فى تاريخ الانسانية فكرا و مباديء و تشريعا ان تأسر عيون هذا الشاب فقط بل و بعد اكثر من عقدين من الحياة بمصر عمل خلالها ماريو روسي و تمرس بأرقى قصورها و الأسر الأرستقراطية و المثقفة و كثير منها عاشق للفن الاسلامى و حتى الأوربيين قبل المصريين تبحر فيه و اخذ يدرس و ينتج مساجد بمنابرها و محاريبها و منابرها بشكل دقيق انيق يختلط فيه اناقة الكلاسيكية الاوربية برشاقة الزخرف الاسلامى و بكتل معمارية سامقة فما كان من ماريو روسي و بعد ان تعدى الأربعين بسنوات و بالاسكندرية التى كانت ليست فقط عاصمة مصر الثانية بل و عاصمة الايطاليين الثانية فهم شاركوا فى اعادة بنائها و استعادة حسنها التاريخى بل و صوروها كما مدنهم و بعائلات كاملة عاشت و ولد ابنائهم فيها ان كان اول و اهم مساجد ماريو روسي هو المرسي ابو العباس بالاسكندرية مسرح ليلة وجد فيها هذا الانسان اولا و المعمارى الايطالى الكاثوليكي الديانة نفسه فى ليلة من ليالى ربيع عام 1946 بشهر مايو انه كان يسير يبكى فى شوارع الاسكندرية و على الكورنيش لم يسعفه البحر ليغسل ما به ليس شعور بكأبة و لا حزن بل بكاء لم يعلم له سبب و لم يجد لنفسه سلاما الا بعد ان قادته قدماه الى المسجد الذى صممه و عايش بناءه و جلب خاماته و مشاكل تمويله و صموده مع زخات قنابل الحرب العالمية الثانية حيث كان يلجاء له العديد من السكندريين و حتى و هو قيد الإنشاءفما كان من ماريو ان وجد نفسه بين يدى امام المسجد ليرتاح فؤاده بان اشهر إسلامه بين يديه لياخذ اسما جديدا ليصير محمد المهدىو يحسّن اسلام محمد المهدى و من بعدها بسنوات قليلة يدخل الحرمين الشرفيين و يشارك منذ 1955 بشرف تطوير و زخرفة الحرميين الشرفيين مصمما العقود لأروقة الحرمين المكى و النبوى و مداخله و الواجهات بل و يتحول ابنه اليساندرو روسي الشاب اليافع الذى انجبه من زوجته الايطالية الاصل مصرية المنشاء روز الى احمد المهدى و لينتهى الجذر بالحفيد.