بين أهلا ومهلا رمضان تفر من بين أيدينا سريعا أعظم وأطهر أيام العام في لمح البصر ينفض اوكازيون السماء المفتوح للمغفرة والتراحم والعتق من النار لمدة 30 يوما، يربح منها من يربح ويخسر فيها من يخسر!! ظواهر شاذة لاتخطئها العين باتت تحدث في نهار وليالي رمضان تطرح تساؤلاً مهماً ماذا فعلنا برمضان وإلي أي مدي مازال هذا الشهر الفضيل يحتفظ بقدسيته وروحانيته في نفوس المصريين؟! أصبح من المشاهد المؤلمة علي النفس أن تجد في نهار رمضان شبابا اصحاء يتناولون الطعام ويدخنون السجائر جهاراً نهاراً دون أدني مراعاة لمشاعر الصائمين. منذ سنوات ليست ببعيدة اتذكر أن المطاعم والمقاهي لم تكن تجرؤ علي فتح أبوابها في أيام الشهر الكريم ليس خوفا من القانون ولكن احتراما للصائمين وخشية من رب العالمين. ضغائن ومشاحنات وعشرات المشاجرات في الشوارع لاسباب شديدة التفاهة اغلبها ينتهي في أقسام الشرطة والمستشفيات، ضجيج وصخب لا يحتمل في السهرات الرمضانية دون الاكتراث بالقائمين والعاكفين والركع السجود الذين يتعبدون يرجون رحمات الله ورضوانه ولا بطلاب اجبرتهم الظروف علي الاستذكار في ليالي الشهر الفضيل استعداداً للامتحانات التي تجري في ساعات الصيام. فيما مضي اتذكر ان المضطرين من المرضي واصحاب الرخص الالهية كانوا يتوارون من الناس خجلا مما اجبروا عليه، أما ما يحدث الآن من مجاهرة بالافطار ومباهاة بارتكاب الذنب فليس له عنوان سوي ان هناك خللا وشرخا عميقا اصاب ذوق المصريين قبل ان يصيب دينهم!! هذه الوقاحة المتعمدة احيانا وهذا الانهيار الملحوظ للقيم والذوق العام يحتاج إلي دراسات من جانب المتخصصين في علم النفس والاجتماع لتكشف ماذا فعلنا في أنفسنا وفي رمضان ولماذا البعض منا فرط في قدسية هذا الشهر الكريم؟!