بالأمس القريب كنا ننتظر قدوم شهر رمضان الكريم، لما فيه من خيرات ونفحات إيمانية، وكنا نتلقى التهاني ببلوغه، وغدًا يرحل عنا شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وتحزن لفراقه القلوب العامرة بذكر الله. ويمنح الله عز وجل المسلمين في هذا الشهر ليلة خير من ألف شهر، ليلة العتق والمباهاة، ليلة القرب والمناجاة، ليلة الرحمة والغفران، كثيرة البركات والرحمات، القليل من العمل فيها كثير، والكثير منها مضاعف. ومع انقضاء شهر رمضان، يجب على كل مسلم أن يسأل نفسه: " ماذا استفاد من شهر رمضان المبارك؟ .. وهل أحدث تغييرًا في سلوكياته وأخلاقياته؟ .. وما الدروس التي يمكننا أن نخرج بها من تلك الأيام الفاضلة التي قضيناها في العبادة؟ .. وهل تعلمنا الصبر على الطاعات والابتعاد عن المنكرات؟ .. ومتى سيتغير المسلم إذا لم تغيره ليالي الشهر الفضيل؟ ". إجابة هذه التساؤلات ستجدها بالطبع لدى أصحاب القلوب العامرة بالتقوى والإيمان ونور القرآن، أما أصحاب القلوب الخربة فلا مفر أمامهم سوى ترك المعاصي والتوبة والاستقامة على طاعة الله، اللهم بلغت. ولا يسعنا في هذا المقام، إلا أن نحمد الله على أن بلغنا إياه وأتمه علينا، ونسأله عز وجل أن يتكرم علينا بقبول صيامنا وصلاتنا وركوعنا وسجودنا وقيامنا وتهجدنا، وأن نكون ممن شملتهم رحمته ومغفرته وعتقه من النيران، وأن يبلغنا رمضان القادم، وأن يعم الأمن والأمان على مصرنا الحبيبة وسائر بلاد المسلمين. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر