يواصل الوفد اليوناني القبرصي زياراته وجولاته ضمن فعاليات أسبوع احياء الجذور ،حيث قام الوفد بزيارة إلي الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري . استقبل الوفد الدكتور جمال غلوش نائب رئيس الاكاديمية وعدد كبير من أساتذة الأكاديمية والطلبة الذين قدموا الزهور لكل أعضاء الوفد. توجه الوفد إلي قاعة القبة السماوية بالأكاديمية، والتي عرضت فيلمين وثائقيين بنظام ثلاثي الأبعاد أحدهما بعنوان "نجوم الفراعنة" ويروي تاريخ الحضارة المصرية القديمة وآخر عن الأكاديمية وتاريخ نشأتها وأهدافها وأقسامها وخدماتها، عقب انتهاء العرض قام الوفد بالتقاط صورة تذكارية مع العاملين بالأكاديمية وبعض طلابها. كما تجول الوفد داخل أقسام الأكاديمية واستمع إلى شرح واف عن تخصصاتها من كافة الخبراء وأعضاء هيئة التدريس، خاصة التخصصات المتعلقة بعلوم الملاحة والنقل البحري. وأكد الوفد أن الزيارة هادفة وعكست ما وصلت إليه مصر من تقدم وتطور في علوم النقل البحري والملاحة،وأشادوا بالمستوى العلمي والمهني للأكاديمية وماتتضمنه بأحدث وسائل العلم والتطور التكنولوجي. يذكر أن الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري أنشئت عام 1972 وهي تابعة لجامعة الدول العربية وتهدف إلى التعليم والتدريب وتقديم الأعمال البحثية، كما أن لها عدة فروع في مصر بالقاهرة والإسكندرية وبورسعيد وأسوان، وفرع واحد في سوريا بمدينة اللاذقية. فيما قام الوفد بعدة جولات لاستعادة ذكرياتهم داخل عدد من الأماكن التاريخية والمقدسة، حيث زار الوفد متحف الإسكندرية القومي، وتجول الوفد داخل المتحف الذي يضم مقتنيات نادرة وقطع أثرية عديدة من العصور الفرعونية والإغريقية والرومانية والإسلامية، وكذلك مقتنيات ومتعلقات شخصية خاصة بأسرة محمد علي باشا ومنها الملك فاروق وأسرته. وخلال الجولة، أعرب الوفد عن سعادته بزيارتهم للمتحف وما يحتويه من آثار، الأمر الذي يجسد امتزاج الحضارة المصرية مع الحضارات الأخرى وانفتاحها على كافة الثقافات خاصة مع شعوب دول البحر المتوسط. وجدير بالذكر أن متحف الإسكندرية القومي هو أحد أهم المتاحف بالمدينة، إذ يعرض قرابة 1800 قطعة أثرية تتنوع ما بين العصر الفرعوني والعصر البطلمي الذي ازدهرت فيه الإسكندرية، ثم العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية، وصولا إلى العصر الحديث بدءًا من عصر أسرة محمد علي باشا وانتهاء بثورة 23 يوليو عام 1952. والمتحف عبارة عن قصر سابق لأحد تجار الأخشاب الأثرياء في المدينة وهو "أسعد باسيلي"، الذي قام بإنشائه على طراز المعمار الإيطالي، وتم بيع القصر في عام 1954 للسفارة الأمريكية ثم اشتراه المجلس الأعلى للآثار المصري والذي بدوره حوله إلى متحف قومي في عروس البحر المتوسط. وفي السياق ذاته، زار الوفد اليوناني القبرصي متحف كفافيس وهو منزل الشاعر اليوناني السكندري الشهير قسطنطين كفافيس، والكائن في شارع صغير متفرع من شارع إسطنبول الذي يقطع شارعي النبي دانيال وصفية زغلول. و تجول الوفد داخل المتحف الذي يضم تمثال رخامي نصفي له، بالإضافة إلى مجموعة من كتبه وأول طبعة من ديوانه الشعري وبه بعض الكتابات بخط يده، وأيضا مجموعة من الكتب العالمية التي ألفت عنه بأكثر من 70 لغة من لغات العالم المختلفة. ومن ضمن المقتنيات أيضًا، مجموعة من الصور الشخصية المتنوعة له ولأسرته، ومجموعة من الأيقونات والأشياء الأثرية وطوابع بريدية صدرت عنه وشهادات التقدير التي حصل عليها. ولفت الوفد الي أن المعروضات جعلتهم يسترجعون ذكريات الآباء والأجداد، وأشاد باستمرار حفاظ المصريين على تراث كفافيس ومنزله ومقتنياته، مما يبرهن على العلاقات التاريخية الوثيقة والمتجذرة بين الشعبين وتقاربهما الملحوظ. وتجدر الإشارة إلى أن الشاعر اليوناني كفافيس ولد بالإسكندرية في 29 إبريل 1863 وقضى فيها طيلة حياته، ومع مرور السنين تحول منزله إلى "بانسيون" حتى 1991، ثم افتتح كمتحف يعرض تاريخه وحياته ومقتنياته في أكتوبر 1992. في ضوء استكمال فعاليات أسبوع "إحياء الجذور"، وفي ختام الجولات زار الوفد كنيسة القديس سابا أو "سانت سافا" بالإسكندرية. وتجول الوفد داخل أرجاء الكنيسة وأشعلوا الشموع والتقطوا عدة صور تذكارية لمحتوياتها خاصة الجرس الضخم الموجود عند مدخلها. وأعرب الوفد عن سعادته الكبيرة بزيارة تلك الكنيسة التي تجسد حقبة تاريخية عظيمة على أرض مصر. وجدير بالذكر أن كنيسة القديس سابا من أقدم الكنائس التابعة لكاتدرائية الروم الكاثوليك بالإسكندرية وتتميز بمعمارها اليوناني الأصيل، كما تعرف أيضًا بكنيسة "الجرس" بسبب الجرس الكبير القابع عند مدخلها وهو يعد أكبر جرس كنيسة في العالم، أهداه ملك اليونان "سيمون الأول" إلى الإسكندرية في احتفالية ضخمة بدأت من أثينا إلى ميناء الإسكندرية.