هناك جملة شهيرة تتردد علي ألسنة العامة في الأحياء الشعبية عندما تفقد شيئا وتظل تبحث عنه فيجيبها من يتابعها قائلا " عند أم ترتر " للتدليل علي انه لن يجد هذا الشيء.. فمن هي " أم ترتر " ؟ ! تقول الحكايات المتداولة في التراث الشعبي السكندري أن " أم ترتر " اسمها الحقيقي " نفوسة " وكانت تسكن في إحدي حواري كرموز بالاسكندرية, ومعروف عنها أنها صاحبة لسان سليط, وكانت تردد دائما أن " الشرشوحة ست جيرانها ", لهذا كانت تفرش الملاية في أي " خناقة " أو " عركة " مع الجيران بلسانها السليط ويدها الطائشة, لهذا عرفت بالست المفترية, كانت متزوجة من المعلم علوان العربجي الذي انجبت منه إسماعيل وإبراهيم ونبوية, وبالتالي فهي لم تنجب " ترتر " أنما سميت بذلك لأنها كانت " عايقة " ترتدي جلاليب ومنديلا بترتر. ومع ذلك فقد عرف عنها انها " ست شاطرة " تسكن في بيت من طابق واحد, منه بيت وعربخانة لحصان وعربية المعلم علوان, وأما البيوت التي تجاور بيتها فكانت من طابقين, وتجلت الشطارة لديها في عمل مزرعة فراخ وبط وكلهم "برابر " لا يوجد بينها " ديك " واحد ولا دكر بط, تتركهم يسرحون علي سطح بيتها " يلاغو" في دجاج وبط الجيران الذي كان يقفز علي سطح " أم ترتر" والديك أو دكر البط الذي يحط علي سطح بيتها " مفقود مفقود يا ولدي ", وفي ذات نفس اليوم يتحول لوليمة للمعلم علوان والاسرة, وكانت لديها خبرة في اخفاء اثر الديك من ريش وخلافه, ومن كان يضيع له " ديك أو دكر بط وبمجرد أن يسأل الجيران عنه كان الجيران يردون عليه بصوت لا يسمع "عند أم ترتر وربنا يعوض عليك", ومن هنا انتقل مثل " عند أم ترتر " من الإسكندرية لكل محافظات مصر للتدليل علي استحاله أنك ستجد ما ضاع منك وتبحث عنه !