سمسمة نعم هذا اسمها رغم امتلاء جسدها. التصق الاسم بها وهي الآن ثلاثون ربيعًا. تعمل في وظيفة مرموقة في بلاد الواقواق. متيمة هي ب (أليس في بلاد العجائب) فاختارت أن تركب الطائرة عِوضًا عن نزول الحفرة لتذهب إلي هناك، لتكتشف بلاد الواق واق. في بلاد الواق واق يتسمون بالأخلاق والتقاليد، يحافظون علي النظام، ويعتمدون قواعد بريطانية في المعاملات، كما أن لديهم هناك في المدينة الأشهر نسوةٌ من كل بقاع الأرض لهن أجسادًا فاتنة مختلفة ومُثيرة، ولهن باع وخبرة في تنويع العشق وتلوين المتعة. بلاد الواق واق تبيع الهوي بكل شكلٍ ولون، بكل سعرٍ وبالمجان، تعرض الموضات من باريس ولندن ونيويورك، لها بورصة تهبط وترتفع جنونيًا، فيها بحرٌ وسماء يموجان بكل سبل النقل الخاص والدولي. لها ناطحات سحاب وعجائب وألعاب نارية غريبة، حفلات مجونية ومؤتمرات ذات طابع محافظ وحساس، ثقافي وعروبي، تقدمي وانساني وأيضا مجرم وعشوائي، وبرائحة المافيا. بعد انتهاء ساعات عملها جلست سمسمة في غرفتها في الفندق تلك التي أجرَّتها لها إدارة العمل، تتأمل شريط حياتها منذ ولادتها، كيف تحركت كثيرًا، وكيف نامت، وكيف لعبت، كيف استلقت،وكيف عبثت، استمنت، هَجَرت، هُجِرت ثم نظرت إلي نفسها في المرآة.. بكت بكاءًا مُرًا استمر حتي جلست علي المكتب الصغير تداعب لوحة المفاتيح تحرك الشاشة المفتوحة علي السماوات السبع. أتاها هاتف يسألها في عنفٍ مدوي يخرق طبلة الأذن (عيب أن تكوني في الثلاثين من عمرك ولم يمسسك رجل). دخلت فورًا إلي غرف الدردشة، والتقطت ذكرًا دعته إليها. ولما أتي صاحت في وجهه (فُضّ غشاء بكارتي بالأمر المباشر، حَوِّلني إلي امرأة لها تاريخ ، امرأة تحمل وزر التجربة وشرفها) .