في ندوات المحور الرئيسي والتي تتناول ثورة 25 يناير، طرحت ندوة "الرأسمالية العالمية والثورات العربية" العديد من الأسئلة حول العلاقة بينهما إن كانت هناك علاقة، وانتقل الحديث فيها من الرأسمالية إلي إقطاعية النظام المصري في عهد "المخلوع". الندوة التي أدارها الكاتب حلمي النمنم، وتحدث فيها باستفاضة الدكتور حازم حسني وشريف يونس، شهدت إقبالاً معقولاً من رواد المعرض، كما شهدت طرحاً مخالفاً عن النظام البائد، الذي حكم مصر لمدة ثلاثين سنة. في كلمته، بدأ حازم حسني بالتأكيد علي أنه: "لا يمكن فصل ما هو اقتصادي عما هو سياسي، كما أن هناك تمييزاً بين الاقتصاد والسياسة الاقتصادية". وفسّر مزايا النظم الرأسمالية، مشيراً إلي أن "الرأسمالية العالمية لم تعد تلقي بالاً بإنتاج السلع بقدر ما تهتم بإنتاج المعرفة"، مرجعاً سبب خصومتنا مع الرأسمالية إلي أننا: "غير منتجين للمعرفة وليس بوسعنا إنتاجها". وأضاف: "قيام الرأسمالية العالمية علي المعرفة نتجت عنه كيانات غير ملموسة ورقياً، لكن قيمتها الحقيقية في المكون المعرفي". وفيما يخص نظام مصر السابق، قال حسني:"كان نظاماً إقطاعياً بامتياز، حيث ميّز الحاكم بعض الأفراد بكل امتيازات الامتلاك، حتي لو اتخذ مظهراً اجتماعياً". وأكّد أن الاقتصاد المصري"اقتصاد ريعي، في حين أن الرأسمالية العالمية لا تهتم بتوزيع الريع". وربط حسني قيام الثورة المصرية بالنظام الاقتصادي الذي اتبعته الحكومة بمنح الكل للقلة، بانتفاضة كبيرة كان من أهم أسبابها الفقر، لذلك، في رأي حسني، أحد أهم أسباب نجاح الثورة الشعار الذكي:"عيش..حرية..عدالة اجتماعية". وختم حسني كلمته بطرح سؤال حول مستقبل الثورات مع الرأسمالية العالمية، وأجاب:"لسنا في حالة عداء مع هذا النظام" وطرح سؤالاً آخر عن إمكانية تضامننا مع الأنظمة الأجنبية، وأشار إلي أن الخطر الكبير يكمن في تصور اقتصاد إسلامي ينفصل عن الاقتصاد العالمي، فليس مقبولاً تصور أن الإسلام له قواعده التي تختلف عن أنظمة العالم". وقبل أن تنتقل الكلمة للدكتور شريف يونس، قال حسني:"علينا أن نهتم بالتعليم الحقيقي وأن نضع في ذهننا أن الصورة معناها فتح صفحة جديدة". اتفق يونس مع حسني في كل ما قاله عن النظام المصري الإقطاعي وعن الرأسمالية، لهذا جاءت كلمته مقتضبة، وتركزت علي أحداث التاريخ المصري بداية من ثورة يوليو وفترة عبد الناصر ومروراً بالسادات ونهاية بمبارك، في عرض تميز بالدقة وربط الأحداث وتطورها، وأشار يونس إلي أن "نظام مبارك كان قد سقط من قبل قيام الثورة، ولم يكن ينقص إلا إعلان هذا السقوط" وأوضح ذلك بأن "حكومات مبارك لم تجد حلولاً للمشكلات التي خلقتها، لهذا لجأت دائماً للحل الأمني". وأكّد يونس أنه بعد تفكير توصل إلي أن "الرأسمالية لعبت دوراً كبيراً في تفجير الثورات". أما الاحتفاليات الثقافية، فقد تناولت إحدي ندواتها الشاعر صالح جودت، شارك فيها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي وأحمد عنتر، وحضرها شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة، وأحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب. تحدث حجازي عن علاقته المتوترة بجودت لأن الأخير كان يعادي الشعر الجديد "وكنا نعاديه، ويشتمنا ونشتمه". وأضاف:"لكن هذا لم يمنع من فرص أتيحت للقاء جودت وعندما نظمت قصيدة تموز بالنظم الكلاسيكي سعد بها". كما تحدث عن مجلة أبوللو الشعرية وعلاقة جودت الجيدة بسهير القلماوي وأرجع ذلك لكون جودت "يحب النساء مثل كل الرجال الطبيعيين". وفي مجمل كلمة حجازي، أكّد أن "الشعر يتراجع عادة في فترات النهضة الفكرية، ولا يمكن أن يزدهر في وسط ازدهار الفلسفة والفكر". واقترح حجازي في ختام كلمته جمع أعمال صالح جودت وطبعها كاملةً، بما فيها مقالاته لأنها تضيء موقفه من حركة التجديد". في المقابل، تحدث عنتر عن بدايات جودت بالشعر الغنائي وعلاقته بالسينما.