اربك الجميع. نعم...جسد الفتاة العاري في قلب شارع القصر العيني لم يكن عابرا. الجندي صاحب ركلة الرجولة المنتقمة من فتاة تتحدي قوة مسلحة وتهتف للحرية...لم يعرف انه مهزوز وضعيف امام الجسد المشدود رغم ضعفه في مواجهة أسلحة تأديب الخارجين عن طاعة سلطة تحاول استعادة مواطنيها الي اقفاصها الجندي ...مجرد جندي في قطيع بلا ملامح والفتاة بعريها المقاوم منحت للحظات الكر والفر تحضرها المعتصمون ليسوا قطيعا يهربون من عصا السلطة وبنادقها، انهم افراد يدافعون عن وجود مستحيل تحت القهر الجسد مقهور ومطارد بالمتحرشين..لكنه هنا خرج من كل العلب الاستهلاكية باعتباره استعراضا للإثارة وسطر عنوانا جديدا للمقاومة ارتبك المحافظون كيف يعتدي الجيش علي فتاة؟ والسلفيون خسروا موقعة في حملة تسويقهم الجديدة ووصل كلام متطرفيهم الي السخف والتهتك...وشطارهم اعتذروا علي مابدي منهم استخفافا من المشهد. العري صدم هندسة الاخلاق المنافقة، أيقظها علي اتساع لا تكن المرأة فيه رهينة البيت ولا الجسد أسير أثارته الجنسية الجسد مثير سياسيا والذكورة في اكثر صورها تهتكا لم يكن العري فضيحة صاحبته لكنه فضيحة من قهرها وسحلها لصالح هيمنة مؤسسته رمز الذكورة الخالصة اختفي اصحاب فتاوي البيكيني و" كل المرأة عورة" وخفتت اجراسهم الرنانة...هاهي من تخفي جسدها يعريها جندي بملابس رسمية وفي الشارع الجسد منتهك بالقهر لا بالحرية و مسيرة النساء هزت عرين ذكورة الحكام الشارع لن يرجع الي هندسة العسكر والفتاة لها فتنة الحرية رغم كل انتهاكات قطعان الذكورة البدائية الجسد العاري قاوم النميمة السياسية وليس العسكر وحدهم، وحرر الثقافة المحافظة من الاكتفاء بالنميمة الي إيجابية الدفاع عن الجسد وحقوقه....هذه قطعان السلطة تنتهك كل شيء ذكورتها تافهة وشرسة. "نور" أستفز القطعان عندما حاول حماية فتاة سقطت في دائرتهم الوحشية.انهالت عليه الضربات والإهانات...لمجرد انه يحمي ويدافع عن زميلته التي لا يعرفها.....انتعشت غريزة الانتقام لدي قطيع فضحتهم المقاومة النبيلة...فضحتهم اجيال خارج التدجين....خيالها متمرد علي هندسة الطاعة ....واقفاص السلطة الابوية( في الحكم اما في البيت فمن الثوار الذين لا يهابون عساكر السلطة والة الرعب ...من ييخفون عن عائلاتهم انهم في الميدان) التغيير لم يكن ممكنا الا بتحويل الفكرة الي قوة مادية بالإجساد الشجاعة...والثورة فككت كل بضاعة مؤسسات الوصاية عن الجسد...تهتز فتاوي الخوف من جسد المرأة وتتكشف ركاكة أخلاقهم تنتفخ عروق الذكورة انتفاخاتها الكاذبة...دفاعا عن حقهم الاقطاعي في صناعة حريم. نور حمي زميلته، وجسدها لم يكن مطمعا الا لقطعان جائعة للانتقام وصاحبة الجسد العاري قاومت ولم تنكمش في حضور بهي جعل ملامحها تزهر الف مرة وتوقظ كل المستسلمين لهندسة القمع الفاضل. ...انها لحظة كبيرة تتفكك فيها ثقافات الهوس بالفضيلة الكاذبة...وتبني فيها اخلاق جديدة لا يعني التحرر فيها الابتذال كما يروج جنرالات العار ودعاتهم وقطعانهم الجبانة.