فادي السيد يكشف عن مواصفات فتاة أحلامه    أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن اليوم السبت 2-11-2024    «عتاب رقيق» قصة قصيرة للكاتب محمود حمدون    لمدة 4 أيام.. قطع الكهرباء عن 16 منطقة في المنيا للصيانة    هيئة البث الإسرائيلية: الجيش يقترب من إنهاء المرحلة الأولى في جنوب لبنان    حدث ليلا.. تحذير من زلازل وشيكة وتسريبات لنتنياهو وإيران تستعد للرد على إسرائيل    مواعيد مباريات اليوم السبت في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    الأرصاد تُحذر من عدم استقرار حالة الطقس اليوم : 19 محافظة تحت سيطرة الأمطار    حبس موظف أنهى حياة شقيقه في بنها    "لمَّا كُنَّا صغيرين".. معلومات قد تعرفها لأول مرة حول "ترامب" و"هاريس": ملا مح طفولة ومراحل حياة نحو البيت الأبيض    تعرف على مواعيد عمل «المنافذ التموينية» لصرف سلع المقررات    إيهاب الخطيب يفجر مفاجأة بشأن عودة طارق حامد للزمالك| تفاصيل    وزير الرياضة: «مدينة مصر الأولمبية» نموذجا للحداثة    انخفاض أسعار البيض في المزارع المحلية اليوم 2 نوفمبر    مع قدوم الشتاء.. مبادرة كلنا واحد تعلن توفير الملابس الشتوية بمنافذها    ضبط صاحب شركة تسفير متهم بالنصب على الشباب بعقود سفر وهمية فى سوهاج    إصابة كهربائى بجروح خطيرة فى مشاجرة بسبب خلافات عائلية بسوهاج    ثنائيات مميزة على السجادة الحمراء في ختام مهرجان الجونة.. ياسمين رئيس وزوجها الأبرز    فستان شفاف وبدون بطانة.. بسمة وهبي تثير الجدل فى حفل خطوبة ابنتها    اليوم.. إطلاق 9 قوافل طبية ضمن مبادرة حياة كريمة    خلال ساعات.. محاكمة ميار الببلاوي والشيخ محمد أبو بكر بتهمة السب والقذف    أسامة كمال: مليار جنيه يوميا حجم دعم الدولة للمنتجات البترولية    فلسطين.. تجدد القصف المدفعي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    حكايات| الجبالي وقنديل.. الأستاذ والتلميذ في «تواصل الأجيال»    جرائم على السوشيال ميديا.. الداخلية تصل إلى الجناة في زمن قياسي    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم».. حقيقة زيادة كروت الشحن وباقات الإنترنت.. وعمرو أديب يطالب بتقنين الحشيش غي مصر    النظارة الطبية تنقذ طفلك من «كسل العين»    تين هاج يخرج عن صمته بعد إقالته من تدريب مانشستر يونايتد    تجدد اشتعال النيران في مصنع جنوب بورسعيد    «ظالمة».. تعليق مثير من طارق يحيى على عقوبات اتحاد الكرة ضد ثلاثي الزمالك    ترجمه الذكاء الاصطناعي للعربية.. «الحرب» كتاب جديد يكشف ألاعيب السياسة الأمريكية    إصابة العشرات إثر سقوط صاروخ من لبنان على بلدة الطيرة وسط إسرائيل    بعد تطبيق التوقيت الشتوي.. مواقيت الصلاة في مصر اليوم السبت    طبيب الزمالك يكشف حجم إصابة ناصر ماهر وزيزو    سد النهضة دخل مرحلة الخطر.. زلزالان جديدان في إثيوبيا    مصر «فرحانة» ب«شيخة مجاهدي سيناء»    روسيا: نموذج أوكرانيا منع مواطنى جورجيا من الانحياز للغرب ضدنا    اللجنة الأممية المشتركة تدعو لوقف مهاجمة الفلسطينيين وفرق الإغاثة بغزة    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. من أفضل الأدعية بعد صلاة الفجر؟    دعاء الرزق والتوفيق في العمل.. يأتيك بخير الدنيا والآخرة    رغبة قوية في العودة إلى الماضي.. توقعات برج القوس اليوم 2-11-2024    متحف أحمد شوقي يستقبل جولات أتوبيس الفن للأطفال    «الصحة العالمية»: استئناف الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال بشمال غزة اليوم    الاحتواء واجب.. تعليق ناري من رئيس قناة الأهلي الأسبق على فوز الزمالك    فادى السيد عن فتاة أحلامه: مصرية بتعمل حواوشى وشبه هدى المفتى    المثال الأعلى .. علي جمعة: كل أحد في العالمين يجد نفسه في الرسول    ماذا كان يقول النبي قبل النوم؟ ردد هذه الاذكار تحفظك من كل سوء    نشرة التوك شو| حقيقة زيادة أسعار كروت الشحن ومطالب بتقنين القنب الهندي كمسكن لمرضى السرطان    قبل مواجهة ليفربول.. باير ليفركوزن يتعثر أمام شتوتجارت    مهام متعددة للجنة دائمة لشؤون اللاجئين بالقانون الجديد    10 علاجات منزلية للتخلص من احتقان الأنف    من ال 5 صباحا.. مواعيد عمل المترو والقطار الخفيف بالتوقيت الشتوى 2024    إخماد حريق بمحطة صرف صحى تحت الإنشاء في سوهاج    متسابقو "كاستنج" يقدمون مشاهد مضحكة لإرضاء لجنة التحكيم.. فيديو    عملية جراحية ناجحة لترميم عضلات المثانة بمستشفى دمياط    أسماء جلال بالأحمر الجريء في ختام الجونة.. "اتلبس مرتين قبل كدا"    أمين المهن الطبية يطالب بتغليظ عقوبة الاعتداء على الأطقم الطبية    أمين صندوق الأطباء يطالب بتغليظ عقوبة الاعتداء على الأطقم والمنشآت الطبية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
لندن والربيع العربي
نشر في أخبار الأدب يوم 09 - 07 - 2011

علي مدار الخمسين عاما الأخيرة اقترن العرب والمسلمون في الإعلام الغربي بالإرهاب وبالحرب وبالنفط. وفي أقل من بضعة أشهر ونتيجة لأحداث الربيع العربي المبهرة تغيرت تلك الصورة النمطية للعرب في المخيلة الغربية.
تشهد لندن في الفترة من 4 إلي 24 يوليو الحالي أول احتفال بالثقافة العربية المعاصرة، فعلي مدار تلك الأسابيع الثلاثة وتحت رعاية عمدة المدينة، بوريس جونسون، يشمل المهرجان، الذي يحمل اسم "شباك: نافذة علي الثقافة العربية المعاصرة"، حوالي مائة فنان يعرضون أعمالهم من خلال ما يفوق علي سبعين فعالية تقام في أكثر من ثلاثين مؤسسة ثقافية رائدة في شتي أنحاء المدينة. وتتنوع أعمال هؤلاء الفنانين من الفنون البصرية إلي الأفلام والعروض المسرحية والموسيقية والرقص والأدب والفن المعماري والمحاضرات وجلسات النقاش.
وتعد هذه أول مرة تشهد فيها العاصمة البريطانية مهرجانا يحتفل بالعالم العربي علي هذا النطاق. فعلي الرغم من وجود أكثر من ثلاثمائة ألف عربي يقيمون في لندن بشكل دائم، وعلي الرغم من أن المدينة تستقبل مليون ونصف المليون سائح عربي كل عام يفدون إليها بغرض التسوق أو الدراسة، إلا أن التواجد العربي ظل محصورا جغرافيا في منطقتي إدجوير روود وبايزواتر، كما لم يظهر لهذا الحضور العربي الكثيف أثر في مجال الثقافة، اللهم إلا في بعض المطاعم العربية التي تنشر في أحياء مختلفة من المدينة.
وقد كان لي شرف المشاركة في مهرجان "شباك" من خلال دعوة وجهها لي المتحف البريطاني لإلقاء كلمة عن الثورة المصرية والربيع العربي. وقبل إلقاء كلمتي تحدثت فينيشيا بورتر، نائب مدير قطاع فن الشرق الأوسط في المتحف البريطاني، عن جهود المتحف في اقتناء أعمال فنية معاصرة من شتي أنحاء العالم العربي لعرضها في المتحف، وقد أسعدني كثيرا أن أري متحفا مثل المتحف البريطاني ظل اهتمامه بمنطقتنا محصورا في عصور مضي عليها آلاف السنين يتنبه أخيرا لوجود ثقافة عربية معاصرة جديرة بالاهتمام.
وتبين لي من خلال الحضور الكثيف ومن أسئلة القاعة عقب الانتهاء من المحاضرة مدي شغف الجمهور البريطاني بالتعرف علي المتغيرات المذهلة التي تمر بها منطقتنا هذه الأيام، كما تبين لي أن أحداث الربيع العربي قد أحدثت بالفعل تغيرا عميقا في رؤية الغرب للعرب. فطوال سنوات، إن لم يكن عقود أو حتي قرون عديدة، ظل الغرب أسير مخاوف عميقة من العرب والمسلمين، وعلي مدار الخمسين عاما الأخيرة اقترن العرب والمسلمون في الإعلام الغربي بالإرهاب وبالحرب وبالنفط. وفي أقل من بضعة أشهر ونتيجة لأحداث الربيع العربي المبهرة تغيرت تلك الصورة النمطية للعرب في المخيلة الغربية، فالملايين في شتي أنحاء العالم شاهدوا العرب يهبون في ثورات تدعوا للكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، كما شاهدوا الأنظمة القمعية العديدة -- التي دعمتها حكوماتهم الغربية من خلال أموالهم وضرائبهمشاهدوا هذه الأنظمة وهي تقمع شعوبها بوحشية بالغة في محاولة مستميتة للاحتفاظ بالسلطة. وبعد أن كان الغرب مذعورا من ال"شارع العربي"، ذلك ال"شارع" التي تحركه مشاعر الجوع والكراهية والعنف، إذ به يتحول أمام عيون الغرب إلي "ميدان التحرير"، ذلك المكان الرحب الذي سيطرت عليه مشاعر سامية مثل التوق للحرية وحب العدالة والانتصار للكرامة الإنسانية.
إن إقامة لندن لمهرجان يحتفل بالثقافة العربية المعاصرة لهو حدث ثقافي وسياسي هام يجب أن نرحب ونسعد به، إذ أن مهرجانا مثل ذلك من شأنه أن يذكر الغرب بأن ثراء العرب ليس عائدا لنفطهم بقدر ما هو نابع من ثراء ثقافتهم وتنوعها. علي أننا يجب أن نتذكر أيضا أن هذا المهرجان لم يكن ليوجد إلا نتيجة لثورات العرب في ربيعهم الدافئ، تلك الثورات التي أجبرت الغرب علي أن ينظر لنا باحترام وتقدير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.