ينسج الكاتب الشاب أحمد الفخراني 92 حدوتة للكبار في كتاب »مملكة من عصير التفاح« الصادر عن دار نهضة مصر. والتصنيف الذي رغب في وضعه علي الغلاف »حواديت الجنيات« متأثر إلي حد كبير بالحواديت الإيطالية والأفريقية، تختلط فيها روح الطفولة والخيال بالأفكار المركبة والنقلات السريعة للأحداث ينطلق من شارع واقعي ليحلق في مدينة أسطورية مع شخوص حالمة. بدأت تجربة حواديت الجنيات منذ عامين بالكتابة اليومية علا نوت بموقع الفيس بوك، كل يوم حدوتة لمدة أربعين يوما ويقول الفخراني عن ذلك: كتبت تحت عنوان »أحمد بيحب نوجا« كانت تجربة أن أكتب حدوتة كل يوم لاستعادة حبيبة متخيلة التزمت أربعين يوما بكتابة حدوتة يومية، فتحولت لتجربة في السرد جديدة فهناك جمهور يتفاعل معك بتعليقاته، وكان لدي رغبة للاحتفاظ بالطفولة والتركيز علي قيم معينة في مرحلة عاصفة في حياتي تتطلب الإيمان، فكان هذا أنسب شكل لها، حواديت تمكنك من صناعة العالم كما تريده وتمنحك أملا وخيالا بارتجال الحواديت اليومية حتي ولو من حكايات الناس عن أنفسهم التي تتحور إلي حدوتة أسطورية. وربما هذا النوع من الكتابة اليومية ليس غريبا علي الفخراني الذي بدأ بالتدوين من خلال مدونته »تياترو صاحب السعادة« قبل أن يصدر ديوانه الأول »ديكورات بسيطة« عام 7002 ثم كتابه الصحفي »في كل قلب حكاية« عام 9002 والذي تضمن حكايات عن شخصيات واقعية سبق نشرها في جريدة البديل نسأله: لماذا لم تستكمل مشوارك الشعري خاصة أن ديوانك الأول لاقي اهتماما وقبولا؟ يجيب: أجد أن حواديت الجنيات غير بعيدة عن الشعر تماما في الخيال اللغوي، لكني لا أريد الارتباط بالشعر وأجد أن تجربتي الشعرية انتهت بعد ديواني الأول والنقلة بين الشعر والسرد كانت من خلال الحواديت. أتعامل مع الكلمة أو اللغة بوصفها مفتاحا، وليس بمعني السرد الشعري لكن بمعني حبكة الحدوتة والبناء علي مجاز أواستعارة، لقد تمردت علي اللغة الشعرية وتعبت في التخلص منها بعد كتابة الحواديت. - هذا إعلان بهجر الشعر والاتجاه إلي الكتابة النثرية؟ أكره التنميط.. هذه مشكلة في الوسط الثقافي في مصر، كان يقال عني مدون ثم شاعر والآن قاص وأفضل أن أكون كاتبا فقط.. وفكرت أكثر من مرة في تحويل الحواديت إلي كوميكس، أريد أن أمارس كل أنواع الكتابة حتي لو كانت سينما أو مسرحا. - هل قصدت تقديم شكل الحارة في أعمال نجيب محفوظ بصورة طفولية في بعض القصص بما فيها من إعادة تشكيل لأساطير الخلق؟ نعم قصدت بالفعل ذلك خاصة في قصة »التعلب فات« في شكل أشبه بشخصيات وعوالم الحرافيش، وربما كنت أقصد تكسيراً للنمط »المحفوظي« نوعا من التمرد علي أي نص اكتسب صفة الوصاية.