في أمسية بهيجة حل الشاعر الدكتور حسن طلب ضيفًا علي بيت الشعر منشدًا شعره الثورة؛ وفي تقديم الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة له قال: هذا شاعر مولع بجواهر الطبيعة، فتناول شعره؛ البنفسج والزبرجد واللآليء والنجوم والنيل، فهو يقدم عناصر الطبيعة بطريقة جديدة مبتكرة، يمزج من خلالها المقدس بما هو مألوف وعادي، فالمقدس عنده هو الأشياء البسيطة، وفي مستهل حديثه قال حسن طلب عن أحدث قصائده في الثورة إنها حالة شعرية خاصة لا تبتعد عن الثورة، ولا تتوحد معها، واتته إذ هو يحاول استعادة تجربة الذهاب إلي الميدان، وجعلها محور النظر والتأمل الشعري. وألقي طلب سبعة عشر مقطعًا من مطولته الشعرية "إنجيل الثورة وقرآنها" التي أخذ في نظمها مع اندلاع الثورة، وطوف فيما ألقي من قصائد بمزج فيها المثالي بالجمالي للإمساك بعلل الظواهر البعيدة، بعد أن يتناول سطحها الفنومنولوجي الظاهري، فيقوم بتشعير الوجود، وفلسفة الأشياء، وكذلك يكسو أبياته بحلي لفظية تداعب رهافة متلقيه. وقد طوف طلب في مقاطعه بقدسية الفعل الثوري المستمد من ثورية مدنية لا من مباركة المقدس له، كما فضح في بعضها منطق الطاغية المستمسك بسدة الحكم، عازفًا علي أوتار وعي ساذج لبعض البسطاء من جماهير الشعب، داعيًا إلي عدم تصديقه إذا حاول استدرار عطفهم بدموعه الكاذبة كدموع التماسيح. وأهدي طلب أحد مقاطعه إلي خالد سعيد الذي أمسي أنموذجًا أيقونيًا لجهاد شبابنا الوطني المضحي بروحه من أجل مصر، مختتمًا هذا المقطع بقوله: " كلنا خالد"، في إشارة إلي تماهي جموع الشعب الثائر مع هذا الشهيد، وتلبسهم روحه الفدائية، كذلك دعا إلي فصل شأن السماء في إشارة إلي وجوب فصل الدين عن السياسة منددًا بمسعي الجماعة الدينية إلي القفز علي الثورة، وادعاء بطولة زائفة، وفي مقطع مغاير يلح طلب علي ديمومية الميدان الثورية منشدًا: "لا يستطيع أحد أن ينزل الميدان مرتين" في تناص مع مقولة "هيراقليطس" الفلسفية الشهيرة: "لا أحد ينزل النهر مرتين".