رفض الشاعر حسن طلب التعليق علي مقال الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب، الذي وصف فيه قصيدة طلب الأخيرة المنشورة في "أخبار الأدب" بخلوها من أي صورة أو استعارة أو مجاز أو اشتقاق، أو استخدام خاص لإيقاع الألفاظ، لا يعرفه كل من هب ودب، وقال: لا تضم القصيدة رؤية شعرية أو فنية يتم تناول الموضوع من خلالها، بالمنظور الحداثي الكلاسيكي للشعر. قال طلب في تصريح خاص ل"روزاليوسف": لن أدخل في معارك مع أحد، ولمجاهد أن يقول ما يشاء، فأنا لم أقرأ المقال لأني كنت مسافرا وعدت لتوي، وحتي لو قرأته فرأيي واضح. وفيما يمثل ردا عمليا علي ما كتبه الدكتور أحمد مجاهد من نقد لقصيدة طلب، جاءت الندوة التي نظمها "بيت الشعر" (الست وسيلة) للتأكيد علي مكانة وقدرات حسن طلب، والاحتفاء به وبشعره. الشاعر إبراهيم أبو سنة قال عن طلب:هو فحل من فحول الشعر، لحسن الحظ أنه شاعر وأستاذ في علم الجمال، ومفكر أيضا، والاثنان يتصارعان في داخله، ولكنه ينحاز في النهاية للشعر فيه، فبعد أن يمزج هذا البعد الفلسفي بأبعاده الحسية والوجدانية والعاطفية إذا به يفرز لنا من خلال هذا التكوين اللغوي الذي يبدو عصيا صعبا في بعض الأحيان، ما يشبه العسل الذي يفرزه النحل، الذي نعرف كم هو قاس في بعض الأحيان. وتابع: طلب هو وجه بارز من وجوه حركة شعراء السبعينيات، ولكنه يتفرد وحده بهذا العشق الطاغي للغة، فعلاقته باللغة علاقة حميمة، ليس ككل شاعر، فعلاقته هو أقرب إلي العشق يتعامل مع الحروف والكلمات والألفاظ باعتبارها كائنات من الطبيعة، هو مولع بالجواهر الطبيعية مثل البنفسج، الزبرجد، اللآلئ المتفردة، والنيل، والطبيعة، والنجوم، كل هذه العناصر التي يعرفها الشعراء جميعا ويقدرونها في قصائدهم، أما هو فيقدم هذه العناصر بطريقة مبتكرة وجديدة وكأننا نقرأها لأول مرة. من يقرأ حسن طلب سيكتشف أنه ربما وجد نفسه في غابة شعراء العصور الوسطي من هذا الولع بالجماليات والمحسنات، ولكنه سرعان ما ينكشف، عمق وبعد آخر حين نري أن حسن طلب يعيش عصره بكل ما في هذا العصر من أحداث تيارات وأفكار ومفاهيم، ينتصر علي نفسه كما ينتصر علي غيره من شعراء جيله لأنه في النهاية يقدم لنا نموذجا نحب أن نقراه، ونحب أن نستمع إليه، ونحب أن نعود إليه مرة ومرة، وفي هذه الأمسية يقدم لنا قراءته في ظل الثورة قصيدة "إنجيل الثورة وقرآنها"، يمزج المقدس بما هو مألوف وعادي، والمقدس عنده هو الأشياء البسيطة، وكأنه يريد اعادة خلق هذا المقدس من خلال حياتنا الفيزيقية، وليس عبر العالم الفوقي والميتافيزيقيات، رغم أنه شاعر ميتافيزيقي من الطراز الأول. ومن جانبه ألقي طلب قصيدته التي تضمنت مقاطع مهداة إلي خالد سعيد، والدكتور محمد البرادعي.