وسط حضور عربي ضعيف بسبب الأوضاع السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، افتتح الدكتور محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية والدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي والتكنولوجيا صباح الاثنين المالضي أعمال مؤتمر الدورة السابعة والسبعين لمجمع الخالدين الذي يحمل عنوان "اللغة العربية ومؤسسات المجتمع المدني". وأكد وزير التعليم العالي علي أن مؤتمر المجمع جاء مواكبا لتحولات تاريخية تشهدها مصر، وطالب وزير التعليم العالي المشاركون في المؤتمر بتخصيص مادة مستقلة لدراسة اللغة العربية في الكليات والمعاهد العلمية والتعليمية وبغض النظر عن التخصص الدراسي، وأن ذلك يتصل بتعريب العلوم، وهو مجال يؤدي فيه المجمع ونظائره في باقي الدول العربية دورا متميزا، وفي الإطار الإبداعي أشار الوزير إلي حاجتنا لعمل ضخم يقوم علي توجيه الإبداع العلمي والأدبي، وليكون قيمة مضافة إلي الرصيد الإبداعي الإنساني، خاصة وأننا لدينا تجربة نجيب محفوظ الإبداعية نموذجا، فمن خلال لغته العربية الصحيحة استطاع أن يحظي بمكانة عالمية رفيعه، كما طالب بوضع خطة إعلامية لتوصيل المادة اللغوية ولاسيما في مراحل الطفولة المبكرة والمراهقة التي تتشكل فيها شخصية الفرد. وفي كلمته لفت الشاعر فاروق شوشة الأمين العام لمجمع اللغة العربية الحضور إلي أن مصر التي ترونها الآن غير مصر الأمس بعد أن تحررت من طغيان وفساد كانا جاثمين علي صدرها، واستردت حريتها وحقها في الحياة الكريمة ومبادرتها في العمل من أجل حاضر جديد، يتشكل يوما بعد يوم، ومستقبل يكون لائقا بها وبتاريخها وبدورها، مشيرا إلي أن بلدنا في حاجة إلي مزيد من الأمل في إصلاح مؤسساتنا في التعليم والإعلام والثقافة القائمة علي أمر لغتنا العربية، نهوضا بواقع هذه اللغة، وتصديا لما تواجهه من تحديات، ودفعا بها الي موقعها من النهضة العربية الشاملة. وأكد شوشة علي دور المجمع في إنجاز مشاريعه الأربعة المتمثلة في المعجم الكبير والذي تعكف لجانه اللغوية والعلمية علي إخراج المجلد التاسع منه، والمعجم الوسيط الذي انتهت اللجنة اللغوية المكلفة بتحديثه من أحد مجلديه، ومعجم لغة الشعر وأخيرا المعجم الموضوعي المصور للطفل العربي، حيث تم تحديد عدد المداخل ومراجعتها، ويجري الآن تسجيل المعلومات اللغوية الضرورية للداخل.