أكد د. محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية - الشهير بمجمع الخالدين- أن المجمع سيكشف خلال الفترة القادمة عن المخطط الذى تتعرض له اللغة العربية فى الداخل والخارج بهدف القضاء على أصولها وتهجين كلماتها بمصطلحات أجنبية، منوهًا لى أن اللغة سوف تظل فى أعلى عليين لأنها لغة القرآن الكريم وخالدة بخلوده. جاء ذلك خلال المؤتمر السنوى للمجمع، والذى كانت دورته الحالية تحت عنوان «علاقة اللغة العربية بمؤسسات المجتمع المدنى». وأوضح الدكتور محمود حافظ أن القضية التى يناقشها المؤتمر السنوى على جانب كبير من الأهمية، لذلك يتطلع المجمع إلى ما سوف تجود به العقول النيرة والقرائح الوقادة وعلماؤنا الأعلام من فكر ثاقب وبصيرة نافذة ومناقشة حرة مستنيرة لإيجاد الحلول وتصحيح المسار، لكى يمضى مجمع الخالدين فى رسالته السامية فى إعلاء شأن اللغة العربية والزود عنها ودفع عائلة أعدائها والراغبين عنها فى الداخل والخارج، وبخاصة عندما بدا فى السنوات الأخيرة على الساحة من تعرض اللغة العربية لهجمة شرسة واعتداء صارخ عليها. ولفت د. حافظ إلى أنه على قناعة وثقة بأن الزمن سيدور دورته وبفضل علماء الأمة سدنة اللغة العربية وحماتها، وهى اللغة التى كانت لغة العلم قرونا طويلة حتى القرن الثالث عشر، وسبقت فى عالميتها كل اللغات الحية، مؤكداً أن هذه اللغة الشامخة سوف تظل فى أعلى عليين، لأنها لغة القرآن الكريم والذكر الحكيم، وهى باقية إلى أبد الآبدين وإلى يوم يبعثون. وقال فاروق شوشة الأمين العام للمجمع إن مجمع اللغة العربية كان على موعد مع القدر حيث جعل من «اللغة العربية ومؤسسات المجتمع المدنى» عنوانا لهذا المؤتمر، بوصفه حلقة ثالثة فى مجال العمل من أجل اللغة العربية بعد أن عكف فى العامين السابقين على «اللغة العربية فى التعليم» و«اللغة العربية فى الإعلام». وأضاف أن المؤتمر الأخير يقسم المجال للاستماع إلى صوت المجتمع المدنى، من خلال مؤسساته التى اتخذت من العمل فى مجال اللغة العربية رسالة لها، وآن أوان بسط ما تقوم به من جهود، وما تواجهه من تحديات، وما يتطلبه عملها المجتمعى الواسع من إمكانات ومؤازرات، حينما يتكامل جهدها مع جهد المجمع، ويتم تعظيم أثره بهذا العمل المشترك رؤية ووسائل ومنطلقات عمل. من جانبه قال الدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالى والبحث العلمى إن مكانة اللغة العربية تزداد بسبب قيمتها التاريخية، لأنها أقدم لغة حية فى العالم، فضلاً عن ارتباطها بالدين الإسلامى الحنيف، واتساع رقعة استخدامها لتشمل الوطن العربى والعديد من دول العالم التى بها جاليات عربية. وأضاف د. عزت سلامة خلال افتتاح المؤتمر السنوى لمجمع اللغة العربية الذى ناقش «علاقة اللغة العربية بمؤسسات المجتمع المدنى:إن مؤسسات المجتمع المدنى تعد الركيزة الأساسية لنهضة الشعوب، حيث يطلعنا التاريخ الإنسانى خلال القرون الخمسة الماضية على تجارب إنسانية فى التقدم كان أهم ركائزها جهود مؤسسات المجتمع المدنى. وشدد على أنه من المناسب فى هذا المقام تخصيص مادة مستقلة لدراسة اللغة العربية فى الكليات والمعاهد العلمية والتعليمية فى بلادنا بغض النظر عن التخصص الدراسى، فضلاً عن عمل ضخم يقوم على توجيه الإبداع الإنسانى، مشيراً إلى أنه لدى مصر تجربة رائدة على إبداع أديبنا العالمى نجيب محفوظ، الذى استطاع من خلال لغة عربية صحيحة وسهلة أن يصل إلى كافة أنحاء العالم وأن يحظى بمكانة عالمية رفيعة.