لأنه اختار أن يقف دائما إلي جانب الناس "اللي تحت" في مواجهة "اللي فوق".. فنحن نبادر بالاحتفاء بنعمان عاشور، الكاتب الكبير الذي اختار أن تتسق مواقفه مع فكره وإبداعه، وكان أول من سطّر بوعي صفحة الواقعية في مسرحنا المصري. فنعمان عاشور الذي صنع هرمًا من النصوص المسرحية، وكتب القصة والمقال والعمود الصحفي والسيرة الذاتية والدراسة الأدبية، وصنع عشرات التلاميذ هنا وهناك، لم يعد حاضرًا أمام شبابنا الطالع، كما كان ينبغي، بسبب ضعف الذاكرة الذي تعاني منه الساحة. من هنا كان واجبنا أن نقدمه اليوم لمن عشقوه وارتادوا مسرحه، ومن بإمكانهم أن يكتشفوه لأول مرة عبر صفحات "أخبار الأدب" التي أخذت علي عاتقها مسئولية التنوير الحقيقي من خلال التعريف بهذه الرموز التي أسهمت في صنع النهضة الثقافية الحديثة في مصر، ولولاها ما كانت هذه الأسماء التي تبدع اليوم بيننا. ونعمان عاشور الذي ولد في 27 يناير 1918 بمركز ميت غمر دقهلية، ورحل في 5 إبريل 1987، بدأ حياته الوظيفية بالالتحاق ببنك التسليف، ثم عمل سكرتيرًا