أما أطرف ماصادفته في حياتي فقبل أن أكون رئيسا وكنت فرداعاديا أقيم في مدينتي نجع حمادي وأتعاطي يوميا سندوتشات الكبدة من محل مكتوب عليه هنا تباع كبدة حسني مبارك وفوجئت بعد زيارتي السرية للمحل الذي اشتقت إلي كبدته المجمدة أنه استبدل اللافتة بهنا تباع كبدة عزت الطيري !! مفاجأة أن أشغل منصب رئيس الجمهورية وقد كانت أقصي أحلامي هي شغل منصب رئيس الوزراء وما أن دخلت القصر الجمهوري حتي أصدرت قرارا بإلغاء الحرس الخاص لي فالحارس هو الله وأنور السادات قتله الأسلامبولي ورفاقه وهو وسط جنوده وحرسه الحديدي وحسني مبارك لم يشفع له حرسه أو عمر سليمان أو الرجل الواقف وراء عمر سليمان في أن يؤجل قرار التنحي.وعلي الفور بدأت في إجراء الإصلاحات التي تتناسب وطبيعتي في السكن الرئاسي بدءًً بدورة المياه التي أقضي فيها ساعة علي الأقل كلما دخلتها أمضيها في قراءة أي شيء يتناسب والمكان نفسه وأول شيء طلبته هو عمل مكتبة صغيرة بداخلها ذات أرفف قصيرة تحتوي علي روايات لأديبة تافهة تكتب عن الجنس وتزاوج الحيوانات، أو امتطاء الرجال للحيوانات وبالعكس.. كتبتها نتيجة لحوادث طبيعية وغير طبيعية مرت بها، أو حكتها لها صديقاتها الأديبات اللائي علي شاكلتها، وطبعتها علي نفقة الدولة بطريقتها الخاصة، وهي خذ ما ينعشك واطبع لي؛ وكذلك مجلات الفن ومجلة روز اليوسف و مطبوعات مكتبة الأسرة التي تصدر بالكوسة البلدي ولاتساوي ثمن الحبر الذي طُبعت به، إضافةإلي كتب وشرائط شاعر عادي جدا يسبب لي إسهالا كلما رأيت تمثيله المقزز وأشعاره البدائية. ثم بعد ذلك أمرت بإعداد طائرة خاصة لي تذهب بي كل خميس وجمعة إلي قريتي في نجع حمادي لتحقيق مطالب القرية التي تمثلت في تعيينهم جميعا رجالا ونساء في وظائف مختلفة وخصوصا الواد سيد أظرف حرامي فراخ في العالم إذ أنه بعد أن يسكر يحضر زجاجة كونياك إضافية ويصبها في طبق به حبات الذرة والقمح ويرشها أمام دجاج القرية المنتشر في الحارات والأزقة وما أن يلتقط الدجاح الحبوب حتي يسكر هو الاخر وينام فيقوم بجمعها في جوال كبير ويفر بها، ولذا عينته شيخا للخفر مكافأة علي نباهته، ثم بعد ذلك أصدرت قرارا بإلغاء مجلس الشوري الذي يسن قوانين لا نطبقها ويطلق علي عضو مجلس الشوري العضو التايواني، وحصانته مضروبة خلافا لعضو مجلس الشعب الذي مثل كوكاكولا التي هي الأصل، أما مجلس الشعب فقد غيرت إسمه بناء علي نصيحة حشاش محترم، قال بما أن كل دائرة بها عضوان يمثلانها يعني زوج من الأعضاء وبالبلدي كل دائرة بها جوز جوز إذن فلنسمه مجلس باتا أو زلط!، كذلك قمت بتغيير الوزارة وحلها وإخترت مثقفا كبيرا لرئاسة الوزارة، وأطلقت عليها وزارة المثقفين خلافا لكل الوزارات السابقة التي كانت تضج برجال الأعمال الحديدية والطبية والسفلية والجن والعفاريت وأولاد العائلات القرعية.وقد طلبت من رئيس الوزارء أن يترك لي حق إختيار أربعة وزراء فقط، وتغيير أسماء الوزارات التقليدية، فمثلا من العيب أن تظل وزارة الداخلية تحمل نفس اسمها القديم، لأنه يوحي بأشياء غير محترمة، مثل الملابس الداخلية فاستبدلتها باسم الشرطة في خدمة الشعب لامؤاخذة، والشعب في خدمتها ياباشا، وهو أطول اسم وزارة في الدنيا، وكذلك وزارة التموين أطلقت عليها إسم وزارة الخبز والأرز والزيت، لتتفرغ لتوفير هذه الأشياء.. والباقي موجودة في السوبر ماركت ومحلات البقالة، اما وزارة الصحة التي يموت المواطنون بالملايين داخل مستشفياتها غيرت اسمها إلي وزارة دفن الموتي أو وزارة إكرام الإنسان، ووزارة التربية والتعليم ألغيت "التربية" من اسمها لأننا شعب مترب ومؤدب ودمجتها مع وزارة التعليم العالي لتصبح وزارة التعليم الواطي والعالي، والواطي هو التعليم الأساسي والثانوي العام والثانوي الفني والأخير يحصل فيه الطلبة علي الدبلوم وهم لا يعرفون حتي مجرد كتابة أسمائهم، وجعلت اسم وزارة البترول وزارة إنبي علي اعتبار أن نادي إنبي يستنزف نصف ميزانية الوزارة، فأنَّ كل لاعبي مصر في كرة القدم يعملون بمرتبات مليونية فيها.واخترت أربعة من أصدقائي لوزارات هامة، رغم عدم بعد تخصصاتهم عن طبيعة هذه الوزارات، لكن الأختيار الصائب كان إسناد وزارة السياحة -التي أسميتها وزارة السياحة والملاهي والشواطيء- إلي راقصة محترمة، لقدرتها علي هز الركود السياحي، واجتاذب الأخوة العرب، ولأن الكثير من وزراء وسياسي العهد البائد كانوا يمارسون نفس المهنة، فوزير الإعلام كان راقصا، وأمين عام الحزب كان طبالا في فرقة مودي الإمام، وعازف درامز في الملاهي الليلية. واحتفظت لنفسي بحقيبة وزارة الثقافة حتي أتمكن من حضور كل المؤتمرات الثقافية والرحلات الخارجية التي حرمت منها، فلم يفكر المجلس الأعلي للثقافة، ولا اتحاد الكتاب، ولا العلاقات الثقافية الخارية في ضمي الي وفود مصر المسافرة شرقا أو غربا، في نفس الوقت الذي رشحوا فيه تلاميذي وتلميذاتي الذين علمتهم الشعر، وتمكنني من منح أصدقائي جوائز التفوق والتقديرية وجائزة عزت الطيري للفنون والآداب وهي أكبر جائزة مالية والتي غيرت اسمها من اسم الرئيس المخلوع إلي اسمي بعد استفتاء جماهير المثقفين الذي لم يشارك فيه أحد وكذلك ربما يرشحني لها منافقو كل نظام بحيث أحصل علي قيمتها بالرغم من أنني لم أحصل علي التشجيعية التي حصلت عليها سيدة لأنَّ زوجهاشاعر أصيب في حادث تصادم توكتوك وحصل عليها شعراء فصحي لأنهم شعراء عامية وحصل مؤلف أغان علي جائزة كبري وكل تراثه أنه كتب أغنية عن الريس المخلوع وحصل علي جوائز التقديرية وزراء وسياسيون بحكم مناصبهم.. كذلك غيرت جهاز أمن الدولة إلي جهاز أمن البلد علي اعتبار أن الدولة هي البلد أما الأشياء التي تحسب لي فقد طلبت من الدكتور جودت الملط أن يعرض عي جنابنا دخل البلد ومصروفات البلد فأوضح لي أن حجم الدخل 15 في المائة فقط وباقي المائة نفقات وديون فقررت عدم الإقتراض من أي دولة وقررت تأميم كل أموال وشركات ومصانع وممتلكات ومليارات الرئيس السابق وأسرته ومعاونيه ووزرائه وأحبابه ونسائبه وحراسه ومستشاريه ورئيسي وأعضاء مجلس الشعب والشوري والمحافظين ونوابهم ومذيعي التلفزيون ورؤساء القنوات المصرية الأرضية والفضائية وكل العاملين الكبارفي الإعلام والممثلين والمطربين مثل يحي الفخراني وعادل إمام ونور الشريف وسعد الصغير والكبير والمتوسط وأبو الليف وأبو رجل مسلوخة وقد تبين لنا أن مجموع هذه الأموال المنهوبة والمسروقة غطت كل ديون مصر ومكنتنا من تعيين كل العاطلين من الخريجيين ومن سيتخرجون في القرن القادم والحالي وكذلك زيادة المرتبات إلي عشرات الأضعاف وتنفيذ كل الأحلام المؤجلة من زمن طويل كذلك قمت بتغيير كل أسماء المدارس والمصالح والمصانع والمنشآت التي عليها إسم الرئيس المخلوع واستبدالها بأسماء لها علاقة بما يحدث الآن من تغيير شامل وثوري أما وتسمية ميدان التحرير باسم ميدان الشهداء وتسمية الشوارع المتفرعة منه بأسماء الشهداء والقبض علي كل من أطلق أو أمر بإطلاق الرصاص علي زينة شباب مصر والقبض علي كل من تسبب أو شارك في موقعة الجمل وإعدام كل هؤلاء في ميدان الشهداء أما أطرف ماصادفته في حياتي فقبل أن أكون رئيسا وكنت فردا عاديا أقيم في مدينتي نجع حمادي وأتعاطي يوميا سندوتشات الكبدة من محل مكتوب عليه هنا تباع كبدة حسني مبارك وفوجئت بعد زيارتي السرية للمحل الذي اشتقت إلي كبدته المجمدة أنه استبدل اللافتة بهنا تباع كبدة عزت الطيري !! فتعجبت للنفاق الشديد الذي أتمني أن نتخلي عنه وأن نعاقب كل من كان ضد الثورة حتي آخر لحظة ثم انقلب إلي العكس تماما وخصوصا أهل الفن مثل عفاف شعيب وزينة وطلعت زكريا و عادل إمام و سماح أنور ويسرا وأحمد السقا الذين بكوا علي الشاشات واعتذروا وقالوا كنا مجبرين علي ذلك وقد أصدرت أوامري بعدم دخولهم التليفزيون ونبهت علي المنتجين بعدم إسناد أي أعمال إليهم خصوصا طلعت ذكريا طباخ الرئيس وحتي لا أنسي نفسي فقد جلبت من جمهورية الصين ومن جمهوريات الإتحاد السوفيتي فتيات صغيرات لعمل الماساج اليومي لي وخصصت لكل واحدة يوم تقوم فيه بتدليكي وأطلقت علي كل واحدة اسم يومها مثل مس سانداي ومانداي وتيوز داي وهكذا إلي نهاية الإسبوع إلي جانب إستيراد حمامات ساونا علي أحدث طراز وجاكوزي متطور يفوق الذي كان يستخدمه وزير الشرطة في خدمة الشعب السابق كذلك تسكين زوجتي معي في غرفة واحدة حتي لا أميل إلي ممثلة جميلة في سن بناتي تعجبني وأتزوجها في السر وأنجب منها أوأتصابي وأعشق مطربة صغيرة وأصنع منها نجمة كبيرة علي حساب أذواق الناس وعلي حساب أسماعهم وطرد الماكيير المقيم في القصر الذي ربما يرجعني بمكياجه إلي نصف عمري وطرد الحلاق الذي يريد صبغ شعري فأبدو مسخرة أمام شعبي الكريم الذي عاهدته أن أظل فترة رئاسية واحدة مالم يلح عليَّ رئيس الديوان وأبنائي وزوجتي لأكمل دورة رئاسية ثانية أدرب فيها ابني علي الحكم بعدي.