عن دار "كلمات عربية" صدرت مؤخرا الترجمة العربية لكتاب "إنديرا" للكاتبة الأمريكية كاثرين فرانك الكتاب ترجمته كوثر محمود ويروي بشكل قصصي ،في 740 صفحة، بالتفصيل سيرة حياة رئيسة وزراء الهند السابقة، إنديرا نهرو غاندي، ويضم تفاصيل دقيقة عن حياتها الشخصية وعلاقتها بمحيطها الأسري منذ الطفولة وحتي الاغتيال، كما يناقش ممارساتها السياسية ويستعرض بعضاً من اللحظات الحرجة التي واجهتها الزعيمة الهندية وهي تدير شؤون بلادها. ينقسم الكتاب إلي ثلاثة أجزاء: "إنديرا نهرو"، "إنديرا غاندي" و"رئيسة الوزراء إنديرا غاندي" وفي هذا الجزء الأخير تطرقت لواقعة اغتيالها ولأجواء الفوضي، التي سادت في الهند بعدها. استغرق تأليف الكتاب ست سنوات وبذلت فيه المؤلفة مجهوداً كبيراً في الاطلاع علي كم كبير من الوثائق الخاصة بإنديرا. صدر لكاثرين من قبل ثلاث سير شهيرة أخري عن لوسي دوف جوردون وإميلي برونتي وماري كينجسلي. كانت إنديرا غاندي نشطة سياسيًّا عقب الاستقلال، عندما أصبح نهرو رئيسًا للوزراء، لكنها قاومت علي مدار سنوات عدة الحصول علي سلطة تستحقها بالفعل. لمع نجمها عقب موت زوجها فيروز غاندي، الذي لا تربطه صلة قرابة بالمهاتما غاندي في عام1960م، ووفاة نهرو في عام1964م، وكان ذلك مدفوعًا بالانطباع الخاطئ الذي تولد لدي زعماء حزب المؤتمر الهندي بأنها ستصبح رئيسة صورية يمكنهم التلاعب بها كيفما شاءوا. لكن علي عكس ذلك، تُظهر كاثرين فرانك لجوء رئيسة الوزراء إنديرا غاندي إلي الأعمال الفاشستية المتزايدة نتيجة لخوفها الشديد من حدوث حالة اضطراب في البلاد، ولعل أشهرها حالة الطوارئ التي أعلنتها في عام1975م عندما أمرت بالقبض علي العديد من زعماء المعارضة. وتصور كاثرين »فرانك إنديرا «بأنها كانت تثق في العلاقة الشخصية التي تربطها بالشعب الهندي أكثر من ثقتها في أعمال الديمقراطية الفوضوية. لكن الجهات الدينية والسياسية التي أثارتها سياسات إنديرا عادت لتسبب المشاكل في عام 1984م فاغتيلتْ علي يد حارسها الشخصي الذي ينتمي للسيخ، الذي غضب نتيجة لمذبحة المقاتلين السيخ التي وقعت في "المعبد الذهبي".وهو اغتيال توقعته إنديرا، إذ بعد عملية "النجمة الزرقاء" اقتحم الخوف عائلة الزعيمة الهندية بحسب ما تحكيه سونيا غاندي التي ذكرت أن إنديرا ناقشت احتمالية وقوع محاولة اغتيال لها مع راجيف وسونيا، وكتبت بعض الوصايا من أجل جنازتها، كما حدثت حفيدها راهول ذا الأربعة عشر عاماً عن الخطر الذي يهدد حياتها.تنهي كاثرين فرانك كتابها بمقطع دال: "في طفولة إنديرا كتب نهرو في كتاب "لمحات من تاريخ العالم" عن قدرة الهند علي الصمود وشدد علي أنها ستحيا دوماً. رحلت إنديرا غاندي ورحل من سبقها، هم شكلوا ما صارت عليه الهند اليوم، لكن الهند لا تقف عند شخص واحد أو أسرة واحدة. إن رؤيا نهرو للهند صادقة؛ كجبال كشمير التي عشقتها إنديرا وانحدرت منها أسرتها، الهند باقية".