لماذا فشل اليسار الإسرائيلي في الوصول للجمهور؟ برغم أن السؤال عن اليسار صعب ومعقد، حيث تتحدد ملامح اليسار وفق هويته الاجتماعية والسياسية والثقافية، إلا أن كتاباً صدر في إسرائيل مؤخرا يحاول تقديم تفسير لفشل اليسار الإسرائيلي الراديكالي في الوصول للجمهور. الكتاب الذي حمل عنوان"متسبين، الضمير والخيال" للكاتبة نيتسا أريئيل، يدور حول نشأة حركة اليسار الراديكالي وضآلة تأثيره، وذلك بالمقارنة بالتأثير الكبير للحركات الاحتجاجية في أوروبا وأمريكا علي المجتمع والثقافة الأوروبية حتي الآن. يقدم الكتاب عدة إجابات للرد علي سؤال التأثير، منها تفسير نفسي، وهو شيطنة اليهود في إسرائيل لحركة"متسبين"، بالإضافة إلي الهوية اليهودية المسيطرة علي المجتمع الإسرائيلي والعنصرية الموجودة به وتناقضاته الداخلية، ففي مقابل رؤية غالبية المجتمع لحركة "متسبين" بوصفها حركة كارهة لإسرائيل، وتواصل ما فعلته الشيوعية وما يفعله "المخربون الفلسطينيون"، فإن متسبين رأت في الصهيونية حركة استعمارية قامت علي أساس التمييز العنصري، الأبرتهايد، والفاشية. يشير الكتاب أيضا إلي التعاون الذي حدث بين متسبين وعدد من المنظمات الفلسطينية بعد حرب 1967، ولكنه يضيف أن الحركة فشلت - علي الرغم من موقفها الفكري الصلب - في مساعدة هذه المنظمات ضد الاحتلال، كما فشلت في العمل الطلابي وتجنيد قاعدة بين تلاميذ المرحلة المتوسطة، بحيث لم ينضم لها في النهاية من خارجها إلا عدد قليل من العرب. في النهاية يوضح الكتاب الأسباب العملية لفشل حركة"متسبين"، يعدد منها طريقة التفكير العقائدي، والنزاعات الداخلية، والتوترات الشخصية بين الأعضاء، خاصة بسبب وجود نسبة من النساء في المنظمة، كما يضاف لهذا الانشقاق الذي حدث في الحركة بين عامي 70-72، وعدد من قضايا التجسس التي اتهم بها أعضاء منظمتي "حازيت أدوماه" و"مآفاك" وهما منظمتان انشقتا عن "متسبين" في وقت سابق.