عن هيئة الكتاب صدر عدد الصيف من دورية "الفنون الشعبية"(أبريل- مايو- يونيه). يتناول العدد الجديد عدة موضوعات أبرزها "أضرحة الأولياء" من خلال دراسة تحولات المكان بين التقليدية والحداثة، حيث يري الباحث أحمد عبد الله زايد أن الأماكن المحيطة بالأضرحة هي مناطق عامة. المكان العام يتأثر بطبيعة المتواجدين فيه، ففي حين أنه مكان تغلب عليه الصفة العامة، إلا أن تأثير وسائل المواصلات والاتصالات الحديثة جعل المناطق العامة مكاناً للأنشطة الاستهلاكية مما يضفي علي المكان العام صفة أو طابع المصلحة الخاصة. رغم ذلك فإن المكان المحيط بالضريح هو مكان ينتمي إلي البيئة التقليدية، لطبيعة الاهتمام بالضريح في الثقافة التقليدية، لكن مع مرور الزمن تتفاعل الثقافة التقليدية مع الثقافة الحديثة "ثقافة ثالثة لا هي حديثة ولا هي تقليدية"، لهذا يري الباحث أن المناطق المحيطة ستعكس هذا النمط من الحداثة. في العدد نفسه يتناول الباحث أحمد علي مرسي المأثورات الشعبية من خلال دراسة تجمع بينها وبين الادب مبرزا تلاقي التراث الشفاهي والمدون مع الأدب. يلمس مرسي استخدام حركة مثل "كسر آنية خلف ضيف ثقيل" أو قذف الطفل لسنة مخلوعة في عين الشمس"، وكذلك ارتباط الغراب بالشؤم. لا يترك الباحث الرقي والتمائم والأمثال دون أن يلتفت لها كذلك. يري الباحث أن حفظ المأثورات وجمعها ضرورة بوصفها أساس الإبداع الفني وخط الدفاع الوطني عن الثقافة أيضاً ضد الاندثار. كما يبرهن شمس الدين الحجاجي علي التشابه بين سيرة بني هلال والإلياذة الإغريقية.. يثبت الباحث ذلك عبر تأكيده علي تلاقي السيرة الشعبية العربية والملحمة اليونانية في فكرة "التغريبة".. كما يوسع الباحث أوجه التشابه فمثلما غضب دياب واعتزل الحرب بسبب تهميشه، غضب كذلك "آخيل" واعتزل الحياة الحربية، وكذلك كان غزو تونس في الهلالية بسبب إمرأة كان اقتحام طروادة من أجل هيلين الجميلة! وفي دراسة أخري يشرح سليمان العطار مصطلح "الموتيف"، لكنه ينقله إلي الأدب الشعبي واصفا إياه ب"موقف نمطي مكثف في بنيته السطحية، يترجم في العمل إلي عدد كبير من العناصر السردية تتعالق رأسيا وأفقيا لتشكيل بنية عميقة، وهذا الموقف النمطي له ملامح خارجية وداخلية محدودة، تتميز بقدر كبير من الثبات"، كما يلفت الباحث إلي أن الموتيف صار مفهوماً مركزياً في الحكايات الشعبية.. مشيراً إلي تلاقي الملاحم والحكايات في المواقف والشخصيات مما يؤكد شيوع بعض الموتيفات بها. الحفلات الأفريقية وأقنعتها اكتشاف يقدمه المترجم حمدان عبد الرحمن في هذا العدد، يبرز المترجم أن التنكر لحظة الرقص لا يقصد به التسلية فقط، وإنما الغرض منه أن يحمّل الراقص بروح قوية حية، حيث يحجب القناع الهوية الإنسانية لتحل محلها من خلال حركات الراقص المتنكر إيحاءات لكيان جديد لا تنقصه القوة، في إشارة إلي عالم ما وراء الطبيعة. كما يشمل المترجم دراسته بطرق صناعة الأقنعة، والحرفيين العاملين بهذا المجال. كما يعرض محمد البحيري أغاني الأفراح في الدلتا، ويتناول شعبان يوسف مسرح الأراجوز في روسيا، وكذلك فن الكليم الأسيوطي في محاولة من جانب أيمن حامد لمقاموة اندثار هذا الفن الفطري. أما ما يميز العدد قصتان شعبيتان لقبائل الهوسا النيجيرية، ترجمتها نهي عبد الله خيرت، إلي جانب مدونة أحمد بهي الدين أحمد لتراث المواليد في لسيرة الهلالية بمحافظة كفر الشيخ.