رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق    أسعار الخضار والفاكهة اليوم في سوق العبور 9 مايو 2025    التموين تعلن آخر موعد لصرف الدعم الإضافي على البطاقة    عاجل| القوات المسلحة تشارك في العرض العسكري بموسكو احتفالًا بالذكرى ال80 لعيد النصر    الاتحاد الأوروبي يتعهد بدفع مليار يورو من الأصول الروسية المجمدة لتمويل الصناعة العسكرية الأوكرانية    رئيس رابطة الكتاب: صلاح أعاد كتابة التاريخ وشعبيته نادرة    عاجل.. الزمالك يُصعّد: نطالب بحسم مصير "القمة" قبل 13 مايو لضمان العدالة في المنافسة على اللقب    ضبط 4 أشخاص بتهمة الاتجار في المخدرات بالإسكندرية    ملتقى الثقافة والهوية الوطنية بشمال سيناء يؤكد رفض التهجير والتطبيع مع الكيان الصهيوني    الزمالك في جولته الأخيرة أمام المقاولون في دوري الكرة النسائية    حكماء المسلمين يهنئ البابا ليو الرابع عشر بمناسبة انتخابه رئيسا للكنيسة الكاثوليكية    10 لاعبين يمثلون مصر في البطولة الأفريقية للشطرنج بالقاهرة    محمد رياض يعلن تشكيل اللجنة العليا للدورة ال18 للمهرجان القومي للمسرح    الإفتاء توضح شروط وأحكام حج الحامل والمرضع    دمياط: قافلة طبية تحت مظلة حياة كريمة تقدم العلاج ل 1575 شخصا    وزير الري يؤكد سرعة اتخاذ قرارات طلبات تراخيص الشواطئ دعما للمستثمرين    إدارة شئون البيئة بالإسماعيلية تعقد حلقات حوارية للصيادين ببحيرة التمساح (صور)    تعليم الأقصر يحصد 9 مراكز على مستوى الجمهورية في نشاط الكشافة    عاجل.. الاتحاد السعودي يعلن تدشين دوري جديد بداية من الموسم المقبل 2025-2026    الشباب والرياضة بالأقصر تنظم ورشة عمل الاكسسوارات والأعمال الحرفية    أبو بكر الديب يكتب: مصر والمغرب.. تاريخ مشترك وعلاقات متطورة    دون وقوع إصابات... سقوط سلك كهرباء تيار عالي على 3 منازل بكفر الشيخ والحماية المدنية تخمد الحريق    ضبط شخص بالوادي الجديد لقيامه بالترويج لبيع الأسلحة البيضاء بمواقع التواصل    13 شهيدا وهدم للمنازل.. آخر تطورات العدوان الإسرائيلي في طولكرم ومخيميها    مصر أكتوبر: مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات موسكو تعكس تقدير روسيا لدور مصر    مروان موسى: أنا مش سلعة علشان أقعد أتابع أرقام الأغاني    المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز توت عنخ آمون استعدادا للافتتاح الرسمي    محمد رياض يعلن تشكيل اللجنة العليا للدورة ال18 للمهرجان القومى للمسرح    ووكر بيرسى.. ضائع فى هذا العالم    تهدئة أم تخلي.. كيف غيّر اتفاق واشنطن مع الحوثيين ميزان التحالف الأمريكي- الإسرائيلي؟    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    قصة وفاء نادرة.. كيف ردّ النبي الجميل لامرأتين في حياته؟    رئيس مصلحة الضرائب: رفع نحو 1.5 مليار وثيقة إلكترونية على منظومة الفاتورة الإلكترونية حتى الآن    «الصحة» تُطلق مشروع التكامل بين مراكز زراعة الكبد والجهاز الهضمي    لطفل عمره 13 عامًا وشقيقته هي المتبرع.. نجاح أول عملية زرع نخاع بمستشفى أبوالريش المنيرة    وزيرة البيئة: التمويل وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا عوامل مُمكّنة وحاسمة للعمل المناخي    محمد صلاح يحصد جائزة "لاعب الموسم" من رابطة الكتاب 22 مايو    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    ضبط دقيق مجهول المصدر وأسطوانات بوتاجاز مدعمة قبل بيعها بالسوق السوداء بالمنوفية    سقوط شبكة دولية لغسل 50 مليون جنيه من تجارة المخدرات بمدينة نصر    سنن النبي وقت صلاة الجمعة.. 5 آداب يكشف عنها الأزهر للفتوى    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    إعلام إسرائيلي: تفاؤل أمريكى بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة    جدول امتحانات خامسة ابتدائي الترم الثاني 2025 بالقليوبية «المواد المضافة للمجموع»    إنفانتينو يستعد لزيارة السعودية خلال جولة ترامب    الموافقة على الإعلان عن التعاقد لشغل عدة وظائف بجامعة أسيوط الأهلية (تفاصيل)    أسعار الدولار أمام الجنيه المصري.. اليوم الجمعة 9 مايو 2025    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    في ظهور رومانسي على الهواء.. أحمد داش يُقبّل دبلة خطيبته    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    البابا تواضروس يعود إلى أرض الوطن بعد زيارة رعوية استمرت أسبوعين    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لأن الثقافة في الوطن العربي تأتي في ذيل كل الأولويات
»السكتة القلبية« تهدد المجلات الثقافية!
نشر في أخبار الأدب يوم 16 - 04 - 2016

دائما ما تعاني المطبوعات الثقافية،وحاليا أصبحت تعاني بشكل أكبر. يعوقها كثير من الصعوبات التي قد تصل بها في نهاية المطاف إلي التوقف المؤقت،أو الإغلاق، وهو ما حدث مؤخرا مع بعض المجلات مثل "دبي الثقافية" التي وُضعت لها كلمة النهاية دون سابق إنذار، ويخشي الكثيرون من أن يصيب نفس المصير مجلة "العربي" الكويتية التي تتأخر أعدادها في السوق منذ بداية العام الحالي، علاوة علي ذلك ما تعانيه بعض المجلات الثقافية المصرية من عدم انتظام في الصدور أو مشكلات في التوزيع وعدم وصولها للقارئ المستهدف.
هنا نستطلع آراء المسئولين في المجلات الثقافة لنعرف ما يواجه هذه المطبوعات المهمة من مشكلات وحجم التهديد الذي يقودها أحيانا إلي الإغلاق.
تقول الكاتبة الصحفية فريدة النقاش، رئيس تحرير مجلة "أدب ونقد" الأسبق: "أزمة المجلات الثقافية هي جزء من أزمة الصحافة الورقية بشكل عام في العالم، أما بالنسبة للعالم العربي؛ فمعظم المجلات الثقافية المعروفة والتي كانت منتظمة طيلة عقود، تصدر في بلدان الخليج الغنية بالنفط، والتي تواجه الآن تراجعا متواصلا في أسعاره، وبالتالي فهي تختار إغلاق ما تراه غير ضروري، ونحن نعرف أن الثقافة في الوطن العربي تأتي في ذيل كل الأولويات الأخري، وأول شيء تفكر الحكومات في الاستغناء عنه عندما تضطر لخفض إنفاقها هو المنتج الثقافي كالسينما والمطبوعات الثقافية والكتاب، وبالتالي تصبح المجلات الثقافية هي الضحية الأولي لهذه العملية، حتي أنه في الصحف غالبا عندما يتواجد إعلان، تكون الصفحة الثقافية هي الأقرب للحذف من أجله، فالحكومات تعتبر الثقافة ترفا أو شيئا زائدا عن الحاجة، وهذه النظرة قاصرة جدا، وكانت لابد أن تؤدي إلي ما نحن فيه من انتشار الجهل والأمية الثقافية والوعي المشوه، كما أن ثورة الاتصال والانترنت والفيسبوك والمواقع الإلكترونية؛ سحبت الكثير من جمهور هذه المطبوعات، خاصة بين الشباب، وبالتالي أصبحت معرضة للخسائر المتواصلة، وإذا لم تجد دعما من الحكومات فإنها تغلق أبوابها".
وعن كيفية مواجهة تلك الأزمة، تقول النقاش: "لابد أن تتغير نظرة الحكومات للثقافة، خاصة بعد انتشار الإرهاب علي نطاق واسع وانجذاب قطاعات كبيرة ومتزايدة من الشباب نحو الإيديولوجية الدينية المتطرفة، فلابد أن تهتم النظم السياسية اهتماما خاصا بالثقافة وتضعها في مقدمة جدول أعمالها، لأن هذا هو الملاذ الدائم والاستراتيجي لمواجهة أفكار التطرف والعنف والقراءة النصية للدين واستخدام السلاح في مواجهة المجتمع والحكومة، أما المسألة الأخري؛ والتي تعلمناها من تجربة مكتبة الأسرة في مصر، حيث وزعت توزيعا هائلا، لأن الجمهور فقير وأسعار مطبوعاتها كانت زهيدة جدا وفي متناول الفقراء، وهذا يوضح لنا أن دعم الحكومة للمجلات والكتب والصحف الجادة هو ضرورة في هذا العصر الذي ينجذب فيه الشباب بشكل خاص نحو وسائل الاتصال الجماهيري ويبتعدون عن المطبوعات الورقية ومن بينها المجلات الثقافية".
تضيف النقاش: "لقد عاشت تلك المجلة لمدة 30 عاما علي الجهد المتواصل الذي يبذله العاملون فيها دون أجر، وعلي تبرعات القراء، ولكن أسعار الورق والأحبار والطباعة ترتفع، ولن يكون التطوع بصفة دائمة هو الحل، فهذا يؤدي إلي تضييق رقعة الذين ينشرون في المجلة، ولذلك لابد من الدعم الحكومي، وهو ما لن يأتي إلا إذا تغيرت نظرة النظم السياسية والحكومات والأحزاب للثقافة".
من جانبه؛ يري الأديب محمد المنسي قنديل، رئيس تحرير مجلة "إبداع"، أن المجلات الثقافية دائما تواجه المشكلات وتعاني من قلة التوزيع، فيقول: "كانت هناك مجلات لها تاريخ قديم استطاعت تحقيق أرقام هائلة جدا في التوزيع مثل العربي الكويتية، والتي عملت بها فترة من الزمن، كنا نطبع حوالي 120 ألف نسخة، لكن تلك المجلات ذات طبيعة خاصة، ليس لها جماهيرية ضخمة بحيث تنتشر وتحقق أعدادا مرتفعة، بالإضافة إلي وجود الوسائل الأخري مثل الكمبيوتر والانترنت والتليفزيون بمحطاته المتنوعة، وهو ما أثر كثيرا علي المجلات، فحتي مجلة العربي نفسها ظل توزيعها ينخفض تدريجيا كلما تقدمت وسائل الاتصال الحديثة، فعلي سبيل المثال؛ كان هناك باب بالمجلة خاص بالاستطلاعات، نسافر خلاله إلي بلدان كثيرة لعمل تحقيقات، لكنه فقد قيمته مع تطور التليفزيون الذي يقدم أفلاما كاملة عن أي بلد يرغب المتلقي في مشاهدتها، كما أن طباعة المجلات تكلفتها عالية ولا تحقق ربحا، لذلك لابد أن تكون مدعومة من الدولة، فلا توجد مجلة تستطيع الصمود وحدها سواء هنا أو في الخليج، وما حدث مع مجلة دبي الثقافية لم يكن مجرد توقف وإنما "موت بالسكتة القلبية"، فمن الغريب أن تكون مجلة ضخمة وفاخرة الطباعة وسخية في مكافآتها، وتتوقف فجأة هكذا، ولا أعتقد أن السبب هو قلة التوزيع، أظن هناك خلافات كثيرة جدا ومشاكل تخصها كمجلة ثقافية جعلتها تتوقف".
وعن تجربة مجلة "إبداع"، يقول قنديل: "نحن نصدرها لتناسب الواقع الثقافي المصري، طموحها الرئيسي أن تكتشف المزيد من الأقلام الشابة، وأظن أنها نجحت في ذلك حتي الآن، لكن ينقصها جهاز توزيع جيد يجعلها تصل إلي أركان جديدة، فنحن نحاول تعويض ذلك بوضع نسختها "البي دي إف" علي الانترنت، إلا أنني أتمني أن تحصل المجلة علي دعم أكبر من الوزارة وأن يكون لها جهاز توزيع جيد لتصل إلي الشباب الذين يكتبون بها ويحلمون برؤية اسمهم مطبوعا علي صفحاتها، فالهدف الأكبر هو مواطن الأقاليم لأنه الأحوج للمنتجات الثقافية".
وبشأن لجوئهم لاستخدام الانترنت لنشر المجلة وإن كان ذلك مؤشرا لزوال النسخة الورقية، يقول المنسي: "أتمني أن يأتي اليوم الذي تزول فيه الكتب والصحافة الورقية ولا يكون هناك شيئ اسمه ورق، لأننا بسببه نعتدي علي مساحات كبيرة من الغابات والخضرة، ربما تنقذ الصحافة الإلكترونية بعضا من البقية الباقية من مستقبل البشرية، فالورق هو أكبر عدو لوجودنا علي الأرض".
الروائي سعد القرش، رئيس تحرير مجلة "الهلال"؛ فضل الحديث عن تجربته مع المجلة، التي يعتبرها خاصة جدا ومستقلة، ويستطرد: "هي مجلة القارئ والمثقف العربي بوجه عام، فلا علاقة للدولة بها إلا من حيث تسهيل الإطلاع، ولكن الخدمة لا تصل إلي مستحقيهابسبب التوزيع سواء داخل مصر أو خارجها، فالمجلة لا تصل إلي أحياء كاملة في القاهرة، وهناك محافظات لا يصلها إلا بضع نسخ فقط منها، أما بالنسبة للتوزيع في الخارج، فالمجلة كانت صوت مصر، والآن ما يزيد عن نصف كتابها من العرب، لذلك يغلب عليها الطابع العربي في كثير من الأحيان، وهذا هو دورها منذ تأسيسها قبل 124 عاما، ولكن شركة "القومية للتوزيع" التي تحتكر توزيع المطبوعات المصرية في الخارج لا تقوم بدورها إلا باستثناءات قليلة، فهل يعقل مثلا أن يكون في المجلة 35 نصا شعريا من الجزائر بما يشكل ديوانا للشعر الجزائري الآن، ولا تصل المجلة إلي الجزائر، وكذلك فيما يخص طرح ملفات إبداعية عن القصة في المغرب واليمن والإبداع السوري والعراقي والشعر في تونس وغيره، نحن ننشر لكتاب لا يقرأون المجلة".
يستكمل القرش: "لابد أن نكون علي قدر المسئولية في الأشياء التي لا نملك غيرها، فنحن لا نملك أي شيء علي الإطلاق سوي القيام بدور ثقافي، لأننا مؤهلون لهذا الدور، ولكن الدولة عليها إيصال هذه الخدمة، فمنذ توليت مهمة "الهلال"؛الكتاب العرب يكتبون مجانا تقريبا، ورغم ذلك يكتبون بحماس شديد، لأنهم - كما قيل لي في البداية - يستعيدون مجلتهم التي تربوا عليها ويريدون رد الجميل لها بالكتابة فيها لأجيال أخري، فعلي الأقل؛ يجب أن تصل هذه الكتابات إلي القارئ".
أرجع الكاتب صبحي موسي، رئيس تحرير مجلة "الثقافة الجديدة"سابقاً، الأمر إلي الوسائل الحديثة القائمة علي شبكة المعلومات الدولية، والتي تهدد كل أدوات المعرفة الورقية، لسرعتها ويسرها، ويضيف: "استطاعت التكنولوجيا الحديثة توفير الخدمات بشكل أفضل وأكثر إتاحة للجميع، وهذا أثر بالضرورة علي الجرائد والمجلات الورقية بشكل أساسي، فجميعها متعثرة في مقابل حالة من الرواج لصالح المواقع الإلكترونية، لكننا مازلنا في العالم العربي لم نصل بعد إلي درجة رفاهية كبري تمكننا من إلغاء الطباعة الورقية والتعامل مع الانترنت بشكل مباشر، مما يضطرنا إلي الوقوف مع الأشكال القديمة بدرجة ما، لأنها مازالت أدوات نافعة بالنسبة للتثقيف العام، خاصة في ظل وجود هيئات معنية برفع الوضع الثقافي العام، كقصور الثقافة أو هيئة الكتاب، فهي جهات غير استثمارية، ولكنهم يصنعون الإشكاليات بأنفسهم، من خلال تخفيض عدد المطبوع،فعندما تصدر دورية في 2000 نسخة علي مستوي بلد بتعداد 90 مليون مواطن، فالأمر يحتاج إلي إعادة نظر في خريطة التوزيع علي مستوي الجمهورية، بما يؤكد أننا نحن أنفسنا نصنع مأزق جديد للمجلات الثقافية في ظل مأزقها العام في العالم كله وهو الانترنت، للأسف لدينا أكثر من 20 مجلة لكنها جميعا لا تؤتي بثمارها لأنها مجرد رقم".
بينما إلكترونيا؛ يشير موسي إلي ضرورة وجود تكامل بين المجلة وموقعهاالإلكتروني، بحيث تستفيد عندما تنسحب ورقيا،فيكون القارئ مستمرا معها علي الشكل الإلكتروني الحديث، ويستطرد:"للأسف أغلب المجلات لا تفعل ذلك وغالبية المواقع الحكومية علي الانترنت لديها مشاكل عظمي، ويتحكم فيها شخص أو اثنين، فمن المفترض أن يكون لمجلة مثل الثقافة الجديدة موقع حدثي يتابع الواقع الثقافي لحظة بلحظة، ولكننا بالكاد لدينا صفحة علي الفيسبوك نتيح من خلالها العدد "بي دي إف"، فمازالت النظرة إلي الثقافة الرقمية، وظيفية قديمة لا معني لها".
فيما يخص المجلات العربية مثل دبي الثقافية والعربي أو عالم المعرفة، يقول موسي:"هذه جهات بدرجة ما هادفة إلي الربح، وإذا قارنّا نوع المطبوع وجودته والمكافآت المجزية التي تُعطي للكتاب، تصبح المؤسسة في مأزق لأنها لن تستطيع تحقيق دخل موازي لذلك، ومن ثم يكون عليها إعادة تقييم الأوضاع، لكن مؤسساتنا وضعها مختلف بعض الشيء لأنها خدمية، بل أن البعض منها لا يقف عند فكرة تحقيق عائد، وإنماعلي استعداد أن يخسر، مثل قصور الثقافة، في مقابل تقديم رسالته، ونحن للأسف لدينا جمهور كبير في النجوع والقري وغيرها، ممن لا يتعاملون حتي الآن مع الثقافة الرقمية بشكل جيد، وبالتالي مضطرين لتوفيرها ورقيا، لأن دوري كمؤسسة هو تفعيل الوعي الثقافي في الشارع وسياسته، وعدم ترك الساحة لصالح الجماعات السلفية والفكر القديم، فإذا كانت لديك خطة لمواجهة الفكر الظلامي لن يكون ذلك بطباعة 2000 نسخة، فالمواجهة تحتاج نوعا من التحدي وخطة كبيرة وحضور ورقي ممسوك في الشارع".
برؤية نقدية، يفسر د.مدحت الجيار، رئيس تحرير مجلة "الرواية" قائلا: "المجلات الثقافية بشكل عام خدمة اجتماعية وفكرية للمواطنين في أي مكان، ولذلك هي تتكلف مبالغ أكبر من السعر الذي تباع به في الأسواق، وبالتالي لابد لأي وزارة أو دولة تصدر مطبوعات ثقافية أن تتحمل التكلفة الاقتصادية، فبالنسبة لدول الخليج؛ هم نفذوا إلي مجال به تهديد من الإرهاببمعظم البلدان، وبالتالي زادت مصروفاتهم في التسليح، ونظرا لأن اقتصادهم الآن اقتصاد حرب، فبعض الدول الخليجية قررت إنهاء خدمةعددا من المجلات الثقافية بسبب التمويل، لأنهم في حالة من الحرب يتكبدون خلالها تكاليف عالية جدا".
أما في مصر، فيقول الجيار:"الأمور الثقافية لدينا طبيعية، والمجلات كذلك، فهناك استمرار واستقرار في الدوريات الثقافية المصرية، سواء كانت جرائد أو مجلات أو كتبا، ومنها بالطبع مجلة "الرواية"، التي تصدر في مواعيدها، رغم أن تكلفة العدد تزيد عن تكلفة البيع 100٪، لكنها خدمة تقدمها وزارة الثقافة المصرية للجماهير سواء في مصر أو خارجها، وحتي الآن لم نصادف أي أزمة، فالكتاب يحصلون علي حقوقهم المادية، وكذلك الموظفون وهيئة التحرير، كما أن التوزيع يزداد عددا بعد الآخر، فهي أكثر المجلات الصادرة عن وزارة الثقافة توزيعا، طبقا للإحصاءات التي تقوم بها الوزارة، إلي جانب أنها جغرافيا تصل إلي كل المحافظات والأقاليم بما فيها المناطق البعيدة كمرسي مطروح أو أسوان، لذا نفكر الآن في زيادة المطبوعات؛ لإرسالها إلي الدول التي تأثرت بالحروب وأنقصت إصدار المطبوعات الثقافية، حيث نحلم بتعويض هذه البلدان بإصدارات وزارة الثقافة، ومنها مجلة الرواية".
بينما يتساءل القاص سعيد الكفراوي: "في ظل ازدحام وسائل الاتصال والنشر ومزاحمة التقنيات الرقمية، يجب أن تطرح المجلات الورقية سؤالا؛ لماذا تصدر؟ وهل هذا الواقع المتغير في حاجة لصدور مجلات بصيغ قديمة أم مطلوب من المجلات تطوير رؤيتها؟فالكثير من المجلات الثقافية تعيش أزمة التخلف عن الواقع، والبعد عن الأسئلة الجديدة المطروحة علي الفعل الثقافي، فلابد لأي مجلة تصدر أن يكون في وعيها تعبير عن الحرية، والنقد الذي يعبر عن الحقيقة عبر مواد لمتخصصين، وأن تهتم بتجارب الكتابة الجديدة في الإبداع؛ شعرا وقصة ورواية ونقدا، محاورة قضايا الواقع مثل الحريات والمصادرة وقوانين ازدراء الأديان ومجابهة فساد أي سلطة، رحم الله طه حسين الذي أصدر الكاتب المصري، فكانت مجلة في حينها لا تهتم بمقال نقدي أو مناقشة ظاهرة ولكنها كانت تحرث الأرض وتمهدها أمام الكتابات الجديدة والرؤي الجديدة، فعبر هذه المجلة عرفنا الوجودية وقرأنا كافكا وألبير كامي وسارتر، وفتحت أمامنا رؤية، وكذلك فعل يحيي حقي في مجلة المجلة".
واستطرد الكفراوي:"كما أن هناك جدلا وصراعا موجودا بين المطبوعة الورقية وما يجري في التقنيات الحديثة، التي تهدد زمن الكتاب والقراءة ومتعتها، فهناك أزمة في المحتوي تعاني منها أغلب مجلاتنا، باستثناء حاليا مجلة إبداع التي رفعت شعار "إذا لم أجد مادة في الإنتاج المحلي أقوم بالترجمة"، فمن خلال اختياراتها المتقدمة جدا أصبحت في قلب العصر".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.