"العلاج الطبيعي" تقرر تحريك دعوى قضائية لإلزام وزارة العمل بوقف اللجنة النقابية للإصابات والتأهيل    وزير التعليم العالي: الجامعات الأهلية تحظى بدعم كبير من القيادة السياسية    الادارية العليا تستقبل 31 طعناً على نتيجة ال 30 دائرة الملغاة    الرئيس السيسي: مصر تعتزم المشاركة في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة بالصومال    رئيس الوزراء: تعليمات مشددة من الرئيس السيسي باتباع منظومة تشغيل متطورة للملاحة الجوية    87 ألف طن قمح رصيد صوامع الغلال بميناء دمياط اليوم    وزير الإسكان يختتم جولته اليوم بتفقد مشروع طريق محور سفنكس    محافظ أسوان يبحث توصيل الخدمات والمرافق ل40 مصنعا.. اعرف التفاصيل    «مصر للسياحة» تخطط لتطوير الفنادق التابعة والتوسع في تطبيقات التحول الرقمي    500 ألف نسمة في 4 أشهر.. الإحصاء: عدد سكان مصر بالداخل يصل 108.5 مليون    السيسي: أفريقيا تمتلك موارد طبيعية وبشرية تؤهلها لاحتلال المكانة التي تستحقها عالميا    افتتاح أعمال المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة «الروسية-الأفريقية».. ووزير الخارجية يلقى كلمة افتتاحية نيابة عن رئيس الجمهورية    ماذا جاء في وثائق إبستين عن ترامب؟    انهيار مبنيين متضررين من قصف للاحتلال الإسرائيلي على غزة    مباشر الدوري الإنجليزي - نيوكاسل (2)-(0) تشيلسي.. جوووول الثااني    وزير الشباب من داخل ملتقى التوظيف بالمنيا: نطالب الشباب بالتفاعل لبناء الذات ولا وقت للكسل    مواجهة نارية على لقب البريميرليج.. مانشستر سيتي يصطدم بوست هام اليوم    أمم إفريقيا - نجم جنوب إفريقيا السابق ل في الجول: سنقدم أداء جيد في البطولة.. ومصر ستتصدر المجموعة    أمم إفريقيا - مؤتمر الركراكي: حكيمي ضحى من أجل المغرب.. ولا أشعر بالضغط    الداخلية تكشف ملابسات تجمع أنصار مرشح خاسر بانتخابات مجلس النواب بديرب نجم    تأجيل محاكمة متهم بقتل صاحب منزل لسرقة أمواله بشبرا الخيمة للأربعاء المقبل    تعليم جنوب سيناء تعلن جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول لمرحلة الثانوية العامة صباحي ومسائي    وزير الثقافة ينعى الفنانة سمية الألفي    المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية يطلق الدورة الأولى من مسابقة زكريا الحجاوي لدراسات الفنون الشعبية    خبير: إسرائيل حولت الهدنة إلى حرب صامتة ومخطط قوة الاستقرار تخدم أهدافها    وصول 14 من أطباء الجامعات المصرية إلى مستشفى العريش العام لفحص المرضى بالمجان    النيابة الإدارية تواصل تلقى طلبات التعيين بوظيفة معاون نيابة إلكترونيا.. المواعيد    الكويت تحتفل بالذكري الثانية لتولي الشيخ مشعل الأحمد مقاليد الحكم .    إصابة 7 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بطريق الفيوم القاهرة الصحراوي    بعد إعلان ارتباطه رسميا.. هذا هو موعد زفاف أحمد العوضي    محمد عنتر: الزمالك "اختياري المفضل" دائما على حساب الأهلي.. والأندية الشعبية في خطر    رئيس هيئة التأمين الصحي في زيارة تفقدية لمبنى الطوارئ الجديد بمستشفى 6 أكتوبر    ضبط طن ونصف استربس دواجن وبسطرمة مجهولة المصدر بشبرا الخيمة    سحب 666 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    وزارة العمل: 664 محضرا خلال 10 أيام لمنشآت لم تلتزم بتطبيق الحد الأدنى للأجور    محكمة باكستانية تقضي بسجن عمران خان وزوجته 17 عاما في قضية فساد    المخرج الفلسطيني يوسف صالحي: ترجمت الألم الداخلي إلى لغة سينمائية في فيلم «أعلم أنك تسمعني»    دار الإفتاء تعلن نتيجة رؤية هلال شهر رجب لعام 1447 هجريا بعد المغرب    روسيا تعلن تحرير بلدتين جديدتين شرق أوكرانيا    موعد مباراة المغرب وجزر القمر في افتتاح أمم أفريقيا 2025    مستشار الرئيس للصحة: الوضع الوبائي مستقر تمامًا ولا يوجد خطر داهم على أطفالنا    دار الإفتاء توضح علامات الاستخارة وتحذر من ربطها بالأحلام فقط    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : لعنة الله على تلك .. المسماة " ديمقراطية !?    فوز الدكتور أحمد طه بجائزة الطبيب العربى 2025.. وعميد قصر العينى يهنئه    إقبال جماهيري على «حفلة الكاتشب» في ليلة افتتاحه على مسرح الغد بالعجوزة    نجم الزمالك السابق: أحمد عبدالرؤوف مُطالب بالتعامل بواقعية في المباريات    إزالة 10حالات تعد وبناء مخالف في الغربية    مكتبة مصر العامة بالأقصر تستقبل وفد المركز الثقافي الكوري لبحث التعاون    المبادرات الرئاسية تعيد كتابة التاريخ الصحي لمصر    أزهري يعلق علي مشاجرة الرجل الصعيدي مع سيدة المترو: أين هو احترام الكبير؟    نشرة أخبار طقس اليوم السبت 20 ديسمبر| الأرصاد تحذر من أجواء شديدة البرودة    ذكرى ميلاده ال95.. صلاح جاهين يصرخ عام 1965: الأغنية العربية في خطر!    مواقيت الصلاه اليوم السبت 20ديسمبر 2025 فى المنيا    الأنبا فيلوباتير يتفقد الاستعدادات النهائية لملتقى التوظيف بمقر جمعية الشبان    محمد معيط: روشتة صندوق النقد الدولي عادة لها آلام وآثار تمس بعض فئات المجتمع    القبض على إبراهيم سعيد لاعب كرة القدم السابق وطليقته داليا بدر بالقاهرة الجديدة    نائب وزير الخارجية يلتقي الممثل الخاص لسكرتير الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث    طائرات ومروحيات أمريكية تشن هجوما كبيرا على عشرات المواقع لداعش وسط سوريا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لأن الثقافة في الوطن العربي تأتي في ذيل كل الأولويات
»السكتة القلبية« تهدد المجلات الثقافية!
نشر في أخبار الأدب يوم 16 - 04 - 2016

دائما ما تعاني المطبوعات الثقافية،وحاليا أصبحت تعاني بشكل أكبر. يعوقها كثير من الصعوبات التي قد تصل بها في نهاية المطاف إلي التوقف المؤقت،أو الإغلاق، وهو ما حدث مؤخرا مع بعض المجلات مثل "دبي الثقافية" التي وُضعت لها كلمة النهاية دون سابق إنذار، ويخشي الكثيرون من أن يصيب نفس المصير مجلة "العربي" الكويتية التي تتأخر أعدادها في السوق منذ بداية العام الحالي، علاوة علي ذلك ما تعانيه بعض المجلات الثقافية المصرية من عدم انتظام في الصدور أو مشكلات في التوزيع وعدم وصولها للقارئ المستهدف.
هنا نستطلع آراء المسئولين في المجلات الثقافة لنعرف ما يواجه هذه المطبوعات المهمة من مشكلات وحجم التهديد الذي يقودها أحيانا إلي الإغلاق.
تقول الكاتبة الصحفية فريدة النقاش، رئيس تحرير مجلة "أدب ونقد" الأسبق: "أزمة المجلات الثقافية هي جزء من أزمة الصحافة الورقية بشكل عام في العالم، أما بالنسبة للعالم العربي؛ فمعظم المجلات الثقافية المعروفة والتي كانت منتظمة طيلة عقود، تصدر في بلدان الخليج الغنية بالنفط، والتي تواجه الآن تراجعا متواصلا في أسعاره، وبالتالي فهي تختار إغلاق ما تراه غير ضروري، ونحن نعرف أن الثقافة في الوطن العربي تأتي في ذيل كل الأولويات الأخري، وأول شيء تفكر الحكومات في الاستغناء عنه عندما تضطر لخفض إنفاقها هو المنتج الثقافي كالسينما والمطبوعات الثقافية والكتاب، وبالتالي تصبح المجلات الثقافية هي الضحية الأولي لهذه العملية، حتي أنه في الصحف غالبا عندما يتواجد إعلان، تكون الصفحة الثقافية هي الأقرب للحذف من أجله، فالحكومات تعتبر الثقافة ترفا أو شيئا زائدا عن الحاجة، وهذه النظرة قاصرة جدا، وكانت لابد أن تؤدي إلي ما نحن فيه من انتشار الجهل والأمية الثقافية والوعي المشوه، كما أن ثورة الاتصال والانترنت والفيسبوك والمواقع الإلكترونية؛ سحبت الكثير من جمهور هذه المطبوعات، خاصة بين الشباب، وبالتالي أصبحت معرضة للخسائر المتواصلة، وإذا لم تجد دعما من الحكومات فإنها تغلق أبوابها".
وعن كيفية مواجهة تلك الأزمة، تقول النقاش: "لابد أن تتغير نظرة الحكومات للثقافة، خاصة بعد انتشار الإرهاب علي نطاق واسع وانجذاب قطاعات كبيرة ومتزايدة من الشباب نحو الإيديولوجية الدينية المتطرفة، فلابد أن تهتم النظم السياسية اهتماما خاصا بالثقافة وتضعها في مقدمة جدول أعمالها، لأن هذا هو الملاذ الدائم والاستراتيجي لمواجهة أفكار التطرف والعنف والقراءة النصية للدين واستخدام السلاح في مواجهة المجتمع والحكومة، أما المسألة الأخري؛ والتي تعلمناها من تجربة مكتبة الأسرة في مصر، حيث وزعت توزيعا هائلا، لأن الجمهور فقير وأسعار مطبوعاتها كانت زهيدة جدا وفي متناول الفقراء، وهذا يوضح لنا أن دعم الحكومة للمجلات والكتب والصحف الجادة هو ضرورة في هذا العصر الذي ينجذب فيه الشباب بشكل خاص نحو وسائل الاتصال الجماهيري ويبتعدون عن المطبوعات الورقية ومن بينها المجلات الثقافية".
تضيف النقاش: "لقد عاشت تلك المجلة لمدة 30 عاما علي الجهد المتواصل الذي يبذله العاملون فيها دون أجر، وعلي تبرعات القراء، ولكن أسعار الورق والأحبار والطباعة ترتفع، ولن يكون التطوع بصفة دائمة هو الحل، فهذا يؤدي إلي تضييق رقعة الذين ينشرون في المجلة، ولذلك لابد من الدعم الحكومي، وهو ما لن يأتي إلا إذا تغيرت نظرة النظم السياسية والحكومات والأحزاب للثقافة".
من جانبه؛ يري الأديب محمد المنسي قنديل، رئيس تحرير مجلة "إبداع"، أن المجلات الثقافية دائما تواجه المشكلات وتعاني من قلة التوزيع، فيقول: "كانت هناك مجلات لها تاريخ قديم استطاعت تحقيق أرقام هائلة جدا في التوزيع مثل العربي الكويتية، والتي عملت بها فترة من الزمن، كنا نطبع حوالي 120 ألف نسخة، لكن تلك المجلات ذات طبيعة خاصة، ليس لها جماهيرية ضخمة بحيث تنتشر وتحقق أعدادا مرتفعة، بالإضافة إلي وجود الوسائل الأخري مثل الكمبيوتر والانترنت والتليفزيون بمحطاته المتنوعة، وهو ما أثر كثيرا علي المجلات، فحتي مجلة العربي نفسها ظل توزيعها ينخفض تدريجيا كلما تقدمت وسائل الاتصال الحديثة، فعلي سبيل المثال؛ كان هناك باب بالمجلة خاص بالاستطلاعات، نسافر خلاله إلي بلدان كثيرة لعمل تحقيقات، لكنه فقد قيمته مع تطور التليفزيون الذي يقدم أفلاما كاملة عن أي بلد يرغب المتلقي في مشاهدتها، كما أن طباعة المجلات تكلفتها عالية ولا تحقق ربحا، لذلك لابد أن تكون مدعومة من الدولة، فلا توجد مجلة تستطيع الصمود وحدها سواء هنا أو في الخليج، وما حدث مع مجلة دبي الثقافية لم يكن مجرد توقف وإنما "موت بالسكتة القلبية"، فمن الغريب أن تكون مجلة ضخمة وفاخرة الطباعة وسخية في مكافآتها، وتتوقف فجأة هكذا، ولا أعتقد أن السبب هو قلة التوزيع، أظن هناك خلافات كثيرة جدا ومشاكل تخصها كمجلة ثقافية جعلتها تتوقف".
وعن تجربة مجلة "إبداع"، يقول قنديل: "نحن نصدرها لتناسب الواقع الثقافي المصري، طموحها الرئيسي أن تكتشف المزيد من الأقلام الشابة، وأظن أنها نجحت في ذلك حتي الآن، لكن ينقصها جهاز توزيع جيد يجعلها تصل إلي أركان جديدة، فنحن نحاول تعويض ذلك بوضع نسختها "البي دي إف" علي الانترنت، إلا أنني أتمني أن تحصل المجلة علي دعم أكبر من الوزارة وأن يكون لها جهاز توزيع جيد لتصل إلي الشباب الذين يكتبون بها ويحلمون برؤية اسمهم مطبوعا علي صفحاتها، فالهدف الأكبر هو مواطن الأقاليم لأنه الأحوج للمنتجات الثقافية".
وبشأن لجوئهم لاستخدام الانترنت لنشر المجلة وإن كان ذلك مؤشرا لزوال النسخة الورقية، يقول المنسي: "أتمني أن يأتي اليوم الذي تزول فيه الكتب والصحافة الورقية ولا يكون هناك شيئ اسمه ورق، لأننا بسببه نعتدي علي مساحات كبيرة من الغابات والخضرة، ربما تنقذ الصحافة الإلكترونية بعضا من البقية الباقية من مستقبل البشرية، فالورق هو أكبر عدو لوجودنا علي الأرض".
الروائي سعد القرش، رئيس تحرير مجلة "الهلال"؛ فضل الحديث عن تجربته مع المجلة، التي يعتبرها خاصة جدا ومستقلة، ويستطرد: "هي مجلة القارئ والمثقف العربي بوجه عام، فلا علاقة للدولة بها إلا من حيث تسهيل الإطلاع، ولكن الخدمة لا تصل إلي مستحقيهابسبب التوزيع سواء داخل مصر أو خارجها، فالمجلة لا تصل إلي أحياء كاملة في القاهرة، وهناك محافظات لا يصلها إلا بضع نسخ فقط منها، أما بالنسبة للتوزيع في الخارج، فالمجلة كانت صوت مصر، والآن ما يزيد عن نصف كتابها من العرب، لذلك يغلب عليها الطابع العربي في كثير من الأحيان، وهذا هو دورها منذ تأسيسها قبل 124 عاما، ولكن شركة "القومية للتوزيع" التي تحتكر توزيع المطبوعات المصرية في الخارج لا تقوم بدورها إلا باستثناءات قليلة، فهل يعقل مثلا أن يكون في المجلة 35 نصا شعريا من الجزائر بما يشكل ديوانا للشعر الجزائري الآن، ولا تصل المجلة إلي الجزائر، وكذلك فيما يخص طرح ملفات إبداعية عن القصة في المغرب واليمن والإبداع السوري والعراقي والشعر في تونس وغيره، نحن ننشر لكتاب لا يقرأون المجلة".
يستكمل القرش: "لابد أن نكون علي قدر المسئولية في الأشياء التي لا نملك غيرها، فنحن لا نملك أي شيء علي الإطلاق سوي القيام بدور ثقافي، لأننا مؤهلون لهذا الدور، ولكن الدولة عليها إيصال هذه الخدمة، فمنذ توليت مهمة "الهلال"؛الكتاب العرب يكتبون مجانا تقريبا، ورغم ذلك يكتبون بحماس شديد، لأنهم - كما قيل لي في البداية - يستعيدون مجلتهم التي تربوا عليها ويريدون رد الجميل لها بالكتابة فيها لأجيال أخري، فعلي الأقل؛ يجب أن تصل هذه الكتابات إلي القارئ".
أرجع الكاتب صبحي موسي، رئيس تحرير مجلة "الثقافة الجديدة"سابقاً، الأمر إلي الوسائل الحديثة القائمة علي شبكة المعلومات الدولية، والتي تهدد كل أدوات المعرفة الورقية، لسرعتها ويسرها، ويضيف: "استطاعت التكنولوجيا الحديثة توفير الخدمات بشكل أفضل وأكثر إتاحة للجميع، وهذا أثر بالضرورة علي الجرائد والمجلات الورقية بشكل أساسي، فجميعها متعثرة في مقابل حالة من الرواج لصالح المواقع الإلكترونية، لكننا مازلنا في العالم العربي لم نصل بعد إلي درجة رفاهية كبري تمكننا من إلغاء الطباعة الورقية والتعامل مع الانترنت بشكل مباشر، مما يضطرنا إلي الوقوف مع الأشكال القديمة بدرجة ما، لأنها مازالت أدوات نافعة بالنسبة للتثقيف العام، خاصة في ظل وجود هيئات معنية برفع الوضع الثقافي العام، كقصور الثقافة أو هيئة الكتاب، فهي جهات غير استثمارية، ولكنهم يصنعون الإشكاليات بأنفسهم، من خلال تخفيض عدد المطبوع،فعندما تصدر دورية في 2000 نسخة علي مستوي بلد بتعداد 90 مليون مواطن، فالأمر يحتاج إلي إعادة نظر في خريطة التوزيع علي مستوي الجمهورية، بما يؤكد أننا نحن أنفسنا نصنع مأزق جديد للمجلات الثقافية في ظل مأزقها العام في العالم كله وهو الانترنت، للأسف لدينا أكثر من 20 مجلة لكنها جميعا لا تؤتي بثمارها لأنها مجرد رقم".
بينما إلكترونيا؛ يشير موسي إلي ضرورة وجود تكامل بين المجلة وموقعهاالإلكتروني، بحيث تستفيد عندما تنسحب ورقيا،فيكون القارئ مستمرا معها علي الشكل الإلكتروني الحديث، ويستطرد:"للأسف أغلب المجلات لا تفعل ذلك وغالبية المواقع الحكومية علي الانترنت لديها مشاكل عظمي، ويتحكم فيها شخص أو اثنين، فمن المفترض أن يكون لمجلة مثل الثقافة الجديدة موقع حدثي يتابع الواقع الثقافي لحظة بلحظة، ولكننا بالكاد لدينا صفحة علي الفيسبوك نتيح من خلالها العدد "بي دي إف"، فمازالت النظرة إلي الثقافة الرقمية، وظيفية قديمة لا معني لها".
فيما يخص المجلات العربية مثل دبي الثقافية والعربي أو عالم المعرفة، يقول موسي:"هذه جهات بدرجة ما هادفة إلي الربح، وإذا قارنّا نوع المطبوع وجودته والمكافآت المجزية التي تُعطي للكتاب، تصبح المؤسسة في مأزق لأنها لن تستطيع تحقيق دخل موازي لذلك، ومن ثم يكون عليها إعادة تقييم الأوضاع، لكن مؤسساتنا وضعها مختلف بعض الشيء لأنها خدمية، بل أن البعض منها لا يقف عند فكرة تحقيق عائد، وإنماعلي استعداد أن يخسر، مثل قصور الثقافة، في مقابل تقديم رسالته، ونحن للأسف لدينا جمهور كبير في النجوع والقري وغيرها، ممن لا يتعاملون حتي الآن مع الثقافة الرقمية بشكل جيد، وبالتالي مضطرين لتوفيرها ورقيا، لأن دوري كمؤسسة هو تفعيل الوعي الثقافي في الشارع وسياسته، وعدم ترك الساحة لصالح الجماعات السلفية والفكر القديم، فإذا كانت لديك خطة لمواجهة الفكر الظلامي لن يكون ذلك بطباعة 2000 نسخة، فالمواجهة تحتاج نوعا من التحدي وخطة كبيرة وحضور ورقي ممسوك في الشارع".
برؤية نقدية، يفسر د.مدحت الجيار، رئيس تحرير مجلة "الرواية" قائلا: "المجلات الثقافية بشكل عام خدمة اجتماعية وفكرية للمواطنين في أي مكان، ولذلك هي تتكلف مبالغ أكبر من السعر الذي تباع به في الأسواق، وبالتالي لابد لأي وزارة أو دولة تصدر مطبوعات ثقافية أن تتحمل التكلفة الاقتصادية، فبالنسبة لدول الخليج؛ هم نفذوا إلي مجال به تهديد من الإرهاببمعظم البلدان، وبالتالي زادت مصروفاتهم في التسليح، ونظرا لأن اقتصادهم الآن اقتصاد حرب، فبعض الدول الخليجية قررت إنهاء خدمةعددا من المجلات الثقافية بسبب التمويل، لأنهم في حالة من الحرب يتكبدون خلالها تكاليف عالية جدا".
أما في مصر، فيقول الجيار:"الأمور الثقافية لدينا طبيعية، والمجلات كذلك، فهناك استمرار واستقرار في الدوريات الثقافية المصرية، سواء كانت جرائد أو مجلات أو كتبا، ومنها بالطبع مجلة "الرواية"، التي تصدر في مواعيدها، رغم أن تكلفة العدد تزيد عن تكلفة البيع 100٪، لكنها خدمة تقدمها وزارة الثقافة المصرية للجماهير سواء في مصر أو خارجها، وحتي الآن لم نصادف أي أزمة، فالكتاب يحصلون علي حقوقهم المادية، وكذلك الموظفون وهيئة التحرير، كما أن التوزيع يزداد عددا بعد الآخر، فهي أكثر المجلات الصادرة عن وزارة الثقافة توزيعا، طبقا للإحصاءات التي تقوم بها الوزارة، إلي جانب أنها جغرافيا تصل إلي كل المحافظات والأقاليم بما فيها المناطق البعيدة كمرسي مطروح أو أسوان، لذا نفكر الآن في زيادة المطبوعات؛ لإرسالها إلي الدول التي تأثرت بالحروب وأنقصت إصدار المطبوعات الثقافية، حيث نحلم بتعويض هذه البلدان بإصدارات وزارة الثقافة، ومنها مجلة الرواية".
بينما يتساءل القاص سعيد الكفراوي: "في ظل ازدحام وسائل الاتصال والنشر ومزاحمة التقنيات الرقمية، يجب أن تطرح المجلات الورقية سؤالا؛ لماذا تصدر؟ وهل هذا الواقع المتغير في حاجة لصدور مجلات بصيغ قديمة أم مطلوب من المجلات تطوير رؤيتها؟فالكثير من المجلات الثقافية تعيش أزمة التخلف عن الواقع، والبعد عن الأسئلة الجديدة المطروحة علي الفعل الثقافي، فلابد لأي مجلة تصدر أن يكون في وعيها تعبير عن الحرية، والنقد الذي يعبر عن الحقيقة عبر مواد لمتخصصين، وأن تهتم بتجارب الكتابة الجديدة في الإبداع؛ شعرا وقصة ورواية ونقدا، محاورة قضايا الواقع مثل الحريات والمصادرة وقوانين ازدراء الأديان ومجابهة فساد أي سلطة، رحم الله طه حسين الذي أصدر الكاتب المصري، فكانت مجلة في حينها لا تهتم بمقال نقدي أو مناقشة ظاهرة ولكنها كانت تحرث الأرض وتمهدها أمام الكتابات الجديدة والرؤي الجديدة، فعبر هذه المجلة عرفنا الوجودية وقرأنا كافكا وألبير كامي وسارتر، وفتحت أمامنا رؤية، وكذلك فعل يحيي حقي في مجلة المجلة".
واستطرد الكفراوي:"كما أن هناك جدلا وصراعا موجودا بين المطبوعة الورقية وما يجري في التقنيات الحديثة، التي تهدد زمن الكتاب والقراءة ومتعتها، فهناك أزمة في المحتوي تعاني منها أغلب مجلاتنا، باستثناء حاليا مجلة إبداع التي رفعت شعار "إذا لم أجد مادة في الإنتاج المحلي أقوم بالترجمة"، فمن خلال اختياراتها المتقدمة جدا أصبحت في قلب العصر".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.