لأنّي ولدتُ بهذي البلادِ أعيشُ علي هامشِ الموتِ خوفاً غريباً بلا وطنٍ واضحٍ في احتمالِ الحياةِ بلا أملٍ واضحٍ في الحياةِ أنا لم أكنْ سائحاً في الحياةِ ولا زاهداً بجمالِ الحياةِ وأذكرُ منذ ولدتُ وهذي البلادُ تعيشُ بحربٍ و نهبٍ تعيشُ أساطيرَ آلهةٍ من سرابٍ وتجبلُ هذا الترابَ بدمعٍ و دمٍّ تعيشُ حوادثَ ذلٍّ لأكلٍ و شربٍ تعيشُ خواطرَ شعبٍ يصيعُ، يضيعُ، ويعري، و يصغي إلي أيِّ شيء ٍليحيا يموتُ إلي أيِّ شيءٍ ستُفضي بلاغةُ أغنيةٍ في اجترارِ الأوابدِ من غيرِ أيِّ احتسابٍ لدورةِ هذا الخرابِ؟ يدورُ الخرابُ بشعبي يدورُ.. و ما عادَ يُجدي انتظارُ الحياةِ لشعري هرمتُ بهذي البلادِ بلا أيِّ ذكري لأفرحَ - حينَ أموتُ - بشِعري. فأينَ سأنشرُ شِعري؟ علي حبلِ مشنقةٍ من غسيلٍ؟ ومن ذا سيقرأُ شِعري بلا أملٍ في الحياةِ؟ بلا دافعٍ من ضميرٍ؟ ستمضي الحياةُ مسلسلَ قهرٍ بفقرٍ، مسلسلَ نصرٍ بقصرٍ، مسلسلَ غصبٍ بعهرٍ. ستمضي الحياةُ بلا قارئٍ للمعرِّي، ولا قارئٍ لابنِ رُشدٍ؟ ولا قارئٍ لقصائدِ جنسٍ؟ أفكّرُ، أصبرُ، أكتبُ شعراً لأحيي الحياةَ بشِعري. و أقرأُ شعري علي أملٍ واضحٍ في احتمالِ الحياةِ. سوريا