يستضيف المقهي الثقافي أربعة فعاليات رئيسية علي مدار اليوم. البداية مع ندوة "قراءات في كتابات الأقدمين" التي تنتهي في الثالثة عصرا , والتي اختارتها الكاتبة سلوي بكر- المشرفة علي الفاعلية- لمناقشة بعض كتب التراث، وقد راعت في اختياراتها التنويع في الكتب المراد مناقشتها بحيث تتناول اتجاهات علمية ومعرفية مختلفة وذلك أملاً في استثمار ما لدينا من تراث عظيم في شتي فروع المعرفة الإنسانية من تاريخ وموسيقي وتربية ودين، وذلك حسب كلامها لأخبار الأدب. في إحدي الندوات تحدث الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات ، عن التاريخ القديم لمصر وذلك أثناء مناقشته للكتاب المهم من وجهة نظره "بغية الطالبين في علوم قدماء المصريين" حيث قال إن جميع العلوم قد نشأت في مصر منذ ما يقرب من خمسين قرناً من الزمان، هذا بخلاف نبوغ قدماء المصريين في العلوم والفنون المختلفة فقد كانوا أول من استخلص البنسيلين من عفن الخبز كما كانوا أول من قام بعملية جراحة للمخ البشري في التاريخ وكانت منذ أربعة آلاف سنة ، وتحدثت الدكتورة ماجدة قاسم ، أستاذة الهندسة،عن اكتشاف المصريين للطبيعة حيث قالت إن كل ما في حياتنا يعتبر من الرموز وقد نجح المصريون القدماء في فك تلك الرموز والشفرات والدليل هو بناء الأهرامات. في ندوة أخري لمناقشة كتاب "الشجرة ذات الأكمام" تحدث الدكتور فتحي الخميسي عن الموسيقي وأثرها في الارتقاء بالذوق العام للشعوب موضحاً أن الموسيقي الشعبية هي الأكثر وطنية بين كل أنواع الموسيقي وأن الفنانين المنتمين إليها هم الوطنيون الحقيقيون ، كما أشار إلي ضرورة وجود لجان استماع ومراقبة للأغاني قبل عرضها في الإذاعة والتليفزيون من أجل "فلترة" ما يقدم للصغار والشباب من أغنيات المفترض فيها أنها ترتقي بالذوق والإحساس ، كما أشار إلي ضرورة أن تكون هناك صلاحيات حقيقية لتلك اللجان كي تكون لها كلمة مسموعة فتستطيع منع ما تراه غير ملائم من الأغنيات وأكد الخميسي أن هذا لن يتأتي إلا بتقديم طلب إلي الكاتب الصحفي حلمي النمنم ، وزير الثقافة المستنير، بحسب وصفه. تأتي الفقرة الثانية في المقهي الثقافي لمناقشات روائية وشهادات يقدمها عدد من الكتاب وتستمر حتي الخامسة مساءً. في أولي حلقات النقاش السردي بالمقهي دار الحوار حول الواقعية السحرية في رواية "جبل الطير" وتحدث الكاتب عمار علي حسن عن ذلك العالم الذي اختاره لتدور فيه أحداث روايته الأخيرة ومن قبلها "شجرة العابد" حيث يري عمار أن هذا العالم عربي في الأساس وقد عرفه الكتاب في الغرب ونهلوا منه وأبدعوا الكثير من الكتب والروايات ونحن أولي بتلك البضاعة التي تنتمي لنا، كما تحدث الدكتور فتحي أبو العينين، أستاذ علم اجتماع الأدب بجامعة عين شمس،عن ارتباط الفكر السياسي بالأدب عند عمار علي حسن والذي يظهر جلياً في روايته حيث امتازت بأسلوب جديد من جهة الحكي الذي يربط بين الواقعي والخيالي وإن كان يتجاوز الواقع ويضع القارئ في إشكالية كبري وهي الخلط بين هذا وذاك وصعوبة التفريق بينهما، وأضاف أبو العينين أن الكاتب استطاع بذلك أن يخلق حالة من الدهشة لدي المتلقي حيث استخدم بعض التقنيات في الكتابة مثل التوهمات والتعدد في الأزمنة والأمكنة. في ندوة أخري تحدثت الكاتبة هدي توفيق عن روايتها "المريض العربي" حيث أشارت إلي أن الرواية تعد استغلالاً لحادثة تعرضت لها في حياتها ولكنها ارتبطت تاريخياً بحكم جماعة الإخوان في مصر والذي صاحبه احتجاجات ومواقف ثورية انعكست في الرواية. من جانبه قال الدكتور صلاح السروي أن المعالجة الروائية امتازت بالمزاوجة والتوازي بين الشخصي والعام كما ظهر فيها بعض البراح والاتساع لظهور ألوان أخري مثل الشعر والحلم والحوار كما تغنت الكاتبة بقصائد شعرية علي لسان البطلة، ولكن ثمة أمرا وجده السروي يُعاب علي الكاتبة وهو السرد الطويل في معالجتها لملحمة "جلجامش" حيث يري أنه كان ممكناً الاستغناء عنه تماماً دون أن يؤثر ذلك علي الرواية. رواية "نادي العباقرة" للأديب التونسي كمال العيادي كانت محورا لندوة أخري قال فيها العيادي أن روايته تعد انعكاساً لأحداث حقيقية وقعت له ما بين ألمانيا ومصر وأن نادي العباقرة هو نادٍ موجود بالفعل في ألمانيا ومناطق أخري في العالم ويضم عباقرة علي مستوي العالم وهؤلاء يقدسون الحضارة الفرعونية بسبب