"شجرة العابد" عنوان رواية جديدة للكاتب والباحث السياسي د.عمار علي حسن، جرت مناقشتها أمس فى المقهى الثقافى لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن محور "نصوص سردية" شارك فى الندوة د. حسين حمودة.. وأدارها الروائي جمال زكي مقار. فى البداية قدم الناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة قراءة مستفيضة للرواية أضاء من خلالها جوانب عديدة للقاريء، حيث بدأ حمودة حديثه عن الأفكار المهمة التي تخللت نسيج هذه الرواية، كفكرة الجنة التي نحلم بها، والألم المرجعي الذي تنطلق منه هذه الرواية فهي تتحرك بحرية مطلقة دون التقيد بتصورات مسبقة. وخلال هذه الحركة المتحررة مر الكاتب على الكثير من القضايا التي تخص فترات تاريخية بعينها كإشاراته لجيش الفرنجة والعاضد، كذلك ثنائية القلعة والمدينة حيث ظلت القلعة مركزاً لحكم مصر طيلة ستة قرون ونصف، أيضاً فكرة العدل الغائب عبر الأزمان حتى يومنا الراهن، والإشارات الصوفية البديعة التي اهتم بها عمار علي حسن. وأضاف: بدأ عمار الرواية بمفتتح لابن عربي، وعن ملامح شجرة العابد حملت تفاصيل الرواية طابعاً إنسانياً، فالشجرة تكاد تكون جزءاً من عائلة، كما أن الشجرة تبدو وكأنها كائن حي يتألم ويسعد، إضافة إلى الهالة الأسطورية المحيطة بهذه الشجرة والتي تبهر الناس، ومنها يتقصى عمار على حسن نصوصاً قرآنية كالنور والدخان والقصص وطه، أما عن الشخصية المحورية للرواية. واختتم د. حمودة: شخصية العابد تتماس مع الشخصيات المرتحلة عبر الزمن والمكان بحثاً عن قيمة ما، كذلك البعد الروحي عبر تحولاتها، إلى أن يصل العابد إلى أن يكون مشدوداً بين السماء والأرض .. جاءت لغة الرواية غنية جداً وناصعة للدرجة التي تجعلنا نفكر مرة أخرى في الكتابة "العرفانية" أو بلغة النور. وعن روايته تحدث د.عمار علي حسن الذي أكد أن هذه الرواية عاشت معه عشر سنوات كاملة كان يهجرها لينهمك في عمل أدبي أو بحث في النقد الأدبي أو علم الاجتماع السياسي ربما لأنها رواية متخيلة بشكل إساسي وربما لأن الجزء التاريخي منها بحاجة إلى الدأب والبحث، ولكي يتجاوز المنطق ويجعل بطل الرواية يفارق إنسيته ليحلق مع جنية قرأ أهم ما جاء بالتراث الإنساني عن الجن. وكانت "شجرة العابد" ضمن محاولته لفهم العلاقة بين التصوف والاجتماع السياسي، فهذه الرواية نقلة في حياة الكاتب من عالم البحث عن الطرق الصوفية إلى المتصوف الحقيقي الباحث عن ذاته وكينونته وعن الحقيقة، فعاكف في البداية كان شابا أزهريا يسعى خلف شيخه وقت السلطان المملوكي الجائر الفاسد الذي هرب إلى الصعيد بعد فشل ثورة الشباب وفي الصعيد تراوده الجنية "لمار" عن نفسه ويحلق معها بعيدا، عبر لما يريد عاكف أن يصل للشجرة التي كانت كنزا للسلطان لكنها بالنسبة له كانت سر الكون، ثم تتوالى الأحداث ويستمر البحث عن شىء ما وكأنه ملهاة وربما أيضاً يكون مأساة .. شرع الكاتب في كتابة هذه الرواية عام 2000 وانتهى منها عام 2010.